بعد مرور 60 سنة على إبرام أول اتفاقية جماعية في القطاع الفلاحي في المغرب، أعاد اليوم التاريخ نفسه بتوقيع أول اتفاقية جماعية في القطاع الفلاحي بين كل من ضيعات ابراهيم زنيبر والكونفدرالية الديمقراطية للشغل بعد مسار طويل من الحوار والذي لم يخلومن من لحظات توثر. اتفاقية حملت العديد من المكتسبات للعمال بكل من ضيعات " النمر " ، " كروس سايس " ، " أملاك زيان " و " طالة " و " خروبة " مقابل الإلتزام بمعايير تخص الإنتاج والمردودية وهو ما سيساهم في خلق السلم الإجتماعي بهذه الضيعات الفلاحية، كما سيساهم في إنعاش علاقات شغل سليمة – حسب محمد القري اليوسفي المستشار القانوني لضيعات زنيبر – توفر ضمانات جديدة للأجراء وإنعاشا إقتصاديا للضيعات من جهة ثانية.
وقد عنيت الإتفاقية الجماعية بمعالجة قضايا تكوين الأجراء، الترقية الداخلية، محاربة الهشاشة في فئة الأجراء المؤقتين بترسيم تفوق 10 في المائة ن اعتماد معايير المردودية والإنتاجية، اعتماد منح جديدة والزيادة في المنح القديمة، خلق صندوق االتآزر الإجتماعي، الإعتراف بالحرية النقابية وبكافة المؤسسات التمثيلية للأجراء، تدبير الموارد البشرية بإشراف ممثلي الأجراء..
ويبقى الرهان الأساسي المطروح على أطراف هذه الإتفاقية هو ضمان تنفيذها حتى تحقق الأغراض المنشودة منها.
عبد السلام الصديقي وزير التشغيل أشار خلال حفل توقيع الإتفاقية الجماعية بين ضيعات ابراهيم زنيبر والكونفدرالية الديمقراطية للشغل إن التوقيع على مثل هذه الإتفاقيات الجماعية تساهم الى حد بعيد في إقرار السلم الإجتماعي وفي إقرار الثقة وإحلال التعاون محل المواجهة كما تساهم في تطوير الديمقراطية التشاركية في بلادنا وعلاقات الإنتاج ولاسيما في المجال الفلاحي كما أشاد بمضامين الإتفاقية وخصوصا منه جانب التكوين الذي سيساهم في محاربة الأمية وتأهيل اليد العاملة، وذكر وزير التشغيل أن الوزارة تشجع النقابات الأكثر تمثيلية على إبرام اتفاقيات جماعية لكونها تضمن الإستقرار وحقوق الشغيلة والحرية النقابية كما تساهم في تغيير علاقات الإنتاج من علاقات تقليدية عتيقة الى علاقات متطورة وحديثة، وأشار الوزير أن وزارة التشغيل حددت كهدف خلال 2015 توقيع 20 اتفاقية جماعية على الأقل بمختلف القطاعات الإنتاجية.
حفل توقيع على الإتفاقية الجماعية بين ضيعات ابراهيم زنيبر لم يخلو من شذ وجذب، وخصوصا لما أشار الوزير الصديقي الى أن الأجير " قد خدمتو قد خلاصو ..خلصني مزيان نخدم معك مزيان " وهي العبارة التي لم تستسغها غيثة ماريا زنيبر الرئيس المدير العام لضيعات زنيبر التي اعتلت المنصة مباشرة بعد نهاية تدخل وزير التشغيل، حيث أشارت أن التوقيع على الإتفاقية هو عمل إيماني لم يخلو من صعوبات، وبعد ان تقدمت بالشكر لبوشتى بوخالفة الذي رافق مجهودات الطرفين لإبرام الإتفاقية، انتقلت مباشرة للتعقيب على كلام الوزير الصديقي حيث جاء في تدخلها : " سيدي الوزير قلتم خلصني مزيان..نخدم معك مزيان، وأنا أقول اخدم مزيان ونخلصك مزيان" كما أبدت ثقتها في هذه الخطوة التشاركية التي تلزم الجميع رجالا ونساءا، وأشارت غيثة زنيبر أنها تعول على النساء، اللواتي لم يحضرن بكثافة خلال حفل التوقيع- كما جاء على لسانها - كما تعول على العمال ككل.
خطوة إبرام اتفاقية جماعية لضيعات ابراهيم زنيبر بمكناس والنواحي، ستتلوها خطوات مماثلة، إذ يرتقب ان تبرم نفس المجموعة اتفاقية جماعية بضيعة الحوامض ببركان، كما سيتم الشروع في دراسة ابرام اتفاقية جماعية بمجموعة " إيفر داي " بالدار البيضاء، كي تكتمل الدائرة داخل مجموعة إبراهيم زنيبر.
إبرام اتفاقية جماعية بين ضيعات ابراهيم زنيبر والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، يجعلها تستحق بجدارة لقب المقاولة المواطنة، مما يضعها في مرتبة القاطرة لباقي الضيعات الفلاحية بالمغرب، حيث يعول الكثير من المهتمين بالقطاع الفلاحي على استثمار تجربتها جهويا ووطنيا لتمكين القطاع الفلاحي من لعب دوره الطلائعي في إطار مخطط المغرب الأخضر وتخليص الأجراء بالقطاع من وضع الهشاشة التي يعانون منها على المستوى الإجتماعي.