منذ فجر التاريخ، كانت الولادة المسرح الذي تحتضن فيه الحياة الأرض، وهو سر مقدس يجمع بين السماء والبشر.
في كهوف العصر الحجري القديم، كانت النساء يلدن محاطات برموز محفورة على الصخور، مستدعيات حماية الأرواح الأجداد.
في كهوف العصر الحجري القديم، كانت النساء يلدن محاطات برموز محفورة على الصخور، مستدعيات حماية الأرواح الأجداد.
في قلب مصر القديمة، تحت النظرات الرحيمة لإيزيس، كانت النساء يلدن على حجر طقوسي، محاطات بالدعوات والعطور، بينما تغني القابلات أناشيد للحياة الوليدة.
وفي وديان الصين الخضراء التي تعود إلى آلاف السنين، كانت الولادات تتم على أنغام الغونغ، حيث ينسجم الين واليانغ لاستقبال الطفل، الجوهرة الثمينة للكون.
أما في اليابان، فكانت القابلات يوجهن الأمهات في هدوء دور الولادة، حيث كانت كل آلام تمثل موجة تقرب الحياة الجديدة إلى الشاطئ.
وفي الهند الفيدية، كانت الولادات مشبعة بالتعويذات المقدسة، حيث يُستقبل الطفل كإعادة تجسد، وكروح تعود لتؤدي دارمها.
في الأراضي المقدسة لوسط أمريكا، كان الأزتيك يحتفلون بكل ولادة كمعركة تم الفوز بها، فتتحول الأم إلى محاربة تُجل وتُقدس.
وفي إفريقيا، تحت السماء المرصعة بالنجوم، كانت النساء يلدن في أكواخ جماعية، محاطات بالأغاني الأجداد التي تربط الطفل بأرواح الأرض.
وقد تركت الأديان التوحيدية بصمتها العميقة على الولادة.
وقد تركت الأديان التوحيدية بصمتها العميقة على الولادة.
ففي كنائس أوروبا في العصور الوسطى، كانت الولادة تتم تحت ظل الصليب، حيث تُستدعى العذراء مريم لتمنح نعمتها.
وفي بيوت الإسلام، كانت الشهادة تُهمس في أذن المولود الجديد، كأول نغمة في حياته.
وفي بيوت الإسلام، كانت الشهادة تُهمس في أذن المولود الجديد، كأول نغمة في حياته.
عبر العصور والقارات، بقيت الولادة طقسًا عالميًا، رقصة بين الألم والحب، حيث تركت كل ثقافة بصمتها، محتفية بالسحر الأبدي للحياة التي تستمر في التجدد.