الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: امتحانات ولوج مراكز التربية والتكوين بمرجعيات بائدة ومدرسة الريادة تخصي التميز بحجة التدريس وفق المستوى

خالد أخازي: امتحانات ولوج مراكز التربية والتكوين بمرجعيات بائدة ومدرسة الريادة تخصي التميز بحجة التدريس وفق المستوى خالد أخازي
مازال المرشحون في مباراة التعليم من أجل شغل منصب تعليمي أو ضمن المنظومة يسألون عن منظومات تربوية ومشاريع تعليمية عدت رميما في أرشيف وزارة بنموسى، طالما الغبار كما العار، مشاريع واستراتيجيات لم تفك بعد كل طلاسمها الخفية، ونجا من نجا بقدرة قادر او نافذ من سؤال المحاسبة،إذ استنزفت ملايير الدراهم، وظلت مرجعا للريع والفساد و الفشل، لكنها لم تغادر بعد جهات مركزية تريد أن تجعل منها تجارب قوية، وهي مازالت موضوع بحث قضائي، وفضائحها يؤجل الكشف عن أصحابها من العيار الثقيل لأسباب مجهولة...
 
يصدق القول عنها بكل جرأة إنها بائدة و وأشر على فشلها " حكماؤها" وحتى جهات الرقابة والتقويم... بل مشاريعها كانت ريعا وعرفت تجاوزات كبرى في التدبير والصفقات واختلالات متعددة..
 
فمازال الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي فشل فشل ذريعا، باعتراف بلفقيه امزيان يومذاك أمام الملك، يسأل عنه هؤلاء المرشحون... المقبلين على التدريس، وإن كان قويا في حينه، فالتنزيل شابته اختلالات كبرى، لأن التربية بنت محيطها، ولا يمكن استيراد تجارب أجنبية دون الأخذ بعين الاعتبار سؤال المحلية والخصوصية والقدرات والمقدرات....؟
 
والأغرب أن هناك من مازال يعتبر الميثاق الوطني للتربية والتكوين مرجعا في الإصلاح التربوي... ويحدد كإطار مرجعي للتقويم المهني التربوي..
 
ويتملكني الاستغراب حد الذهول، وأنا أتابع الطلبة وهم يستعدون لمباراة التعليم....
فيدققون في المخطط الاستعجالي وزمنه ومشاريعه... ومحطاته... وجهازه المفاهيمي...
لأننا للأسف تحولنا إلى مشتل لتهجين اللغة التربوبة، وأحيانا مسخها لغويا... حتى نغطي على تربتها الأصلية...
 
لا أعرف لماذا يسألون المرشحين للتدريس عن التاريخ التربوي الإصلاحيالأسود...؟
لمَ يتم امتحانهم في مرجعيات العار والريع والفشل...؟
ما الذي سيقدم للمقوِّم من مؤشرات دالة في الانتقاء ما قبل التكوين...؟
ما الفائدة من امتحان المرشح في مرجعيات تراثية تعغنت... وقد استنزفت الملايير ومازالت ملفاتها المشبوهة تتدحرج في دهاليز المحاكم...؟
 
لا أفهم شخصيا العقلية التي تخطط لمواصفات وكفايات ومهارات ومعارف وقيم أستاذ و أستاذة الغد...
المهننة... تفترض طرح الأسئلة الحقيقية....
 
وربط التقويم ماقبل التكوين بالتراث الإصلاحي الفاشل والمشبوه، يطرح إشكالية عميقة حول العقل الذي يدبر الامتحانات والمبارات...
 
فالجنرالات التربوية التي أسهمت في الفشل التربوي، مازالت تعمل على صنع مجد تربوي ماضوي، وهو مدعاة للخجل وخباياه لو فتشت تفتيشا لكان مصير الكثيرين السجون...
 
على الأقل....الميثاق الوطني للتربية والتكوين... أعلن فشله... ولم يتردد حواريوه قيد أنملة في الاعتراف بذلك...
 
التراث الإصلاحي التربوي لا يصلح أن يكون موضوع تدريس ولا تقويم إلا لقضاة المحاسبة العمومية، ولقضاة المغرب عامة...
 
