الخميس 12 سبتمبر 2024
سياسة

تقرير أمريكي: المجتمع الدولي يقف بالكامل إلى جانب المغرب لإنهاء نزاع الصحراء المغربية

تقرير أمريكي: المجتمع الدولي يقف بالكامل إلى جانب المغرب لإنهاء نزاع الصحراء المغربية سفير أمريكا بالمغرب، خلال توقيعه على خريطة المغرب بكامل صحرائه(أرشيف)
ذكر معهد الولايات المتحدة للسلام، (United States Institue of Peace-USIP)(مؤسسة فيدرالية متخصصة في حل النزاعات والمنبثق عن الكونغرس الأمريكي) في تحليل له نشر في منتصف الأسبوع الماضي ، أن "نهاية النزاع المفتعل حول الصحراء بات وشيكا، وأن الأمور قد حسمت بعد الدعم الدولي القوي والمتنامي لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. ولم يعد أمام البوليساريو ورعاتهم من خيار سوى التفاوض من أجل البحث عن مخرج مشرف".
 
وأشار التحليل إلى أنه "في السر، من المحتمل أن تثني الجزائر جبهة البوليساريو عن قبول الحكم الذاتي دون الحصول أيضا على تنازلات من المغرب تعود بالنفع المباشر على الجزائر". ولكن هناك شيء واحد مؤكد هو أن "مسار الخروج لا يزال غير واضح وقبول هذا الواقع هو أمر مر يصعب تجرعه، ولكن الاستمرار في إنكار هذا الواقع لا يضمن سوى تسوية نهائية أقل ملاءمة"
 
ووحسب ما نشره موقع ( I24 ) فقد أشار التقرير الذي حمل توقيع الباحث توماس هيل (Thomas M. Hill)، مدير برامجه بالنسبة لشمال أفريقيا، أن المعهد أكد بشكل قاطع: " انتهت إحدى أطول الحروب في أفريقيا في يوليوز2024، عندما اعترفت فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء". ويرى المركز أن "هذا الأمر هو تتويج لمسار طويل من الاعترافات والدعم من قبل المجتمع الدولي. وهو مسار تسارع منذ الإعلان الأمريكي في عام 2020"، مشيرا إلى أنه "في تلك السنة أعلن الرئيس ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء، وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية دعم الاقتراح المغربي الخاص بالحكم الذاتي للصحراء باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع" وفق ما أوضحه صاحب التحليل.
 
وقال"في ذلك الوقت، اعتبر العديد من مؤيدي استقلال الصحراء المغربية، بما في ذلك الجزائر، إعلان ترامب تحولا خطيرا، ولكنه غير فعال. ومع ذلك، فقد حذت 37 دولة منذ ذلك الحين حذو الولايات المتحدة الأمريكية".
 
ومن بينها دول الاتحاد الأوروبي، ولا سيما ألمانيا وكذلك إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء. وورد في التحليل:" انخرطت معظم دول الجامعة العربية والعديد من دول الاتحاد الأفريقي في هذا المسار. بينما تظل الدول المؤثرة مثل الصين وروسيا وتركيا وبريطانيا العظمى وإيطاليا محايدة رسميا، ولكن إلى متى؟ "
وفي هذا الصدد، يعد الاعتراف بفرنسا أمرا حاسما، كما كتب توماس هيل. "فباعتبارها القوة الاستعمارية في المنطقة المغاربية، يمكن القول إن فرنسا هي الفاعل الأجنبي الأكثر نفوذا في المنطقة. ومن ثم فإن باريس ترى بوضوح أن مستقبلها الاقتصادي مرتبط بالمغرب (وليس بالجزائر). ويعكس قرارها ويعزز الإجماع الدولي المتنامي لصالح سيادة المغرب على صحرائه".
 
وهكذا، فإن "المجتمع الدولي يقف بالكامل إلى جانب المغرب، في المستقبل القريب، سينتهي نزاع الصحراء فعليا، مع استمرار كمشة من الدول في الدعوة إلى استقلال الصحراء".
 
وينضاف إلى ذلك الواقع الحالي على الأرض والمتمثل في السيطرة الفعلية التي يتمتع بها المغرب على صحرائه، والتفوق العسكري النوعي للمغرب على جبهة البوليساريو. وأوضح مركز التفكير قائلا: " بينما لم تحقق الأمم المتحدة أي تقدم حقيقي نحو تسوية سلمية، فإن المغرب يسيطر على أكثر من ثلاثة أرباع الأراضي، التي يواصل تطويرها وتنميتها، دامجا الأرض وسكانها بشكل متزايد في إطار الدولة المغربية"، وأكد المعهد على أن "أفضل خيار لهم وللجزائر الممولة لهم، هو اغتنام الفرصة للتفاوض على أفضل شروط السلام الممكنة مع المغرب. إن إنهاء الحرب التي تجعل العديد من الأشخاص عديمي الجنسية ويعيشون في فقر، مع إزالة المصدر الرئيسي للنزاع في العلاقات المغربية الجزائرية، من شأنه أن يحسن الاستقرار الإقليمي".
 
ويرى المعهد أنه "لكي يتخلى قادة البوليساريو رسميا عن خيار الاستقلال ويمنعوا الانقلاب، يجب أن يكونوا قادرين على المطالبة بانتصار آخر، وبغض النظر عن الدعاية والشعارات الفارغة، فإن قبول جبهة البوليساريو للحكم الذاتي المغربي من شأنه أن يوفر للجزائر الغطاء اللازم لقبول السيادة المغربية أيضا"