في إطار سلسلة اللقاءات التشاورية التي تعقدها عمالة إقليم مولاي يعقوب ضمن مسلسل إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة، الذي انطلق يوم الجمعة 07 نونبر 2025 تحت رئاسة عامل الإقليم محمد سمير الخمليشي، تنفيذاً للتوجيهات الملكية الواردة في خطابي الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش والافتتاح الرسمي للدورة الخريفية للبرلمان، واللذان أكدا على ضرورة إحداث تحول نوعي في تدبير التنمية الترابية والانتقال من النماذج التقليدية إلى مقاربة شمولية ومندمجة تضع المواطن في صلب الاهتمام العمومي، تواصلت يوم الخميس 13 نونبر 2025 أشغال اللجان الموضوعاتية الخمس المنبثقة عن الاجتماع الإقليمي الأول، تحت رئاسة الكاتب العام للعمالة، وبحضور رئيس المجلس الإقليمي، ورؤساء وأعضاء مجالس الجماعات الترابية والغرف المهنية، وممثلة مجلس جهة فاس-مكناس، إلى جانب المديرين الإقليميين للمصالح اللاممركزة للدولة، رؤساء الأقسام بالعمالة وموظفي الجماعات الترابية، علاوة على فعاليات المجتمع المدني.
وتهدف هذه اللقاءات إلى تعميق التشخيص الترابي وتقديم توصيات عملية حول محاور أساسية تهم تنمية التشغيل ودعم المقاولات، تأهيل المنظومة التربوية والصحية، التدبير المستدام للموارد المائية، التأهيل الترابي والبنيات التحتية.
وقد تميز الاجتماع بتقديم ثلاثة عروض تشخيصية:
عرض أول قدمه ممثل جمعية تاركة، تضمن دراسة مقارنة حول تنفيذ برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بين سنتي 2017 و2023، أبرز من خلالها التحسن الملحوظ في مؤشرات التنمية بالإقليم، مع مقارنة وضعية جماعات الإقليم بباقي جماعات جهة فاس مكناس.
عرض ثانٍ للمندوبة الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تناول الوضع الصحي بالإقليم، منجزاته وإكراهاته، وعلى رأسها المستشفى الإقليمي الجديد الذي يوجد في طور الإنجاز بنسبة 20% بطاقة استيعابية تقدر بـ120 سريراً، بالإضافة إلى بعض الاكراهات المرتبطة بالنقص في الموارد البشرية وبعض الإشكالات العقارية واللوجستيكية. كما تم اقتراح مشروع مستشفى محلي للقرب بدائرة أولاد جامع لمطة وعدد من المبادرات لتقوية العرض الصحي.
عرض ثالث للمدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، استعرض من خلاله المؤشرات التعليمية بالإقليم، والتحديات المرتبطة بالهدر المدرسي والنقل المدرسي والبنية التحتية التعليمية، مشيراً إلى المشاريع المقترحة للمبرمجة في هذا الإطار، خاصة إحداث مؤسسات جديدة والتخلص من البناء المفكك، مع التنويه بالمجهودات الجماعية في تشجيع التمدرس.
وقد تلت هذه العروض مناقشات معمقة ومستفيضة همت مختلف الجوانب المرتبطة بالمواضيع المطروحة للنقاش، وشارك فيها بكل حماسة جل الحاضرون الذين أغنوا الحوار بأفكارهم ومقترحاتهم، مركّزين على اعطاء الأولوية للبنيات التحتية الأساسية، خاصة الطرق والماء الصالح للشرب، لما لها من دور في تسهيل الولوج إلى الخدمات الاجتماعية في مجالي الصحة والتعليم، إلى جانب الدعوة إلى تسريع المشاريع ذات الأولوية، ووضع سياسات استباقية موجهة للشباب من أجل تعزيز التشغيل الذاتي ودعم المقاولات الصغرى.
ودعا الكاتب العام للعمالة إلى مواصلة عقد هذه المشاورات عبر عقد اجتماع موسع الأسبوع المقبل، سيتم تخصيصه لمحاور تنمية التشغيل، والتدبير المستدام للموارد المائية، والتأهيل المندمج للمجال الترابي، مؤكداً على أهمية التعبئة الجماعية والانخراط الفعّال لكافة الفاعلين من أجل تحقيق تنمية مندمجة ذات أثر ملموس على ساكنة الإقليم.