يشهد الشرق الأوسط تحركات عسكرية ودبلوماسية متسارعة وغير مسبوقة، في ظل توتر متصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، وسط مؤشرات قوية على قرب اندلاع مواجهة مفتوحة قد تشمل عدة جبهات إقليمية.
واعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم خميس 12 يونيو 2025، قرارا يدين "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها النووية، في تحذير جديد قبل إحالة الملف على الأمم المتحدة. وأيدت النص الذي أعدته لندن وباريس وبرلين وانضمت إليها واشنطن، 19 دولة من أصل 35 .
وفي علاقة بالموضوع كشف موقع الصين بالعربية بأن القوات الأميركية المتمركزة في البحرين، مقر الأسطول الخامس، دخلت في حالة تأهب قصوى، بالتزامن مع شروع السلطات العسكرية في إجلاء عائلات الجنود من العاصمة المنامة، في إجراء يُعتبر مؤشراً على احتمال حدوث تصعيد عسكري وشيك.
وفي العراق، أكدت مصادر أمنية أميركية أن السفارة الأميركية في بغداد وضعت خطة إجلاء طارئة تحسباً لانفجار الوضع الأمني. كما تم رفع درجة التأهب داخل القواعد العسكرية الأميركية في البلاد، استعداداً لأي تغيّر مفاجئ في الوضع الميداني.
في خضم هذه الأجواء المتوترة، أصدرت "عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة" (UKMTO) تحذيراً أمنياً عاجلاً للسفن التجارية العاملة في مياه الخليج العربي، مشيرة إلى أن "تزايد التوترات في المنطقة قد يؤدي إلى تصعيد في الأنشطة العسكرية، بما في ذلك استهداف حركة الملاحة."
كما حثّت السلطات الأميركية السفن التابعة لها على اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر أثناء عبورها للممرات البحرية الحيوية في المنطقة.
التصعيد لم يقتصر على التحركات الأميركية، إذ توعّد وزير الدفاع الإيراني بأن "أي حرب مع الولايات المتحدة ستقود إلى ضرب كل قاعدة أميركية في الشرق الأوسط دون استثناء."
في المقابل، نقل الصحافي الإسرائيلي المقرب من دوائر القرار، يعقوب باردوغو، تصريحاً لافتاً قال فيه إن "إسرائيل على وشك مهاجمة إيران خلال أيام فقط." وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً واضحاً على أن خيار المواجهة العسكرية بات أقرب من أي وقت مضى.
بالتوازي، تم وضع جميع الناقلات الأميركية التي تعبر مضيق هرمز والخليج العربي في حالة تأهب كاملة، تحسباً لأي هجوم إيراني محتمل، بينما أصدرت السلطات البريطانية تحذيراً مماثلاً لجميع السفن التي ترفع علمها في المنطقة، منبهةً إلى احتمال تصعيد حاد في الساعات أو الأيام المقبلة.
