كنت أقول دائما إن قصور بعض المسؤولين الأمنيين المحليين ، أو تورطهم في تنسيقات مصلحية مع عمال الأقاليم ، ومع لوبيات ما ، يورط الدولة في اتخاد قرارات يكون لها سيئ الأثر على التوازنات الإستراتيجية للوطن ولمصالحه العليا ، و هذا ما وقع في افني مرارا . مما جعل الصورة غير واضحة في أغلب الأحيان ، سواء لدى الدولة ، أو لدى الشعب المغربي ونخبه ....... لمعالجة أي مرض يجب ان يكون التشخيص واضحا و صريحا ، إن إفني رفع فيها علم اسباني في بناية و أرض اسبانيتين ! واعتقل على ذمة هذا الإعتصام ثمانية نشطاء حقوقيين من شباب المنطقة . المعتقلون صرحوا بأنهم يحملون المسؤولية للدولة الإسبانية . الدولة الإسبانية لم تضع في المحكمة او لدى المصالح الأمنية اية شكاية بالاقتحام ! لماذا لم يرفع النشطاء الحقوقيون علم اسبانيا في الشارع العام المغربي بافني ؟ وفي الوقت الذي نقلت فيه ،وسائل الاعلام الاسبانية المتابعة عن كثب لتطورات الملف ، تصريحات مسؤولين حكوميين اسبانيين حول الواقعة ، لم نسمع أي تصريح للخارجية المغربية او اي جهة رسمية ؟! هنا تم فقط اختصار الملف في متابعة جنحية حول اقتحام سكن !!! و عصيان و اهانة موظف ... ما هكذا تورد الإبل يا سعد ! إنها قراءة أمنية قاصرة ، و اخلال بالواجب الوطني امام جيل ومنطقة ، وصل بها اليأس الى ركوب المستحيل ! كانوا يركبون البحر للرحيل الى هناك ، الآن حبل الكذب قصير ان يحمل منتخب الهاتف للقنصلية الاسبانية باكادير و يخبرهم بأن مجموعة من "الشماكرية" اقتحموا القنصلية السابقة بافني كي يشربوا الخمر فيها ! !! الى متى هذا الإستهتار بمواطنين نختلف معهم او نتفق معهم ، لكن النزول الى هذا المستوى فيه استبلاد لنا كمغاربة اولا قبل الاسبان ! ، و بعد ذلك نقلت وسائل اعلام وطنية و أجنبية خبر عزل المسؤولة الأولى عن القنصلية ، نتيجة تسرعها و تصديقها المكالمة الهاتفية لممثل السكان بافني بايعاز من مسؤولين محليين ! بسرعة قياسية قامت الدولة الإسبانية باتخاذ قرار اداري ، نحن هنا الدولة في احيان كثيرة تقول أن هيبة الدولة تفرض عدم اتخاذ اي قرار ضد المسؤولين السامين ، هيبة الدولة يا سادة هو الحفاظ على مصالح الشعب و مصالح الدولة العليا و مستقبلها ، ولم تكن الدولة و هيبتها مجرد ستر على اخطاء موظفين و مصالحهم . الوطن اكبر و اهم و أخطر من مجرد فرد او افراد ، وهذا مجرد رأي ...