
نظمت سفارة المغرب لدى الكرسي الرسولي والهيئة السيادية والعسكرية لمالطا، يوم الاثنين 17 مارس 2025 بروما، حفل إفطار بمناسبة شهر رمضان المبارك، بحضور عدد من الشخصيات البارزة من عوالم الدبلوماسية والدين والسياسة والإعلام والثقافة.
وتميز هذا الإفطار، الذي نظم بشراكة مع نادي الإعلام الدولي، بحضور عدد من الدبلوماسيين، خاصة من الدول العربية والأوروبية والآسيوية المعتمدين لدى الفاتيكان وإيطاليا، إضافة إلى شخصيات بارزة على رأس منظمات غير حكومية تعمل من أجل تعزيز الحوار والتعايش. وفي كلمة بهذه المناسبة، أكدت سفيرة المغرب لدى الفاتيكان والهيئة السيادية والعسكرية لمالطا، رجاء ناجي المكاوي، أن شهر رمضان المبارك يدعو إلى توطيد الروابط المجتمعية وتعزيز قيم الوحدة والتضامن، مشددة على أن هذا الإفطار يجسد هذه القيم من خلال الالتقاء حول مبادئ مشتركة والاحتفاء بالأخوة الإنسانية.
وأضافت المكاوي: "يصادف هذا العام تزامن شهر رمضان مع فترتي الصوم واليوبيل المسيحي، ورغم انتماء هذه الفترات إلى تقاليد دينية مختلفة، إلا أنها تشترك في القيم والأهداف ذاتها". وأشارت الدبلوماسية إلى أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، يعد أرضا للتسامح والتنوع، حيث يشكل نموذجا للتعايش السلمي والتآلف بين مختلف الأديان والثقافات، مؤكدة أن هذا النهج يعكس التزاما راسخا وقناعة بأن الأديان يجب أن تكون جسورا للتواصل وليس حواجز للفصل، وأن التنوع الديني والثقافي هو ثروة ينبغي الحفاظ عليها بعناية.
كما ذكرت مكاوي بالزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى المغرب سنة 2019، والتي شكلت محطة بارزة على درب تعزيز الأخوة الإنسانية، مشيرة إلى أن العلاقة المتميزة بين الملك والبابا تجسد الرغبة المشتركة في العمل من أجل السلام وتعزيز الحوار بين الأديان.
وفي السياق ذاته، أكدت السفيرة أن المغرب يواصل جهوده في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ومحاربة خطاب الكراهية، والترويج لقيم التسامح والانفتاح.
من جانبه، أشاد الكاتب العام للكرسي الرسولي، الكاردينال بيترو بارولين، بالمبادرة المغربية، معتبرا أنها فرصة جمعت أفرادا من مختلف الديانات حول مائدة واحدة. وقال: "البابا فرنسيس وأنا نشكركم على هذه المبادرة، فنحن جميعا متحدون بروح واحدة وهدف مشترك، وهو بناء عالم أفضل". واعتبر الكاردينال أن " الوحدة يجب أن تنبع من التنوع، الذي لا ينبغي أن يكون أبدا سببا للانقسام، بل يجب أن يكون ثراء للجميع"، مشيرا إلى أن الاجتماع حول مائدة الإفطار يعكس هذه الوحدة في أبهى صورها.
بدوره، أعرب الكاتب العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد عبد الكريم العيسى، عن سعادته بهذه المبادرة التي تجمع مختلف المجتمعات في هذا الشهر الفضيل، باعتباره رمزا للتعايش والتسامح والخير، مبرزا أن المسلمين في جميع أنحاء العالم يحيون هذا الشهر بروح من الإخلاص والتضامن والعطاء.
وشدد العيسى حسب ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، على أن تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان يسهم بشكل حتمي في تجاوز الخلافات الدينية والحضارية، ويرسي جسور التفاهم والتواصل بين المجتمعات.
من جهته، أشاد الحاخام الأكبر للطائفة اليهودية بفلورنسا وسيينا، يوسف ليفي، بهذه المبادرة التي تكرس قيم الفهم المتبادل والمشاطرة مع الآخر.
وأشار إلى أن المغرب، على مدى قرون، كان ولا يزال فضاء للحوار والتعايش بين اليهود والمسلمين، مسلطا الضوء على "الدور الريادي" الذي يضطلع به المغرب في تعزيز قيم الحوار والسلام.