والدرس " كيف تكشف الاغتناء غير المشروع باسم الإصلاح ؟"
كيف... تكشف الفساد والريع في مفاصل الصفقات العمومية؟"
 
الاحتيال باسم التكوين والتنزيل والتأهيل والتأطير هو عنوان مرحلة سوداء في التاريخ التربوي المغربي...
والسؤال الكبير هو كالتالي:
 
ماذا ينفع مرشح للتدريس تقييمه/ تقويمه في محتوى مرتبط بمسلسلات الإصلاح الفاشلة، وأصلا هو تقويم معلوماتي، لا يفيد في تقويم البعد النفسي والسوسيولوجي في ملمح مدرس أو مدرسة المستقبل...؟"...
والأغرب أن المرشح الذي هو مجرّد مرشح، يمتحن في الديداكتيك والبيداغوجيا، وهي مهارات وكفايات مهنية تكتسب بالتكوين والممارسة، بل الأغرب: هو هذا التقويم على أساس مهاراتي، كأن المرشح في امتحان مهني...
 
أليس الأجدر تقويم الذكاء العاطفي والتواصلي واعتماد مؤشرات تقويم تحدد مدى قدرة المرشح لممارسة مهنية تربوية في سياقها النفسي والاجتماعي والتخصصي...؟
 
هل على المرشح أن يكون مدرسا بالإمكان ليكون قادرا على اجتياز اختبار يجعله مدرسا بالقوة..؟
هب المعدلات العالية كافية في صناعة نخب تربوية...؟
 
الحقيقة.... أن تعلمينا مابرح المراتب المخجلة في التقييمات والتصنيفات الدولية، وهذا جدير بأن يحعلنا نضع قطيعة مع التراث الإصلاحي المشبوه، لا أن نعتبره مجدا... وإطارا مرجعيا لامتحانات التربية والتكوين...
 
وفي هذا السياق... لابد من الحديث عن مدرسة الريادة...
فالتوصيف في حد ذاته خطير...
لأنه ينفي الجودة عن باقي المؤسسات...
بل يدين المرحلة السابقة...
 
للأسف الاجتهاد في التوصيفات يكرس الفشل والتمييز...
فالمدرسة غير الرائدة مدرسة بلا جودة... والغريب أنها ذات مؤشرات عالية في نسب النجاح...
ورجال ونساء التعليم يعلمون أن نسب النجاح لا علاقة لها بالجودة....
الريادة... مشروع تربوي مستلهم من تجارب خارجية...
 
لا أعرف كيف يمكن التدريس وفق المستوى... كمدخل إصلاحي أن يكون إصلاحا... وهو سؤال بيداغوجي ديداكتيكي، متى توفرت له الوسائل والبيانات المناسبة والحكامة... تحقق عبر ممارسة تربوية سليمة...
التدريس وفق ميولات وقدرات الأستاذ... قضية تلوي سؤال التدريس التخصصي، والانتقال من منظومة الأستاذ المزدوج إلى مدرس المادة...
 
وهذا خيار... يتطلب كلفة مالية وجرأة بدل هذا التنزيل بجرعات وباسم الإصلاح...
لقد... رأينا اختبارات مدارس الريادة...
للأسف... تحول سؤال" ديمقراطية التحصيل" والإنصاف وفق رؤية فارقية...إلى سؤال كيف نرفع المؤشرات...
 
والنتيجة... نجاح بلا تميز...
سهولة... تقتات من حق المتميزين والموهوبين في الاستفادة من وتيرة أعلى...
وتوحيد التوتيرة... لتوحيد الذكاء... في خانة الأدنى.... وقتل تعدد الذكاءات...
 
الريادة... مدرسة... غير ديمقراطية... لأنها... لا تقتل التميز بحجة التدريس وفق المستوى...
كان يكفي تقوية مهارات وكفايات المدرسين ومنحهم الوسائل الكفيلة بتأسيس تدريس بمقاربة فارقية، تمنح لكل فرص التميز... والرقي... بدل أن نستثمر في المؤشرات العالية بتعليم يراهن على متدني الذكاء والقدرات....
 
خالد أخازي،إعلامي مستقل وروائي