مباشرة بعد خطاب هاريس في ختام مؤتمر الحزب الديمقراطي، قام ترامب بخرجة سريعة على القناة اليمينية فوكس نيوز، للتعقيب على ما قالته.

ومن بين ما ورد في تصريحه قوله "70 في المائة من شعبنا يعيشون في فقر"!! 70 في المائة في أمريكا حيث الدخل الفردي السنوي يبلغ أكثر من 71000 دولار، وحيث معدل البطالة 4 في المائة (يوليوز 2024) وحيث أعظم وأقوى الشركات في كل المجالات؟

هذه المعلومة الخاطئة تماما والتغليطية مرت مرور الكرام على قناة فوكس، ولم تهتم بها كبريات الصحف ولا المحليين للرد عليها، ولولا أن الصحفي Aaron Rupar الذي قام بتسجيل المقطع ونشره على حسابه على تويتر لما صدقت الخبر، لأنه بطبيعة الحال يناقض المنطق والعقل السليم.

لكن هذا الخبر يكشف كيف يتلاعب الشعبويون بالأرقام والحقائق من أجل الوصول إلى هدفهم الوحيد والأوحد: "السلطة". إذا كان هذا يقع في أمريكا حيث الصحافة حرة وناقدة، وحيث الأرقام/البيانات الاقتصادية متاحة للعموم، فكيف سيكون الأمر في ظل بقية الأنظمة السياسية.

الشعبويون يكذبون، وإذا لم تتم مواجهة أكاذيبهم بحقائق ذات مصداقية فإنهم فعلا قادرون على جمع الملايين من الأصوات لتحقيق هدفهم: الوصول إلى السلطة واستغلالها لمصلحتهم الخاصة ومصالح أصدقائهم.

الدكتور رشيد أوراز، باحث رئيس في المعهد المغربي لتحليل السياسات