الأحد 8 سبتمبر 2024
سياسة

الشيخ الصادق العثماني يشيد من البرازيل بمنجزات الملك محمد السادس

الشيخ الصادق العثماني يشيد من البرازيل بمنجزات الملك محمد السادس أمير المؤمنين الملك محمد السادس والشيخ الصادق العثماني
أكد أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية، الشيخ الصادق العثماني، وهو مغربي مقيم في البرازيل، أن 25 سنة من حكم جلالة الملك محمد السادس تميزت بالكثير من الإنجازات في الميادين الثقافية والسياسية والتعليمية والاجتماعية والقانونية و الدينية والتنموية.

وقال العثماني، في تصريح لـ "أنفاس بريس"، بمناسبة تخليد الذكرى ال 25 لعيد العرش المجيد، إن هذه الإنجازات الموجهة بشكل ثابت نحو المستقبل، إنما هي انعكاس لسياسة الأمس منذ عهد الاستقلال على يدي المغفور لهما الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني، مبرزا أن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، يواصل العمل بجد وحزم، من أجل إرساء دعائم دولة الحق والقانون والديمقراطية والحرية والكرامة والمساواة .

وبعدما أبرز الجهود الدؤوبة، التي يبذلها جلالة الملك لتمكين شعبه من العيش في رخاء وطمأنينة وأمن وسلام، شدد العثماني على أن الخطابات الملكية التي يقدمها جلالته بمناسبة هذه الذكرى العزيزة على المغاربة في الداخل والخارج، وهي ذكرى جلوس جلالته عرش أسلافه المنعمين، يعالج من خلالها دوما محاور أساسية وجوهرية، ومنها الملفات الاجتماعية والثقافية والدينية، والوحدة الوطنية، والتعاون على مواجهة الصعاب ودفع الأخطار التي تهدد المجتمعات البشرية؛ كالأمراض المعدية والفقر والجوع والإرهاب والكراهية والعنصرية والتقلبات المناخية، التي أصبحت هذه الأخيرة تهدد الأمن الغذائي لبني الإنسان على هذا الكوكب الذي نعيش فيه.

وأضاف الباحث في الشؤون الاسلامية وقضايا التطرف الديني  أن حكم جلالته خلال الـ 25 سنة، تميز بالوضوح والشفافية من جهة، وبالحكمة والشجاعة من جهة أخرى، مشيرا إلى أن "جلالته يكشف الخلل والداء في بعض القطاعات والمؤسسات، وفي نفس الوقت يدلنا على معالجته للمضي قدما على درب التنمية الذي اختارته المملكة".

وبرأي مؤلف كتاب "تاريخ المسلمين بأمريكا الجنوبية.. العودة إلى الجذور"، فإن رؤية جلالة الملك ترتكز على قناعات رباعية الأبعاد:

أولها، ينبني على التزام جلالة الملك في القطاع الاجتماعي، من خلال محاربة الفقر، لهذا وقبل سنتين تم  إطلاق ورش تعميم الحماية الاجتماعية، لفائدة العاملين في القطاع غير المهيكل، فهذه العناية الملكية السامية أعطت دينامية جديدة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة.

وأضاف العثماني أن هذه المبادرة الملكية تندرج في إطار المشاريع الاجتماعية النبيلة الكبرى التي أطلقها جلالة الملك لحماية الشرائح الاجتماعية التي تعيش في وضعية هشاشة وصون كرامة جميع المغاربة.

ولفت العثماني  إلى أن هذه المبادرة ليست غريبة عن جلالة الملك الذي وضع، منذ توليه العرش، العمل الاجتماعي وتحسين أوضاع المغاربة وجميع القطاعات الاقتصادية والطبقات الاجتماعية في صلب مسيرة التنمية خلال الأعوام العشرين الماضية.

وتابع: "إن جلالة الملك يؤكد، في جميع الخطب، على المقاربة الإنسانية والتنمية الاجتماعية لتحقيق الازدهار الاقتصادي وإدماج جميع المغاربة في العملية التنموية". ويرى أن "رصد ميزانية ضخمة لهذا الورش يعكس الإرادة في معالجة مشكل الهشاشة الاجتماعية بشكل فعال، وتحسين قدرة الأسر المغربية على الصمود في مواجهة الظروف الصعبة".

وأضاف الشيخ الصادق العثماني أن هذه الثورة الاجتماعية تجسد أيضا الالتحام الوثيق بين العرش والشعب، وتعكس العناية التي يوليها جلالة الملك لتطلعات وانتظارات المواطنين على مستوى الديمقراطية والتنمية البشرية والاجتماعية.

وقد استفاد من هذا الورش الملكي في مرحلة أولى، يقول العثماني، الفلاحون وحرفيو ومهنيو الصناعة التقليدية والتجار والمهنيون ومقدمو الخدمات المستقلون الخاضعون لنظام المساهمة المهنية الموحدة ولنظام المقاول الذاتي أو لنظام المحاسبة، ليشمل في مرحلة ثانية فئات أخرى في أفق التعميم الفعلي للحماية الاجتماعية لفائدة كل المغاربة.

