الاثنين 10 فبراير 2025
خارج الحدود

محمود التكني: انهيار فزاعة الشرق الأوسط واستقرار شمال افريقيا  

محمود التكني: انهيار فزاعة الشرق الأوسط واستقرار شمال افريقيا    محمود التكني
من خمسينيات القرن الماضي تمتع حزب البعث بهالة مهولة ظلت تكبر و تلمع صورتها بما كان يحاك لفائدتها  خلف ستائر الصالونات حتى اعتبره  البعض منقذ العالم العربي والممانع الوحيد، الا انه هوى واندثر بعد ان كانت سوريا تعتبر احد اعمدة قلاعه التي لا تقهر وانقلب حافط الأسد على نظام الأطرسي و ظل يغرد خارح السرب و لم يقو ابدا على استرداد شبر واحد من جولانه ولعب دورا خسيسا في حرب أكتوبر حيث لولا لطف الله لأبيدت كتيبتنا من القوات المسلحة الملكية وجيوش أخرى  في الجولان السوري ابان حرب اكتوبر حيث خذل الطيران السوري الجنود المشاركة انذاك لأنه لم يوفر لهم السند اللازم  .
 
 وحكم حافظ لا الأسد  سوريا بالنار والحديد وأقام له ثماثيل في جميع أنحاء البلاد و اقدم على مجازر مروعة في حماة وغيرها وأقام مقابر للأحياء كسجن تذمر وصيدنايا سيئ الصيت وقد عمل على تعبيد الطريق ليخلفه ابنه باسل المتغطرس إلا أن القدر الالهي شاء غير ذلك. ولن أخوض في ماض حالك السواد لنظام ترك جراحا لن تندمل رغم  مرور مئات السنين و بعدها خلفه ابنه بشار في حكم ضيعتهم عبر أكبر مسرحية ديمقراطية بتغيير الدستور الصوري اصلا.
 
ومع مطلع سنة 2011 طالب متظاهرون في حماة بمطالب اجتماعية الا انها قوبلت  بعنف غير مسبوق وخرق لجميع الأعراف الإنسانية ليجثم بشار على أنفاس السوريين وساعدته وساندته فزاعة الشرق الأوسط إيران المارقة مقننة الزنا واضعة قواعد اشتباك فعلية لتقتيل الشعب السوري عبر أذنابها  في لبنان و مليشياتها وقد بدا جليا تناقض موقفها مع ما تدعيه من قوة ، وقد ظهر ذلك جليا بعد اغتيال اسماعيل هنية في عقر دارها وقصف سفارتها في سوريا وكذا وضع نهاية مأساوية لخادمها في حزب الله حسن نصر الله .  هذه الفزاعة التي ساندت نظام بشار الأسد بعد افوله حين كانت سوريا تدمر لأكثر من ثلاث عشرة سنة حيث هجر اكثر من عشرة ملايين سوريا لا لشئ الا لقولهم لا للطاغية،  وقصف الشعب السوري بالبراميل المتفجرة و المدفعية الثقيلة و الطيران الحربي  بدعم روسي كذلك ، وهو الذي كان يتقاضى ثمنا مدفوعا و هو يراعي التوازنات الجيوسياية الكبرى  للمعسكر الشرقي. 
 
والى هنا نصل إلى مربط فرس هذا المقال فاذا كان نظام الخميني او بالأحرى فزاعته غير قادرة على حماية اذنابها في لبنان و سوريا و تهان في عز الظهر  بالاعتداء على سيادتها و تكتفي دائما بقواعد الاشتباك المسرحية  لا قواعد ابادة الشعب السوري  الاعزل، فكيف لها أن تحمي جماعة مرتزقة البولساريو المصابة بالهذيان و الخرف في الدفاع عن وطن وهمي لا وجود له سوى في مخيلتها وفي وجدان النظام الجزائري.
 
  لقد كان المغرب و لا يزال يؤمن و يدافع عن سيادته بشتى الطرق المعروفة السياسية و العسكرية مع سياسة ضبط النفس بقيادة الملك محمد السادس . لقد بدا جليا للعالم اوهام إيران في المنطقة و لنا عبرة في كيفية و سرعة انهيار نظام بشار رغم تهويل المساندة ،  لقد غررت الفزاعة بالبولساريو و  الجارة الجزائرية،  ألم تكن المارقة دائما تروج للانفصال بالصحراء المغربية وقدمت الدعم العسكري واللوجستكي للمرتزقة حتى وضعتهم في حجم اكثر من حجمهم الحقيقي، ولقد آن الأوان أن يستخلص النظام الجزائري العبرة من مساندة فزاعة الشرق الأوسط و يتأكد لها أن الشيعة ما هي الا مشروع تخريبي للدين الحنيف .
 
لقد حسم ملف وحدتنا الترابية في دهاليز الأمم المتحدة و نأمل أن يبرح اللجنة الرابعة لان أركان إدراجه في هذه اللجنة لم تكن قائمة اصلا الا تضليلا ، ونهاية نظام الأسد وانهياره في أقل من أسبوعين يؤكد جليا مدى تآكل محور الممانعة، عفوا محور الشر.