الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

علي سالم سويح: شبان بتندوف يعتنقون حاليا الديانة المسيحية بسبب إخضاعهم للتنصير تحت غطاء العطل الصيفية

علي سالم سويح: شبان بتندوف يعتنقون حاليا الديانة المسيحية بسبب إخضاعهم للتنصير تحت غطاء العطل الصيفية علي سالم سويح
العطل‭ ‬الصيفية‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬البوليساريو،‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬غطاء‭ ‬لتجنيد‭ ‬الأطفال ‬والمتاجرة‭ ‬فيهم،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬لشحن‭ ‬الأطفال‭ ‬بأفكار‭ ‬التطرف،‭ ‬وإخراجهم‭ ‬من‭ ‬الديانة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الى‭ ‬الديانة‭ ‬المسيحية. ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬انطلقت‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬الاسباني‭ ‬تحت‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬المدنية‭ ‬والهيئات‭ ‬الحقوقية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬الاسبانية،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬إرسال‭ ‬الأطفال‭ ‬الى‭ ‬كوبا‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الحاضنة‭ ‬الأولى‭ ‬لتجنيد‭ ‬الأطفال، علما‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬الطبيعي‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬هو‭ ‬المقاعد‭ ‬الدراسية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬إرسالهم‭ ‬الى‭ ‬عائلات‭ ‬اسبانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التبني.‭
 
‬وتحاول‭ ‬البوليساريو‭ ‬استغلال‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الادعاء‭ ‬بكونهم‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬القهر،‭ ‬خلافا‭ ‬لأطفال‭ ‬مختلف‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬ويقضون‭ ‬عطلهم‭ ‬في‭ ‬الشواطئ،‭ ‬بينما‭ ‬هؤلاء‭ ‬يقضون‭ ‬الصيف‭ ‬تحت‭ ‬50‭ ‬درجة‭..‬هذه‭ ‬هي‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬البوليساريو‭ ‬استغلالها‭ ‬لتضليل‭ ‬العالم،‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬شحن‭ ‬الأطفال‭ ‬بإيديولوجية‭ ‬متطرفة‭ ‬والأفكار‭ ‬المعادية‭ ‬للمغرب،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬البوليساريو‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالصحراويين‭ ‬ولا‭ ‬بالإنسانية،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬أبرياء‭ ‬من‭ ‬البوليساريو‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬أو‭ ‬يجري‭ ‬حولهم‭.
 
‬الوضع‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬خطير‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أناقشه‭ ‬مع‭ ‬أصدقائي‭ ‬وأبناء‭ ‬عمومتي‭ ‬هناك،‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نظل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬الجزائر‭ ‬وقيادة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬يجب‭ ‬إنهاء‭ ‬هذه‭ ‬المأساة.‭ ‬وشخصيا‭ ‬أعرف‭ ‬أطفال‭ ‬ولدوا‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬أو‭ ‬احتجزوا‭ ‬وعمرهم‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬تم‭ ‬شحنهم‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬البوليساريو‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬والمغاربة،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنهم‭ ‬يفضلون‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬باستثناء‭ ‬المغرب‭ ‬مما‭ ‬حولهم‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬"القنبلة‭ ‬الموقوتة".‭ ‬كما‭ ‬أعرف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬أطفالهم‭ ‬أصبحوا‭ ‬نصارى.‭ ‬ولدي‭ ‬شريط‭ ‬فيديو‭ ‬لشابة‭ ‬صحراوية‭ ‬تم‭ ‬تنصيرها‭ ‬تتحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬أكل‭ ‬لحم‭ ‬الخنزير‭ ‬وعن‭ ‬شرب‭ ‬الخمر،‭ ‬وعن‭ ‬كونها‭ ‬لا‭ ‬تصلي‭ ‬ولا‭ ‬تصوم‭ ‬وتقول‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬شأن‭ ‬للناس‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬وهذه‭ ‬الشابة‭ ‬باعتها‭ ‬البوليساريو‭ ‬للجمعية‭ ‬الخيرية‭ ‬الاسبانية‭ ‬وهي‭ ‬طفلة‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية،‭ ‬وهذه‭ ‬الشابة‭ ‬هي‭ ‬نموذج‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الشبان‭ ‬الصحراويين‭ ‬الذين‭ ‬أصبحوا‭ ‬يعتنقون‭ ‬الديانة‭ ‬المسيحية‭ ‬ويدمنون‭ ‬على‭ ‬شرب‭ ‬الخمر‭ ‬وتخلوا‭ ‬عن‭ ‬العادات‭ ‬والقيم‭ ‬الصحراوية‭. ‬

‭‬اليوم‭ ‬العالم‭ ‬يشتكي‭ ‬من‭ ‬الحركات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والحركات‭ ‬التكفيرية‭ ‬بينما‭ ‬يجري‭ ‬تجنيد‭ ‬وتنصير‭ ‬الأطفال‭ ‬وشحنهم‭ ‬بالأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬وهم‭ ‬صغار.‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬مخيمات‭ ‬لحمادة‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مخيمات‭ ‬لتفريخ‭ ‬جنود‭ ‬وإرهابيين‭ ‬يباعون‭ ‬ويشترون‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الحركات‭ ‬المتطرفة.‭ ‬ولذلك‭ ‬نطالب‭ ‬اليوم‭ ‬الحكومة‭ ‬الاسبانية‭ ‬بوضع‭ ‬حد‭ ‬لهذا‭ ‬البرنامج‭ ‬والذي‭ ‬يسمى‭ ‬"عطل‭ ‬في‭ ‬سلام"‭ ‬ومراقبة‭ ‬الجمعيات‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭.‬
 
علي سالم سويح/ عضو بمنظمة اليمامة البيضاء، الكاتب العام للائتلاف الصحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرشيد