كشفت المصممة فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي، على منصاتها بوسائل التواصل الاجتماعي، عن صور ومقطع فيديو لآخر تصاميمها المبتكرة التي لاقت استحسان المتابعين، وعبرت من خلالها حب الوطن.
إذ عكفت المبدعة فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي بمناسبة مشاركة المنتخب المغربي الأولمبي في أولمبياد باريس 2024، هي وفريقها على ابتكار زي مغربي يؤرخ للمشاركة المغربية الأولمبية، والتي كانت بمثابة سبق مغربي خالص يزاوج بين الأصالة والعراقة ويسابق الزمن ويواكب العصر ويوثق الحدث.
الزي الأولمبي المغربي، واحد للنساء والثاني للرجال.. لونه أبيض وبتقاطيع وتصاميم مبتكرة تناسب الحدث، مع لمسات مصممة خفيفة ظريفة، مقبولة وجذابة، زاد من رونقها “السفيفة” و”خدمة المعلم” على “الجبادور” من أعلى وعلى حواشي الطوق المخزني cole oficier إلى أسفل الجابودور من الواجهة أي جهة الصدر، وكذلك نفس الصنعة ونفس السفيفة من الحرير على الجانبين الأيمن والأيسر من السروال “القندريسي” وهو سروال تقليدي يلبسه الرجال والنساء ويتسم بأنه فضفاض على مستوى القاعدة أو “القعدة”. وكذلك بالنسبة للقفطان المفتوح أو جبادور مجلجل عن آخره وبفتحات طويلة على الجانبين.
هذا بالنسبة للقفطان المفتوح أو الجابادور المجلجل “الفوقي”، وأما “التحتي” فهو بالنسبة للرجال مثلما النساء من قطعتين: سروال “بلدي رومي” بلدي نسبة للبلاد أو البلد الاصلي وتعني تقليدي أو محلي الصنع. و”رومي” نسبة إلى بلاد الروم وتعني عصري.. وقميص أو صدرية ربما خامتها قطنية بسيطة حتى تستوعب فخامة اللباس الفوقي. وبالنسبة للزي النسائي، يتوسط القميص والسروال حزام تقليدي “مجدول الحرير ” لونه أخضر.
يتخلل الفوقي الرجالي “النصاصي” اي بطول ممتد إلى مستوى الركب والفوقي النسائي الطويل إلى مستوى الاقدام، الشعار الأولمبي الذي لم تقم به آلة طابعة بل طبعته أنامل الصانع المغربي، وكأنها بذلك تختم على حرفية عالية ضاربة في القدم، ولا زالت تواكب الزمن وتصمد في وجه التغيير، وهذا ليس بغريب على الصانع المغربي الذي ما فتئت تؤكد المصصمة العالمية فاطمة الزهراء الفيلالي فيما مناسبة على دوره المحوري في تصاميمها المبتكرة.
تخلل تصميم اللوغو الأولمبي خيوط ذهبية من “الصقلي” أو “الصم الحر” لإضفاء صبغة اللباس “المخزني” وهي كناية على دار المخزن، الدار الكبيرة، الفخامة والأصالة و”التمغربيت”.
كذلك لم يفت مصممتنا أن وضعت خريطة المغرب من طنجة إلى الكويرة والتي سبق للفيلالي أن وظفتها بشكل مبتكر في تصميم سابق، حيث شاركت بقفطان مغربي خالص، يجمع الألوان الخضراء والحمراء والذهبية الزاهية التي تمثل العلم المغربي بمعرض الحرف التقليدية الفنية – إبداع وتوارث، والذي احتضنه المتحف الوطني للحلي بقصبة الأودايةً. والذي أعطى انطلاقته وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور.
هذا وعلاقة بموضوع الزي الأولمبي؛ فقد أضفت فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي لمستها الخاصة على الزي النسائي، حيث أدخلت بعض الأكسسوارات ومنها حقيبة يد تحمل هي الأخرى الشعار الأولمبي مع حزام حقيبة من الحرير و”الصقلي” والمستوحاة فكرته من “التخميل” أو “التخمال المغربي”، والذي عادة ما كانت تضعه المرأة على كتفيها الاثنتين لتشمر به عن سواعدها وترفع به الأكمام إلى أعلى، وامرأة مشمرة هي امرأة جميلة وحاذقة.
كذلك نشير في هذا الباب للمسة مبتكرة أخرى على مستوى “البلغة” والتي احتملت لونا لكل زوج / paire de chaussure الأخضر والأحمر في تناغم وتناسق مع ألوان العلم والوطن، وكانما في ذلك إيحاءات إلى الوطء والاقدام ومواطن الأقدام واقدامنا لا تطأ إلاّ مواطنها وموطن أقدامنا من طنجة إلى الكويرة حيث أعلامنا خفاقة ترفرف وتغني كما غنى الفنان الراحل محمود الإدريسي: “عيشي عيشي يا بلادي عيشي”.