الثلاثاء 15 إبريل 2025
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: الألتراس والوعي السياسي

ادريس المغلشي: الألتراس والوعي السياسي ادريس المغلشي
مادمنا في لحظة سياسية حرجة غابت فيها كل  المقاربات السياسية الناجعة واختفى الخطاب السياسي الواعي والمؤطر ولم نعد نشهد نخبا سياسية قادرة على التأثير والتأطير لكي  تحقق ذاك التميز المأمول وفي ظل الفراغ القاتل وسعي كل  مسؤول حكومي لجعل من كرة القدم على وجه الخصوص أولوية قصوى وقاطرة تمر منها جميع الملفات الأخرى التي لم تعد ذات أهمية في اشتغال الحكومة.نموذج اوراش الملاعب المبرمجة في الاستحقاقات الدولية التي تسير بسرعة فائقة  لامقارنةلهامع بطء الأوراش الاخرى.مما يزيد من تذمر المواطن زدعليها ماواكب العملية من هدم وتشريد للعائلات التي تقع مساكنها في محيط الاستحقاقات التي لانشك في اهميتها لكن نختلف حول طريقة تدبيرهاوانعدام عمل محكم لتطويق الأزمات وحفظ كرامة الساكنة وجعل المواطن في قلب كل هذه التحديات باعتباره  محور واساس كل تنمية فلارهان ولا مستقبل بدون مواطنين .
 
مايعيشه الديربي هذه الأيام اعاد النقاش حول علاقة التنمية بالرياضة وسؤال حكامة تدبير الرياضة كآلية للاسهام في الاقتصاد الوطني وكرافعة لنهضة الأمم .المقابلة  هذه السنة بين الرجاء والوداد تعيش على صفيح ساخن وحالة خاصة ليس لمبرر تنافسي على البطولة والفوز باللقب ولا حتى على مراتب مؤهلة لأدوارمهمة في المنافسة الافريقية ،في الجانب التقني فالبطولة حسمت منذ مدة من طرف نهضة بركان وبشكل مبكرعلى غيرالعادة وبرقم قياسي من فارق الأهداف وهو امر ساهم في خفوت درجة الإثارة التي كانت ستساهم في استمرارية التشويق والمتابعة من طرف الكل، للصدفة تراجع الفريقان معا لمراتب لاتليق بتاريخهما ولارصيدهمامن الألقاب حيث يعتبر فريقاالعاصمة الاقتصادية قاطرة الرياضة بالمغرب واستطاع جمهور الأولتراس على وجه الخصوص موضوع مقالنا ان يترجم حضوره في كثير من المناسبات بما يتوافق ويتوازى مع مكانتهما.استأثرا بانتباه الجميع بل سجلا حضورا ليس وطنيا فقط بل دوليا وعالميا عبر مسارهما في السنوات الأخيرة وشكلا إحدى النوافذ المهمةالتي تبث من  خلالهما رسائل عديدة في مجموعة من العناوين من قبيل القضية الفلسطينية مرورا بالمعيش اليومي للمواطن المقهور وانتهاء بدور  السياسي لقد رفعواالسقف عالياحيث انتزعوا في كثير من اللحظات الفرجة من رقعة الملعب لتنتقل إلى المدرجات . المتتبع تستلهمه تلك اللوحات أكثر من التمريرات والأهداف في غياب ملحوظ للنجوم الذين كانوا يغنون مثل هذه المقابلات. معركة شد الحبل بين الألتراس والجامعة ليست وليدة  اللحظة بل  منذ ان اغلقت الملاعب في وجه الجماهير والخطأ الكبير ألا يتم التواصل معها إلا بعد ان فقد الفريقان معا جذوة التنافس وتأتي بعض التصريحات كأنها تنفخ في الرماد .تصريح لقجع وهو يعلن عن افتتاح المركب بحضور أسماء وازنة من منتظمات دوليةلحضورالمقابلة يمكن اعتبارهانوع من الاستجداءالخارج عن سياقه الزمني بل اعتبره شخصيا  لحظة فشل تحتاج لمراجعة شاملة للمقاربة والاستفادة منها. 
 
الألتراس أبانت عن وعي عميق بحيثيات الإشكال واعطت الإشارة لكل من يهمه الأمر كونها  ليست للتأثيث بل فاعل أساسي في المنظومة الرياضية وإشراكها في كل الامور المتعلقة بالمجال الكروي امر ضروري .لنتفق اولا أن كل هذا الجو المشحون لايعكس بالضرورة قوة بطولتنا المغربية ولا حتى مساهمتها في منتخب تم استقدام مايفوق 90%من مكوناته خارج أرض الوطن بلاعبين يعتبرون نجوما في نواديهم .وبالتالي فالبطولة التي تصرف عليها مبالغ طائلة لم يستفد منها المنتخب والمفارقة العجيبة اننا امام معادلة مختلة منتخب يحتل المرتبة 12على المستوى العالمي لدى الفيفابينما بطولتنالم تحقق على المستوى الأفريقي ولا لقب واحد بل جل فرقنا الوطنية خرجت من الأدوار الاولى وبدون نتيجة تذكر وهو اشكال يسائل الجامعة ولقجع على وجه الخصوص . آن الأوان لنطرح السؤال مامصير بطولة لاتنتج سوى الفشل ؟ لنخلص في النهاية ان الالتراس اثارت قضايا مفصلية في فضح مقاربة الديكور وغياب الجوهر فالرهان على كرة القدم في ظل فشل كلي وعلى رأسه رياضات أخرى لن يحقق تنمية. التنمية المستدامة لاتبنى بالمسكنات بل بمشاريع مجتمعية لها وقع مباشر على المواطن وتنمي فيه جذوة الانتماء والثقة بالفاعل السياسي .مادونها مضيعة للوقت وهدر للطاقات .