الجمعة 17 مايو 2024
سياسة

الملك محمد السادس.. المواطن الذي تمرد على "شرنقة" القصور!!

 
 
الملك محمد السادس.. المواطن الذي تمرد على "شرنقة" القصور!! الملك محمد السادس في صورة مع مواطنين من أبناء الجالية


المحظوظ هو الذي يصادف الملك محمد السادس خارج البروتوكولات الملكية الرسمية، حين يتخلص محمد السادس من كل الطقوس وينسى للحظات أنه "ملك" وينصهر في شخصية "المواطن"، بعيدا عن كل القيود والمراسيم الصارمة، بداية من الأزياء التي يفضل أن يلبسها خارج "أوقات العمل".. أي وهو "ملك". لذا فإن كل من صادف "الملك" في الشارع أو في أي مكان آخر كان يصاب برهبة تلك اللحظة، ولا يجرؤ على الاقتراب منه، وأحيانا "يتشبه" لهم. ولأن الملك تمرد على "شرنقة" القصور، يظهر بشاشته وهو يخفي قسمات وجه "السلطان" الصارم، ويكسر الحواجز ويذيب كل قطع الجليد بينه وبين المواطنين.. يؤسس لعلاقة مبنية على "الاحترام" بدل "التقديس"، و"الحب" بدل "الرهبة". هذا هو الوعد الذي قطعه محمد السادس مع شعبه لدى اعتلائه العرش، أي أن يخاف عليه الشعب عوض أن يخاف منه، وهذا هو منتهى الثقة والتلاحم والإحساس بأن الملك ليس كائنا "هلاميا" لا يراه الشعب إلا من وراء زجاج التلفزيون أو "محنطا" وسط صورة جامدة.

الملك قبل أن يكون ملكا فهو إنسان أولا، ومواطن ثانيا… من حقه أن يستمتع بوقت حر، وأن يطلق ساقيه للريح، وأن يقود سيارته بنفسه ويمتثل لقوانين المرور ويقف عند الإشارات الضوئية، ويلبس آخر صيحات الموضة، ويلتقط معه المواطنون "السيلفي" مثل أي نجم من نجوم المجتمع. هذه هي الصورة التي يحاول أن يسوقها الملك عن نفسه، كملك متواضع وعادل وبشوش، يتقاسم كغيره من المغاربة أوكسجين الوطن. فمن يشاهد الملك في الطريق وهو يقود سيارته بدون أي حرس خاص، فليصدق عينيه، ويقترب منه، ويلتقط معه "سيلفي"، أو يلقي عليه تحية حب، وذلك أضعف الإيمان، لا يخشى من التعرض للاستنطاق البوليسي أو المتابعة القانونية… لأن من تشاهدونه يرتدي سروال الجينز وقميصا ملونا ونظارات شمسية وحذاء رياضيا هو واحد من الناس ومن مغاربة هذا الوطن. أما الملك فتستريح عباءته بالقصر ويخلد كرسيه للسكون ويغتنم بلاطه فرصة جديدة للتعود على أن الملك هو الآن بين أحضان شعبه!!