أما المرتكز الثاني، فيتعلق بالمحفزات الاقتصادية لتحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي للبلاد يدمج مختلف فئات المجتمع ومختلف الجهات في إنتاج الثروات والحياة الكريمة. وسيساهم هذا الاندماج في التحول الإنتاجي من أجل خلق اقتصاديات قوية ومتنوعة قادرة على الصمود أمام الصدمات والأزمات والكوارث الطبيعية أو غيرها وتحقيق التنمية المستدامة للمواطنين،  وذلك من خلال تنويع اقتصاديات مملكتنا، وفتح أسواق جديدة مع إبداع في انشاء خدمات جديدة عن طريق الرقمنة، كوكالة تجارية تقوم بتصدير منتجاتنا المحلية والوطنية إلى الأسواق العالمية عن طريق المنصات الإلكترونية؛ أي تسويق المنتجات عن بعد، وهذا هو التحدي اليوم التي تعرفه التجارة العالمية، والتي تنبهت له رؤية جلالة الملك مبكرا وعملت على الانخراط فيه وتوسيع مجاله، بإنشاء بوابات اليكترونية رسمية حكومية تقوم بهذا الأمر . 

وبخصوص المرتكز الثالث، فيرى أمين عام الرابطة أنه مستمد من الجانب الثقافي والحضاري، حيث أن المجتمع المغربي يتوفر على رصيد ديني وعرفي من التضامن والتكافل، مبرزا دور جلالة الملك كضامن للأمن والاستقرار في سياق عالمي غير مستقر .

ويرى العثماني أن المرتكز الرابع يتجسد في شعار السلام والمحبة بين الشعوب وترسيخا لقيم التعايش والتعارف والتآزر التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف. معتبرا أن جلالة الملك محمد السادس سار على درب آبائه وأجداده حينما اختار ربط الماضي بالحاضر، ومواصلة إشعاع المغرب الذي كان دائم الحضور في  إفريقيا التي لطالما استقوت بالمملكة في كثير من الأحيان، لمحاربة التطرف والتشدد والغلو في الدين. 

وفي هذا السياق أوضح مدير الشؤون الدينية في اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل أن المكانة المرموقة التي يتمتع بها جلالة الملك لدى الشعوب الإفريقية ورؤسائها، وموقعه الديني كأمير للمؤمنين وسبط النبي الكريم، تعطي للشعوب المسلمة الإفريقية شحنة إيمانية قوية تنهل من النموذج المغربي القائم على الوسطية والاعتدال والتعايش والمحبة والتضامن بين بني البشر.

وبعد أن أكد أن الزيارات المتتالية لجلالة الملك إلى البلدان الإفريقية في السنوات الأخيرة تعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها المغرب لتعاونه مع هذه البلدان، ليس فقط من الناحية الاقتصادية والسياسية، ولكن أيضا من الناحية الدينية والاجتماعية، لاحظ الشيخ الصادق العثماني أن هذه الزيارات ليست موسمية بل أخذت طابعا ثابتا واستراتيجيا يعكس عراقة الأواصر والروابط التاريخية التي تجمع المغرب بجذوره الافريقية، لافتا الانتباه إلى أن المملكة ظلت دوما حريصة على الوفاء بواجب التضامن مع مختلف الدول الافريقية في أحلك الفترات التي مرت منها المنطقة.

وفي هذا الاتجاه، يؤكد الشيخ العثماني، الذي صدرت له عدة كتب ومقالات تحليلية تهتم بالشأن الديني، أن المغرب عندما يتوجه نحو عمقه وامتداده الافريقي، متسلحا بنموذجه الديني، الذي برهنت الأيام على أنه قائم على الدعوة إلى السلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ونابذ لكل أشكال العنف والتطرف، فإنما يكون بذلك من الدول التي تساهم في إرساء الاستقرار في مناطق المغرب العربي والبحر الأبيض المتوسط، والساحل و إفريقيا وحتى أوروبا.

ولاحظ الشيخ الصادق العثماني، أن نجاح التجربة المغربية في المجال الديني والروحي بقيادة مؤسسة إمارة المؤمنين أضحت محط اهتمام من قبل العديد من الدول الإفريقية الإسلامية، مما دفعها إلى إرسال بعثات من الأئمة للتكوين على يد علماء مغاربة أجلاء، مشيرا إلى أن ذلك لم يكن من باب الصدفة، بل هو اعتراف بالعمل الدؤوب الذي قام به جلالة الملك محمد السادس من أجل تجديد الحقل الديني بالمغرب.

وخلص الشيخ الصادق العثماني أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية إنه "خلال الـ 25 سنة، رفع جلالته من علاقات الشراكة البناءة مع باقي الدول والقارات الأمريكية والأوروبية والأسيوية والإفريقية، وفق دينامية منفتحة ومتكاملة ومنسجمة"، مؤكدا أن السياسة الملكية المرتكزة على تحقيق الازدهار والتنمية والسلم والسلام والوسطية والاعتدال والتعايش بين مختلف الشعوب والديانات السماوية جعلت من المملكة المغربية منارة عربية وإسلامية حقيقية.