الاثنين 16 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

وحداني محمد:هل يعرف المغاربة لماذا رفع نشطاء حقوقيون الراية الإسبانية فوق بناية ادارية اسبانية بافني ؟

وحداني محمد:هل يعرف المغاربة لماذا رفع نشطاء حقوقيون الراية الإسبانية فوق بناية ادارية اسبانية بافني ؟

إن سياسة الكرسي الفارغ التي تنهجها النخب المغربية رسمية أو مدنية ، ازاء بعض الاحداث التي تعيشها البلاد ليست دائما نتيجة موقف مسبق او خطوط حمراء ذاتية او رقابية ، ولكن أحيانا كثيرة تكون بسبب سوء تقدير ما يقع ، او نتيجة عدم اهتمام ! و ما تعيشه الآن افني منذ احداث اقتحام القنصلية الإسبانية السابقة بها ، يؤكد رأينا في مثل هذه النوازل ،هذه البناية التي مازالت الى حدود اليوم ملكا سياديا للدولة الإسبانية ، يؤدي خدمات إدارية لمواطني المنطقة الذين مازالت تربطهم باسبانيا علاقات تعود الى مراحل التواجد الإسباني بافني و قبائل آيت باعمران . كان من الواجب الوطني و السيادي على الدولة المغربية ان تتحرك إزاء هذا الملف منذ سنوات ، منذ الوقت التي رخصت فيه السلطات المحلية لمجموعة من الحقوقيين بتسجيل طلبات الحصول على الجنسية الإسبانية لمواطنين مغاربة من ابناء المنطقة ، و توفر لهم قاعة عمومية ، حج اليها الباعمرانيون بالآلاف من مختلف جهات المملكة ، كي يعبئوا استمارات هذه الطلبات . من غير المنطقي أن يحكم مثل هذا الإستهتار السيادي سياسة عمومية في أي بلد في العالم ، كان يجب على الدولة ، أن تنظر بعين مسؤولة ليس فقط من الناحية الأمنية ، و لكن من زاوية نظر قانونية و وطنية ، و إجتماعية ، الى مثل هذا النزوح الجماعي الذي كان عام 2007 ، أن لا توظف سياسة " كم من حاجة قضيناها بتركها " . أول سؤال كان يجب أن تطرحه الدولة ، هو لماذا بدأت مجرد مطالب إجتماعية و إقتصادية تأخذ هذا المنحى السياسي ؟ لماذا يقوم أحفاد المقاومة الباعمرانية الذين رفضوا مقترح التجنيس الإسباني عام 1947 ، و رفضوا مقترح دولة إفني عام 1958 ، و رفضوا قرارا أمميا باجراء استفتاء اواخر الستينيات ؟ لماذا بدأت بوادر "مطالب تجنيس جديد "، ولكن هذه المرة ليس من طرف الإسبان أو الأمم المتحدة ، و لكن من طرف نخب محلية ؟ و لماذا هذه الإستجابة الشعبية الكبيرة ؟!!
كنت أقول دائما إن قصور بعض المسؤولين الأمنيين المحليين ، أو تورطهم في تنسيقات مصلحية مع عمال الأقاليم ، ومع لوبيات ما ، يورط الدولة في اتخاد قرارات يكون لها سيئ الأثر على التوازنات الإستراتيجية للوطن ولمصالحه العليا ، و هذا ما وقع في افني مرارا . مما جعل الصورة غير واضحة في أغلب الأحيان ، سواء لدى الدولة ، أو لدى الشعب المغربي ونخبه ....... لمعالجة أي مرض يجب ان يكون التشخيص واضحا و صريحا ، إن إفني رفع فيها علم اسباني في بناية و أرض اسبانيتين ! واعتقل على ذمة هذا الإعتصام ثمانية نشطاء حقوقيين من شباب المنطقة . المعتقلون صرحوا بأنهم يحملون المسؤولية للدولة الإسبانية . الدولة الإسبانية لم تضع في المحكمة او لدى المصالح الأمنية اية شكاية بالاقتحام ! لماذا لم يرفع النشطاء الحقوقيون علم اسبانيا في الشارع العام المغربي بافني ؟ وفي الوقت الذي نقلت فيه ،وسائل الاعلام الاسبانية المتابعة عن كثب لتطورات الملف ، تصريحات مسؤولين حكوميين اسبانيين حول الواقعة ، لم نسمع أي تصريح للخارجية المغربية او اي جهة رسمية ؟! هنا تم فقط اختصار الملف في متابعة جنحية حول اقتحام سكن !!! و عصيان و اهانة موظف ... ما هكذا تورد الإبل يا سعد ! إنها قراءة أمنية قاصرة ، و اخلال بالواجب الوطني امام جيل ومنطقة ، وصل بها اليأس الى ركوب المستحيل ! كانوا يركبون البحر للرحيل الى هناك ، الآن  حبل الكذب قصير ان يحمل منتخب الهاتف للقنصلية الاسبانية باكادير و يخبرهم بأن مجموعة من "الشماكرية" اقتحموا القنصلية السابقة بافني كي يشربوا الخمر فيها ! !! الى متى هذا الإستهتار بمواطنين نختلف معهم او نتفق معهم ، لكن النزول الى هذا المستوى فيه استبلاد لنا كمغاربة اولا قبل الاسبان ! ، و بعد ذلك نقلت وسائل اعلام وطنية و أجنبية خبر عزل المسؤولة الأولى عن القنصلية ، نتيجة تسرعها و تصديقها المكالمة الهاتفية لممثل السكان بافني بايعاز من مسؤولين محليين ! بسرعة قياسية قامت الدولة الإسبانية باتخاذ قرار اداري ، نحن هنا الدولة في احيان كثيرة تقول أن هيبة الدولة تفرض عدم اتخاذ اي قرار ضد المسؤولين السامين ، هيبة الدولة يا سادة هو الحفاظ على مصالح الشعب و مصالح الدولة العليا و مستقبلها ، ولم تكن الدولة و هيبتها مجرد ستر على اخطاء موظفين و مصالحهم . الوطن اكبر و اهم و أخطر من مجرد فرد او افراد ، وهذا مجرد رأي ...