الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

محامو المغرب ينعون زميلهم الحامل رقم 3

محامو المغرب ينعون زميلهم الحامل رقم 3

يحيل رقم 3 إلى الرقم الترتيبي ضمن جدول هيئة المحامين بالدار البيضاء، ويعود الرقم للأستاذ "ميير طوليدانو"، الذي وافاه الأجل مؤخرا بباريس، فعن سن 97 سنة، انطفأت شمعة أقدم محام في افريقيا، فهو حسب الأستاذ محمد أمغار، عضو هيئة المحامين بالدار البيضاء، عميد المحامين المغاربة و أحد رموز الحركة الوطنية والحقوقية بالمغرب، وهو الشخصية القانونية التي عايشت مراحل تكون النسق القانوني المغربي في شموليته بدءا بالإصلاحات التي أتت بها سلطات الحماية، والتي شكلت النموذج اليعقوبي للدولة بالمغرب القائم على مفهوم الدولة القانونية أي الدولة التي تحكمها قواعد معيارية موضوعة من طرف سلطتها التشريعية، المتمثلة في البرلمان.
ويستعرض الأستاذ أمغار حياة الراخل بالقول، رأى المرحوم النور بمدينة الدار البيضاء بتاريخ 13 يوليوز 1918 وترعرع فيها وتلقى تعليمه في مؤسساتها حيث حصل على الباكلوريا قسم الفلسفة  سنة 1938. عمل بعدها استاذ التاريخ والجغرافيا بثانوية الأطفال بوجدة سنوات 1938_1939.1939_1940، تم غادر بعدها التدريس، واشتعل لدى الخبير السيد الفريد مارتي سنة 1941، وكان في نفس الوقت يتابع دراسته العليا في القانون، حيث حصل على شهادة الإجازة في الحقوق من مؤسسة الدراسات العليا المغربية، مركز الدراسات القانونية والإدارية، بتاريخ 29مارس 1943، تقدم بعدها بطلب التقييد بلائحة المحامين المتمرنين بهيئة المحامين بالدار البيضاء، بتاريخ 12أبريل 1943 عين الأستاذ كاستون مقررا في ملفه، وبعد التأكد من توفر الشروط القانونية، بت المجلس بقبول طلبه  ليقيد بلائحة التمرين بتاريخ 2يونيو 1943، قضى المرحوم تمرينه بمكتب الأستاذ بونام، وبعد قضاء فترة التمرين، سجل بالجدول الكبير كمحام رسمي بتاريخ 27 دجنبر 1945.
عايش الراحل ومارس القانون لمغرب الحماية إلى أواخر الخمسينات من القرن الماضي، حيث التحق بمهام سياسية وقانونية بتاريخ 1فبراير 1956 بالحكومات الأولى للاستقلال إلى تاريخ انتهاء مهامه، بوزارة الخارجية في 20فبراير 1961، حيث تقدم على إثرها بطلب التسجيل من جديد بجدول الهيئة، قبل طلبه بتاريخ 30مارس 1961 وفق أعراف وتقاليد المحاماة، وسجل تحت نفس الرقم المهني الذي حمله مند  البداية أي الرقم 3 وبنفس الأقدمية، المرحوم كان من الرعيل الأول للوطنيين الدين عايشوا اتفاقية "إكس ليبان" كما كان من الذين عايشوا تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
مارس المحاماة بعد الاستقلال وكان شاهدا على التحولات القانونية لما بعد الحماية، ويعتبر من عمداء المهنة بدون منازع، حيث مارس المهنة لمدة 73 سنة، إلى أن وافته المنية وتم إسقاط اسمه من الجدول بتاريخ 8 أكتوبر 2015.
وفي نفس الاتجاه، نعى الأستاذ محمد أغناج عضو مجلس هيئة المحامين بالدار البيضاء، زميله "ميير طوليدانو"، مسترجعا كتابه "النظام الجديد للأكرية التجارية" الصادر سنة 1948، معتبرا وفاته، خسارة لهيئة المحامين بالدار البيضاء، والمحاماة عموما بالمغرب،  فهو أقدم محام مسجل في الجدول منذ 1945. حيث تقلد عدة مهام داخل الجالية اليهودية بالدار البيضاء، كما عمل مديرا لمكتب وزير الاقتصاد، ومناصب أخرى ديبلوماسية إذ عمل مستشارا تجاريا بالسفارة المغربية بواشنطن، كما كان منتخبا جماعيا في بلدية الدار البيضاء، ومقررا عاما للميزانية بمجلسها، ومرشحا للانتخابات البرلمانية بالدار البيضاء لسنة 1963 عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. حيث خسر في مواجهة مرشح FDIC  مائير عوبديا (يهودي ورئيس مجلس الجالية اليهودية بالدار البيضاء).