الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

يوسف لهلالي: هل يتوفق بارنييه في تشكيل حكومة في مشهد سياسي مشردم بفرنسا

يوسف لهلالي: هل يتوفق بارنييه في تشكيل حكومة في مشهد سياسي مشردم بفرنسا يوسف لهلالي
هل يتوفق ميشيل بارنييه في تشكيل حكومة في مشهد سياسي مشردم بفرنسا، فقد لقد قدم وعدا بذلك، وهو احد قادة اليمين الدوغولي والذي عين رئيسا للوزراء في 5 سبتمبر، لتشكيل حكومة قبل 9 من أكتوبر بعد ان فشل في تحقيق دلك مع الفاتح منه وأعلن بارنييه الذي عينه الرئيس إيمانويل ماكرون بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أعطت مشهدا سياسيا مشتتا في الجمعية الوطنية وصرخ للأعلام انه سينجز مهمته بشكل جدي.
 
ومند تعيينه، يقوم رئيس الحكومة المعين بجولة على رؤساء الكثل والتقى واتصل بشخصيات من اجل التشاور ومعرفة الأعضاء الذين يلتحقون بائتلافه الحكومي والذي من المفترض ان تضم شخصيات من اليسار والوسط واليمين. ووعد ان حكومته ستكون جاهزة الأسبوع المقبل. وهو تحدي يبدو بعيدا في مشهد سياسي يتسم بالتمزق بين ثلاثة كثل كلها بعيدة عن التوافق تضم كل منها كثل سياسية متنافرة وغير مستعدة للعمل حول برنامج مشترك. وذلك لغياب تفافة التوافق السياسي بفرنسا.
 
اليسار مازال موحدا في موقفه من هذا الاختيار الذي قام به رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون واعتبر اختيار وزير اول من حزب يشكل اقلية انقلابا على الديموقراطية وعلى اختيار الفرنسيين في الانتخابات التشريعية ووعد بمعارضة هذه الحكومة ليس فقط في البرلمان بل من خلال التظاهر، وبدعوة من حزب فرنسا الأبية نظمت في بداية شهر أكتوبر تظاهرات في أكثر ب 150 مدينة شارك بها مئات الالاف حسب المنظمين.
 
كما ان نقابة الكونفديرالية العامة لشغل وعدت بتنظيم إضرابات في شهر أكتوبر من اجل المطالبة بتحسين أوضاع العمال، وبدأت الاحتجاجات حتى قبل تشكيل حكومة بارنييه التي ستكون مدعومة من المؤكد من طرف اليمين والوسط وحتى اليمين المتطرف حيث ان رئيس الحكومة الجديدة لم يستبعد تشكيل وزارة للهجرة من اجل استقطاب دعم هذا التيار وعدم حجب الثقة عنها لعدم توفره على اغلبية واضحة. ورغم هذا الدعم من هذه الكثل السياسية، فانه دعم غير مضمون ولن يدوم كثيرا، لان كل الكثل السياسية تضع نصب اعينها الانتخابات الرئاسية والتشريعية سنة 2027 ورغبتها في عدم دعم حكومة ورئيس جمهورية في ادنى شعبيته وغير قادر على الخروج من ازمة سياسية وضع نفسه بها مند قراره بحل البرلمان على اثر هزيمته في الانتخابات الاوربية، وفقدانه الأغلبية النسبية في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن طالبت بإجراء انتخابات برلمانية جديدة العام المقبل، محذرة من أن الوضع السياسي في البلاد "لا يمكن أن يستمر. "لا يمكن أن يستمر"، وطالبت بحل الجمعية الوطنية مجددا العام المقبل، وادلت بهذا التصريح بمناسبة استئناف ممثلي حزبها عملهم البرلماني.
 
وهو ما يعني ان التزام حزب اليمين المتطرف بعدم اسقاط الحكومة لن يستمر أكثر من سنة، وذلك لرغبتها في انتخابات مبكرة وهو الامر الذي يستبعده الرئيس الفرنسي.
 
الحكومة المعين يجد نفسه تحت ضغط الحلفاء أيضاـ حيث طالبه فرنسوا بايروا بالتوازن واعتبر ان الحكومة لا يمكن ان تضم اغلبية أعضاء من اليمين الجمهوري. كما طالبه بوجوه جديدة وعدم إعادة اقحام أعضاء الحكومة السابقين وهو نفس مطلب اليمين المتطرف.
 
ميشيل بارنييه سيتعين عليه استخدام كل مهاراته الدبلوماسية، كممثل للاتحاد الأوربي في عملية البريكست لتشكيل حكومة قادرة على وضع حد لأخطر أزمة سياسية في زمن الجمهورية الخامسة في فرنسا التي وضعها دستور عام 1958.

ومد رئيس الوزراء الجديد اليد منذ تصريحاته الأولى بقوله "يجب الإصغاء كثيرا" و"احترام كل القوى السياسية" الممثلة في البرلمان ومن بينها حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف الذي تصدر نتائج الانتخابات الأوروبية يونيو الماضي وحصل على فريق برلماني كبير بالجمعية الوطنية.
 
ولن يتمكن رئيس الوزراء الجديد من الاعتماد على اليسار، فقد أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي أوليفييه فور أنه "لن تكون هناك أي شخصية من الحزب الاشتراكي في حكومته، ليس لدي أي شك في ذلك"، مؤكدا أن اليسار سيقدم اقتراحا بحجب الثقة وإدانة "إنكار الديموقراطية" فيما يتعلق بنتائج الانتخابات التشريعية التي تصدرها اليسار.

"التجمع الوطني" لن يشارك في الحكومة أيضا، لكنه لن يصوت لصالح حجب الثقة ما لم "ينحرف رئيس الوزراء" عن وعوده بشأن القوة الشرائية والهجرة وانعدام الأمن وهو ما صرح به بارديلا زعيم هذا التيار. وجعل هذا الموقف اليسار يقول إن أقصى اليمين صار "صانع الملوك". واعتبرت مرشحة اليسار لرئاسة الوزراء لوسي كاستيه أن إيمانويل ماكرون "يضع نفسه في تعايش مع التجمع الوطني"..اي اليمين المتطرف وأكدت الرئاسة الفرنسية أن اختيار بارنييه أملته قدرته على "التوحيد بأقصى درجات" في مشهد سياسي متشرذم.

بعد تعيينه، اضطر بارنييه لمواجهة تظاهرات بدعوة من حزب فرنسا الابية خصوصا في باريس وعليه تقديم حكومة دون التوفر على برنامج او اغلبية بالجمعية الوطنية. واما صعوبة تحقيق مشروعه طالب بتأجيل تقديم الميزانية امام البرلمان في 9 من أكتوبر المقبل.