الأربعاء 27 نوفمبر 2024
خارج الحدود

ثاباتيرو: نموذج تونس والمغرب فعال لمحاربة الإسلام الراديكالي

ثاباتيرو: نموذج تونس والمغرب فعال لمحاربة الإسلام الراديكالي

أوضح رئيس الوزراء الإسباني السابق، "خوصي لويس ثاباتيرو"، أن "التعصب الديني يجب محاربته انطلاقاً من الإيمان الديني نفسه"، مؤكداً "أنه لا يوجد انحراف أكثر تناقضاً في مجال الحضارات الإنسانية من ذاك الذي يستخدم الإيمان الديني من أجل تبرير الحرب"، مشيرا إلى ضرورة رعاية إسبانيا "لكل اتفاق بينها وبين المغرب من شأنه أن يعزز التعايش"، وشدد "ثاباثيرو" مؤخرا في حفل الإعلان عن تأسيس وافتتاح مشروع معرفي علمي جديد هو "كرسي دراسات الحضارة الإسلامية وتجديد الفكر الديني"، بغرناطة الإسبانية، على ضرورة تخصيص إسبانيا في خضم هذه الفترات التي تعرف تنامي تيار الإسلام الراديكالي، دعمها واهتمامها الكامل لتونس والمغرب. كما أكد في كلمته أيضا، أنّ "تونس هي البوابة والطريق الأساس" لهذا الاتجاه، إذ إنها البلد الأول ذو الأغلبية الإسلامية الذي طوّر دستوراً بخصائص ديمقراطية. في حين أن المغرب بدوره، يخطو خطوات مهمة نحو ضمان حقوق الإنسان. ولذلك، فإنه ليس هناك بلد أفضل من إسبانيا لدعم بلدان المغرب العربي في هذا الاتجاه. 
كما اعتبر ثاباتيرو، في كلمته أن "كرسي دراسات الحضارة الإسلامية وتجديد الفكر الديني" فرصة ثمينة لفتح آفاق جديدة أمام مبادرة تحالف الحضارات التي اقترحها على المجتمع الدولي، وتبنتها الأمم المتحدة في وقت سابق"، موضحا أن "المعرفة والثقافة قوة ناعمة ضرورية في عالمنا المعاصر، لتغيير الصور النمطية وترسيخ قيم السلم والتعايش، خصوصا وأن غرناطة قامت على مر تاريخها بدور جوهري في التفاعل الخلاق بين أتباع الأديان والثقافات". كما ذكر ثاباتيرو في حديثه أيضا، بأن "آلاف الكلمات الإسبانية مشتقة من اللغة العربية"، وأضاف قائلا: "كان للثقافة الإسلامية ألقها وازدهارها، ونحن منتوج لها بشكل أو بآخر، فكثير من القيم الإنسانية التي تحث على التعايش ورثناها من الثقافة الإسلامية، ومن المهم أن يأتي كرسي دراسات الحضارة الإسلامية، ليرسخ ثقافة السلم والتعايش وليجدد هذا التفكير وهذا التواصل والتلاقي في مسار التلاقح بين الثقافتين الإسلامية والغربية". 
وختم ثاباتيرو محاضرته بالتأكيد على أهمية الإقرار بالتعددية الدينية والثقافية بوصفهما مصدري غنى، وبضرورة احترام الأديان والمعتقدات باعتبار ذلك مطلبا إنسانيا، داعيا إلى إنشاء "مجلس للأديان من أجل السلم" في إطار الأمم المتحدة، تكون مهمته نزع الشرعية عن كل عنف باسم الدين، من خلال إبراز القيم المشتركة بين الأديان، معتبرا أن التطرّف لا دين له، وأن السلم يرتبط ارتباطا وثيقا بالدِّين، ومشددا على أن التطرّف الديني يمكن مواجهته من خلال الدين نفسه، وذلك عبر إبراز القيم الدينية السامية التي توسع مساحات المشترك الإنساني، وتعزز التقارب بين الشعوب والثقافات، وهنا، يضيف ثاباتيرو، تكمن الحاجة إلى "كرسي دراسات الحضارة الإسلامية وتجديد الفكر الديني".