الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

رشيد لزرق: التيار المزايد بحزب المصباح في محاولته خلق الزعيم يتجه ضد تكريس حزب المؤسسات

رشيد لزرق: التيار المزايد بحزب المصباح في محاولته خلق الزعيم يتجه ضد تكريس حزب المؤسسات الأستاذ رشيد لزرق (يسارا) وسعد الدين العثماني رئيس الحكومة

يرى الدكتور رشيد لزرق، خبير المادة الدستورية والشؤون البرلمانية، أن التيار المزايد، اتجه مؤخرا إلى إثارة الزوابع الحزبية دون سبب معقول، حيث نشأت لدى دعاة هذا التيار عقدة محاولة خلق "الزعيم".. وهذا يعاكس واقع الحال الذي يتجه إلى تكريس حزب المؤسسات.. ولعل هذا ما أدى إلى إنتاج ظاهرة الزعامات الشعبوية ذات التطلعات المرضية، التي يمكن أن نسميها "مرض التطلع للزعامة"، والتي جعلت الحياة السياسية في المغرب تعيش على وقع صدامية إعاقة السير العادي للمؤسسات.

وأضاف المحلل السياسي، في اتصال معه، أن ما عرفه مؤتمر العدالة والتنمية خير دليل على هذا المنحى، ويتجلى ذلك في نزول الحركة الدعوية بشدة لقطع الطريق على التيار المزايد، وكانت غايتها من وراء ذلك الحفاظ على بقائها، لأن  شيوخها هم أدرى بالأمر، على اعتبار أن الظروف الإقليمية والدولية لم تعد تساعد على مجاراة التيار المزايد في توجهه، وضرورة إثبات وطنيتها.. لهذا نجد أن أعضاء العدالة والتنمية شددوا الحديث عن الأحزاب الوطنية، لكون عناصر قوتها هي مقومات فوق وطنية.

واعتبر لزرق أن انتخاب سعد الدين العثماني، الذي يأتي ضمن تكتيكات المهادنة السياسية الهادفة لاستعادة القواعد المجتمعية الداعمة للتيارات الدينية، والمؤتمر الثامن جسد حال الحزب برأسين: الرأس الأول داخل الأمانة العامة يضم التيار البراغماتي، والرأس الثاني هو الأزمي الذي لا يعدو سوى أن يكون شخصا صوريا لبنكيران في المجلس الوطني يضم التيار المزايد، وهو نوع من التكتيك السياسي الذي يضمن لهم التكيف مع تحولات الواقع السياسي والاجتماعي، ومحاولة لمواجهة الانتقادات الدولية وضمان ضرب البديل السياسي القادر على المواجهة، واستعداد دائم لقلب الطاولة ضد أي تغيير في السياق الدولي أو الإقليمي أو متوقع على الحكومة عن طريق اتجاه التيار المزايد إلى إزاحة العثماني عبر مدخل مؤتمر استثنائي.