لو كان بالإمكان أن يوضع بساط أحمر فرحا بعودة المياه إلى مجاريها، والاستقرار بسد سيدي عبد الرحمان "الباراج" بأسفي، لوضعه أهل المنطقة الذين عاشوا جنب السد لسنين، ولا يتنفسون سوى هوائه ويستمتعون كما ساكنة المدينة بجماله.
لقد كان "الباراج" ومحيطه البيئي منتزها جميلا ورائعا. كما كان يزودهم وسكان المدينة بالحياة "الماء الصالح للشرب"، أما عشاق قصبة الصيد فكان "الباراج" ملاذهم، حيث يقضون فيه أمتع أوقاتهم.
اليوم وبعد جفاف طويل وقاس، وبعد معاناة من شح الماء، لدرجة رحيله. حيث تُرك السد يتيما بلا قطرة ماء. عاد من جديد وسط فرحة استثنائية لأهل المنطقة، حيث خرجوا ليلا وحتى مطلع الفجر، لاستقبال أولى السيول المتدفقة والمتجهة نحو السد. وافدين للمنطقة عبر دراجاتهم النارية وسياراتهم وحتى هناك من زحف راجلا حتى أبعد نقطة عن السد. لأن الضيف القادم "ماء" وهو شريان الحياة.
عاد الماء لوكره من جديد بعد غياب طويل، استقبله أهل المنطقة بالأحضان. كما تم توثيق هذه اللحظة التاريخية من طرف أبناء المنطقة ونقلوها على المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
عاد الماء لوكره من جديد بعد غياب طويل، استقبله أهل المنطقة بالأحضان. كما تم توثيق هذه اللحظة التاريخية من طرف أبناء المنطقة ونقلوها على المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تلك المشاعر الصادقة والفياضة، والتي استقبلت وصول أولى السيول بفرح عارم لا يصدق في ليلة استثنائية. فالصغار كما الكبار، عاشوا لحظة جميلة للغاية وهم يتابعون عن قرب وصول تدفق السيول الأولى للماء من بعيد، لتحط الرحال في مستقرها الأصلي سد سيدي عبد الرحمان، ولتنثر السعادة والفرح في قلوب كل سكان المدينة.
نتمنى أن ينتصر هذا الفرح العارم لسكان المدينة والمنطقة، على كل الشكوك والتكهنات والمعلومات والمخاوف، حتى لا يتبدد هذا الفرح الكبير لأهل المنطقة ويستمتعون بمتنزهم من جديد ومن ماء صالح للشرب، يقيهم عذاب الانقطاعات، ويكون موردا احتياطيا هاما لسكان مدينة أسفي.
شكرا لكل من ساهم في عودة الحياة.