الجمعة 21 مارس 2025
اقتصاد

هل تنقذ غزارة التساقطات المطرية  الموسم الفلاحي؟ 

هل تنقذ غزارة التساقطات المطرية  الموسم الفلاحي؟  هذه الأمطار سجنب المغرب الدخول في المرحلة الثالثة من الجفاف
عاش المغرب في السبع سنوات الأخيرة خمس سنوات من الجفاف، مما أصبح معه الأمر عاديا، ودفع الجهات المعنية إلى البحث عن حلول لإنهاك الموارد المائية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

لكن في الأيام الأخيرة،  تشهد بلادنا هطول أمطار غزيرة لم نعهدها منذ أعوام، وهو ما ينعش الآمال بإنقاذ الموسم الفلاحي وتقليل العجز المائي بالرفع من مخزون السدود وتعزيز الفرشة المائية. وانتشرت حالة من التفاؤل في صفوف المغاربة وخاصة الفلاحين.
 
وكان مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، الحسين بوعابد قد أفاد في تصريحات صحافية، أن ضعف المرتفع الجوي بالتزامن مع تعزيز التيارات الأطلسية أدى إلى اختراق سلسلة من المنخفضات الأطلسية للأجواء المغربية، جالبة معها كميات كبيرة من الأمطار وتساقطات ثلجية مهمة على المرتفعات.
 
وأوضح أن المغرب يقع منذ أيام تحت تأثير منخفض جوي عميق وواسع النطاق، أطلق عليه اسم "جانا" خلّف كميات مهمة من التساقطات المطرية والثلجية، واستمر تدفق التيارات الغربية والجنوبية الغربية الرطبة، مما أسهم في استدامة الأمطار على مدى أيام متواصلة.
 
ويبقى السؤال الأهم: هل أنقذت الأمطار الأخيرة الموسم الفلاحي؟ هذا الأمر لايمكن الحسم فيه الآن، لأنه من المعروف أن هذا الموسم على وشك الانتهاء، ولم تبق منه إلا شهرين، فبالنسبة للحبوب من كانت جاهزة فهي جاهزة، علما أن بنك المغرب قدر أن نسبة الإنتاج من القمح هذه السنة ستتراجع بنسة 50 في المائة. بمعنى أن هذه التساقطات ستساهم فقط في التخفيف من بخل السماء، لكنها بالمقابل، وإضافة إلى ماسبق، ستترك وقعا 
 
إيجابيا على الغطاء النباتي، خاصة من خلال توفير الكلأ للماشية. كما ستساعد هذه الأمطار في تجنيب المغرب الدخول في المرحلة الثالثة من الجفاف، وهي المرحلة الأخطر التي تعرف باسم "جفاف التربة".
 
فبعد المرحلة الأولى من الجفاف المائي، جاءت المرحلة الثانية  هو الجفاف الهيدرولوجي المرتبط بالفرشة المائية والسدود، والنوع الثالث من الجفاف، وهو الأخطر المتعلق بجفاف التربة، وإذا فقدت التربة خصائصها تصبح غير قادرة على الإنتاج بسبب ضعف جودتها. هذا إضافة إلى أن بعض الزراعات الربيعية مثل الذرة والقطاني وخاصة الحمص والطماطم والبصل والجزر والفاصوليا الجافة ستستفيد بلاشك من التساقطات الحالية، وهو ما يعطي الأمل في تراجع أسعار بعض المواد الغذائية التي بلغت حدودا لاتطاق؟
 
أم أن الواقع المرهق للطبقات الهشة وذات الدخل سيبقى على حاله؟ في سنوات الجفاف كما في أعوام كرم السماء وزارة الأمطار؟