الأحد 8 سبتمبر 2024
سياسة

هكذا نجح المغرب فـي إبطال مؤامرات عسكر الجزائر

هكذا نجح المغرب فـي إبطال مؤامرات عسكر الجزائر الملك محمد السادس إلى جانب عبد المجيد تبون وشنقريحة
منذ‭ ‬استقلالها،‭ ‬تواصل‭ ‬الجزائر‭ ‬عدوانها‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ينقطع‭ ‬على‭ ‬المغرب،‭ ‬وكأن‭ ‬قدر‭ ‬البلدين‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يظلا‭ ‬خارج‭ ‬التفاهم،‭ ‬وأن‭ ‬يستقرا‭ ‬في‭ ‬التوتر‭ ‬المؤبد‭. ‬بل‭ ‬الأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬هذا‭ ‬التوتر‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬سياستها‭ ‬الإقليمية،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬أي‭ ‬مساحة‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬للتسوية‭ ‬والانفراج‭ ‬والتطبيع‭. ‬
 
لقد‭ ‬تأسست‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عرقلة‭ ‬المغرب،‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تغفل‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬لتذكيره‭ ‬بأنه‭ ‬"عدو‭ ‬تاريخي"،‭ ‬بل‭ ‬لم‭ ‬تتوقف،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬منها‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء،‭ ‬على‭ ‬محاولة‭ ‬إلحاق‭ ‬أصدقائها‭ ‬بهذه‭ ‬العداوة،‭ ‬رافضة‭ ‬أي‭ ‬صيغة‭ ‬من‭ ‬صيغ‭ ‬الحوار،‭ ‬وأي‭ ‬ضرب‭ ‬من‭ ‬ضروب‭ ‬الانتقال‭ ‬الضروري‭ ‬إلى‭ ‬الشراكة‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭.‬
 
لا‭ ‬يهم‭ ‬الجزائر‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬ينتهي،‭ ‬ولا‭ ‬يهمها‭ ‬«الحل»،‭ ‬بقدر‭ ‬اهتمامها‭ ‬التام‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬«سيادة‭ ‬النزاع»،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬تقوم‭ ‬عليه،‭ ‬وتؤسس‭ ‬بنيانها‭ ‬على‭ ‬استمراره،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬انفصاليي‭ ‬البوليساريو‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬تام‭ ‬وتمويلهم‭ ‬وتسليحهم،‭ ‬وكأنهم‭ ‬ضرورة‭ ‬داخلية‭ ‬وخارجية؟‭ ‬ما‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬استبسال‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬«الجمهورية‭ ‬الوهمية»‭ ‬بالأموال‭ ‬والسلاح‭ ‬والأرواح؟‭ ‬هل‭ ‬بإمكان‭ ‬الجزائر‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬ديبلوماسيا‭ ‬آخر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحتفظ‭ ‬لهذه‭ ‬العداوة‭ ‬بالمكان‭ ‬الأوسع‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬ومخططاتها؟‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬للعسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬أن‭ ‬يقنع‭ ‬الجزائريين‭ ‬بأسباب‭ ‬وجوده‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحول‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬عدو‭ ‬يتربص‭ ‬بأمنه‭ ‬واستقراره؟‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬للجزائر‭ ‬أن‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الوجود‭ ‬المغربي‭ ‬هو‭ ‬المحفز‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوجود،‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وأمنيا‭ ‬وعسكريا؟
 
يدرك‭ ‬كابرانات‭ ‬الجزائر‭ ‬أن‭ ‬وجودهم‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬الحرب‭ ‬«العدو‭ ‬الخارجي‭ ‬الدائم»،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬غيابها،‭ ‬لأنه‭ ‬سيكون‭ ‬مهددا‭ ‬بالأزمة‭ ‬الداخلية‭ ‬والوضع‭ ‬السياسي‭ ‬المنحط‭ ‬والبئيس‭. ‬إنهم‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬قدر‭ ‬حاجتهم‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬والغذاء‭.‬

