الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
في الصميم

أريري: بفضل حكومة أخنوش.. المغرب يحتل الرتبة الأولى عالميا في إنتاج "الضباع" !

أريري: بفضل حكومة أخنوش.. المغرب يحتل الرتبة الأولى عالميا في إنتاج "الضباع" ! عبد الرحيم أريري
في عام 1972 كانت كوريا الجنوبية في وضع أفقر وأسوأ من المغرب سواء من حيث الناتج الداخلي الخام أو من حيث مستوى التعليم والرخاء الاقتصادي، بحكم أن كوريا الجنوبية خرجت للتو من حربين: آثار الحرب الباردة بين القطبين السوفياتي والأمريكي من جهة، وآثار حرب التقسيم مع كوريا الشمالية من جهة ثانية.
 
ولما استتب الأمر للقيادة الكورية الجنوبية، تم رسم سقف نهاية الثمانينات من القرن العشرين، لإخراج البلاد من التخلف وإدخالها إلى نادي الدول الصاعدة اقتصاديا وتكنولوجيا وعلميا. وبالفعل تم اليوم ربح الرهان لأن كوريا الجنوبية راهنت منذ الأول على التعليم، فكانت الأجيال التي ولدت بعد عام 1972 هي الرأسمال الحقيقي لكوريا الجنوبية وتم تكوينها تكوينا جيدا وعاليا.
 
ولما بلغت سن الرشد المدني، كانت هذه الأجيال الشابة هي الرافعة التي رفعت كوريا الجنوبية إلى الأعلى، لدرجة أنه لا يخلو منزل بالعالم من منتوج مصنوع بكوريا (هاتف، آلة تصبين، تلفاز، آلة عصير...). كما لا تخلو مصانع العالم من قطع الغيار أو محركات مصنوعة من طرف شركات كورية (سيارات، سفن، صناعة حربية، مفاعلات نووية، وهندسة صناعية..).
 
في المغرب نجحت الحكومات المتعاقبة في خلق أجيال من "الضباع"، لا يملك أفرادها أي قيمة مضافة لهم ولأسرهم ولمجتمعهم. يكفي أن نستشهد اليوم بمؤشر واحد فقط، يتجلى في كون المغرب بدل أن ينتج أدمغة وكفاءات ومواطنين مسلحين بالعلم والتكوين ، قام المغرب اليوم برمي 4 مليون شاب مغربي إلى الشارع بدون مستوى تعليمي، وليس لهم أي تكوين مهني، ولا يتوفرون على أي "صنعة" أو "حرفة". أي أن 12% من الشعب المغربي خارج "السيركوي"،  وهو ما يجعل المغرب أول بلد يتوفر أكبر "مخزون من الضباع" في العالم، أي أكبر "قنبلة ذرية" تهدد تماسك المجتمع وتنسف لحمته وتقوض استقراره !
 
فطوبى لكوريا بنخبتها السياسية والاقتصادية التي جلبت العز لبلدها، وبئس للمغرب بنخبه السياسية ونخب الريع الاقتصادي التي جلبت العار لبلدنا !