الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

مغاربة العالم يشيعون جثمان "مجلس الجالية" عن عمر عشر سنوات

مغاربة العالم يشيعون جثمان "مجلس الجالية" عن عمر عشر سنوات عبد الله بوصوف،الأمين العام لمجلس الجالية (يسارا) وعمر لمرابط

"بماذا يُذكرك مثل هذا اليوم، 21 دجنبر، من سنة 2007؟". ربما السؤال الذي ومهما تعاظمت انشغالات المغتربين المغاربة، لن يجدوا حرجا في معرفة إجابته، طالما أنه الموعد الذي ترسخ في ذاكرتهم كلحظة شاهدة على خروج مؤسسة "مجلس الجالية المغربية بالخارج" إلى الوجود، وما علقوه عليها من انتظارت وآمال.

اليوم، وبعد مرور 10 سنوات، تأتينا الأخبار، وبلا توقف، لتؤكد بأنه كان منية ذاك التمني، وجميع ما انتظره مغاربة العالم من المجلس خاب الظن فيه. الأمر الذي خلق جدلا واسعا لم تقد صداماته إلا لخلاصة فكرة فشل القائمين في مهامهم، وعجزهم عن إضافة أي جديد إيجابي للمعنيين بالأهداف المسطرة من خلق المجلس أساسا.

وفي هذا الصدد، لم تنحصر الخرجات الساخطة على مؤدى المجلس في عموم المهاجرين، وإنما تجاوزتها إلى بعض أعضائه باعتبارهم أكثر العارفين بما يجري في الكواليس وخباياه. ومنهم عمر المرابط الذي وصف تلك الهيئة بالجثة الفاقدة لأي حس حركي، والجسد الغارق في موت سريري لا يسعفه على تشخيص المشاكل فبالأحرى حلها. اللهم، كما يستدرك، حركات أيدي سائقيه التي تمد لاستنزاف ميزانيته المقدرة في 5 ملايير سنتيم، وباقي الأجور التي تعادل قيمتها ما يتقاضاه الوزراء.

ولم يكتف المرابط بسهام الانتقاد المنصبة حول عشوائية النفقات والتعويضات، بل ذهب إلى حد الإقرار بالمساعي التي تحبك إن في الخفاء أو العلن لاستمالة المنتقدين، والدليل، كما يقول، تحول مواقف البعض منهم بنسبة 180 درجة نتيجة ما قدم لهم من إغراءات. أما من عزت المحاولات عن استقطابهم، فكان الهجوم الشرس على شخوصهم أملا في طلبهم الاستقالة.

وعن هذه الهجمة الداعية للتنحي، حذرت الكثير من الأصوات المهاجرة من مطب الانصياع لها، مهما اشتدت الضغوطات، باعتبارها المخرج الذي يراه عبد الله بوصوف ومن معه لغرض إسكات الأصوات الجادة، ومن ثمة استغلال فراغها ليشغله مؤيدو الفساد. وأبرز مثال على ذلك، تسجل التحذيرات، استقالة العضو اليساري عبدو المنبهي من هولندا، التي كانت بردا وسلاما على محاربيه، ولم تزدهم سوى إصرارا لقصف باقي المناضلين.

وإن كان هناك من تجب استقالتهم وبشكل لا يقبل التأجيل، وفق الغاضبين دائما، فهم سائقو قطار المجلس لا ركابه، حتى يتم تفادي المزيد من حوادثه المأساوية، والتي ألفت، لمدة عقد من الزمن، حصد ضحاياها الذين لم يكن لهم ذنب غير قدر "مجلس الجالية المغربية بالخارج".