Sunday 7 September 2025
اقتصاد

أول مصحة ومعهد عالي يفتحان أبوابهما بوزان .. واللمسة الاجتماعية حاضرة

أول مصحة ومعهد عالي يفتحان أبوابهما بوزان .. واللمسة الاجتماعية حاضرة المشروع الصحي
أقوى تفاعل تنموي مع الزيارة التاريخية للملك محمد السادس ( نهاية 2006) لوزان ، التي صنفها كل المتتبعين وعلى رأسهم أهلها ، نظرا للسياق الذي جرت فيه ، بأنها هدفت إلى جبر الضرر التنموي لمدينة كانت ضحية انتهاكات حقوقية ظالمة لعقود من زمن ورش الجهاد الأكبر، 
الذي دعا له المغفور له محمد الخامس ، هو ركوب واحد من  طيورها المهاجرة ، سفينة كل المؤشرات ، تشير بأنها ستواجه ابحارا محفوفا بشتى أنواع المخاطر ، لأن البيئة الحاضنة للاستثمار بها غير مشجعة ، ولأن قاعدة من قواعد الاستثمار تقول بأن " الرأسمال جبان".
 
 الدكتور محسن البقالي أدار ظهره لكل ما هو مُحبط ، فاختار ركوب قطار المغامرة المحسوبة ، ولو أن وباء كورونا الذي تزامن مع تنزيل المشروع كاد يعصف بكل الحسابات ، فوسع من مشاوراته لينتهي به المطاف بإطلاق مشروع صحي كبير . لم تكن هذه المنشأة غير انجاز مصحة متعددة الاختصاصات دار الضمانة ، الأولى من نوعها بإقليم وزان وبالمدن المجاورة .
 
وتقريبا لساكنة الإقليم من المصحة وشبكة الخدمات الصحية التي تستعد لتقديم خدماتها المتعددة رسميا ، في الأسابيع القليلة القادمة بعد حفل التدشين ، كان لإدارتها في شخص الدكتور محسن البقالي لقاءا تواصليا ،انعقد برحاب المعهد العالي الخاص لتقنيات الصحة ، وذلك يوم السبت 6 شتنبر الجاري ، تابع فقراته ثلة من الفعاليات المدنية والحقوقية والاعلامية .
 
 بعيدا عن كل ما هو تقني للمصحة والمعهد على السواء ( رفقته بيان صحفي عن ذلك ) كما قدمها الدكتور البقالي ، وهي معلومات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ،بأن المشروع من الجيل الجديد للمصحات المتعددة التخصصات ، ويحتكم للمعايير الدولية - هندسة وتجهيزات - ،  لكن كيف لهذا العرض الصحي الأول من نوعه بالإقليم أن يضمن نجاحه ، ويقدم خدماته في شفافية مطلقة ، بينما الحاضنة القانونية تعتبر أكبر اكراه يواجهها لحد الساعة ؟
 
معلومة صادمة كشف عنها المتحدث أمام الحضور، تفيد بأن هناك قانون لا يسمح للأطباء بالتحرك في اتجاه هذه المنطقة أو تلك لتقديم خدماتهم بمصحات أخرى ؟ معلومة خطيرة قد تعصف بهذا المشروع الصحي الذي يجمع بين الاستثمار الخاص من أجل الربح وهذا حق مشروع ، والوجه الانساني/ الاجتماعي الذي يبرز واضحا في مبادرتي فرصة ووقاية المقدمة خدماتهما لفئات اجتماعية بعينها ، يضيف الدكتور محسن البقالي . هذا دون الحديث عن مناصب الشغل التي أحدثها المشروع ، والتقليل من كلفة متابعة طالبات وطلاب ، اختاروا مهنة التمريض التي كان سابقوهم يتابعونها خارج الإقليم ، والحركة الاقتصادية التي ستخلقها المصحة والمعهد العالي بالمدينة ( المطاعم ، الفنادق ، الكراء ....) .... إنها مكاسب لكي لا تضيع ، فإن وزارة الصحة ، و هيئة الأطباء مطالبين بالتعجيل بمعالجة هذا الاكراه الذي يتعارض مع الرسالة الانسانية والدستورية والأخلاقية للطبيب .
 
 ومن جميل الصدف أن يتزامن افتتاح المصحة المتعددة الاختصاصات ، والمعهد العالي الخاص لتقنيات الصحة دار الضمانة ، مع الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش الذي تمحور حول العدالة المجالية " فلا مكان اليوم ولا غدا ، لمغرب يسير بسرعتين " .
 
توجيه ملكي تفعيله وجب تجسيده على مستوى تراب وزان برفع التحدي القانوني الذي تصطدم به المصحة الخاصة دار الضمانة . وفي انتظار ذلك ، فإنه من باب دمج مبدأي تكافؤ الفرص الدستوري والمصلحة الفضلى ، فإن اجراء اداريا استعجاليا من هيئة الأطباء والوزارة الوصية ، يفرض نفسه حتى تنطلق المصحة الخاصة في عملها وتمارسه " على عينك يا بن عدي " .
 فهل سيشكل الدعم الواعي للمشروع الاستثماري مدخلا للقطع مع مقولة " مدينة وزان لا تتقن شيئا قدر اتقانها فن إضاعة الفرص " .