المغرب‭ ‬حاجة‭ ‬بيولوجية،‭ ‬ولا‭ ‬يمكنهم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬معاداته‭. ‬ولهذا،‭ ‬فهم‭ ‬يعيدون‭ ‬إنتاج‭ ‬العداوة‭ ‬بكل‭ ‬الصيغ‭ ‬الممكنة،‭ ‬وبكل‭ ‬وعي‭. ‬
 
وتبعا‭ ‬لذلك،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬السياسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬تجاه‭ ‬المغرب‭ ‬بمنطق‭ ‬سيكولوجي‭ ‬يضعها‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الشعور‭ ‬بالنقص‭ ‬والأنفة‭ ‬«النيف»‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬الانتقام‭ ‬والندية‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬ضاربة‭ ‬جذورها‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬عداوة‭ ‬الجزائر‭ ‬للمغرب‭ ‬ليست‭ ‬ردة‭ ‬فعل،‭ ‬بل‭ ‬نقطة‭ ‬ارتكاز‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الجزائرية‭ ‬تحولت،‭ ‬تدريجيا‭ ‬وعلى‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬إلى‭ ‬عقيدة‭ ‬يصعب‭ ‬العدول‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬والمتوسط،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للجزائر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬عنها‭. ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بأي‭ ‬عوز‭ ‬إلى‭ ‬الأريحية‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬ولا‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التعالي‭ ‬على‭ ‬اليد‭ ‬الممدودة،‭ ‬ولا‭ ‬بأي‭ ‬تهديم‭ ‬لجسور‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭. ‬الأمر‭ ‬أعقد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬النسيج‭ ‬السياسي‭ ‬الجزائري‭ ‬بُني،‭ ‬منذ‭ ‬الهواري‭ ‬بوخروبة‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬على‭ ‬التحرش‭ ‬الجزائري‭ ‬بالمغرب‭ ‬«ترسيم‭ ‬الحدود‭ ‬مازال‭ ‬عالقا‭ ‬بين‭ ‬البلدين»‭.‬
 
لكل‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بوسع‭ ‬المغرب‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يتصدى‭ ‬لهذا‭ ‬الجوار‭ ‬غير‭ ‬السوي،‭ ‬وأن‭ ‬يخوض‭ ‬الغمار‭ ‬الحقيقي‭ ‬للحرب‭ ‬بكل‭ ‬الأسلحة‭ ‬الممكنة،‭ ‬بدل‭ ‬الوقوف‭ ‬المفرط‭ ‬في‭ ‬الحكمة‭ ‬المتعذرة،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يتوانى‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬الصاع‭ ‬صاعين‭ ‬للعسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬وممثليه‭ ‬وأصدقائه‭ ‬وحلفائه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المنتديات‭ ‬الدولية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وغي‭ ‬ها‭ ‬من‭ ‬المنتديات‭ ‬العالمية،‭ ‬والتدخل‭ ‬بكل‭ ‬احترافية‭ ‬لإبطال‭ ‬جميع‭ ‬مؤامرات‭ ‬عسكر‭ ‬الجزائر،‭ ‬ونسف‭ ‬كل‭ ‬أطروحاتهم‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬معترك‭ ‬الانتصار‭ ‬للانفصاليين‭..‬

فعلى‭ ‬امتداد‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أبدى‭ ‬المغرب،‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬ممثله‭ ‬الدائم‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬السفير‭ ‬عمر‭ ‬هلال،‭ ‬شراسة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للمغرب،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال:
 
أولا‭:‬‭ ‬ التركيز‭ ‬على‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭ ‬تاريخيا‭ ‬وسياسيا‭ ‬وثقافيا،‭ ‬وأنها‭ ‬ستظل‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يرث‭ ‬الله‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭.‬
 
ثانيا:‭‬‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تعد‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬والأوحد‭ ‬لنزاع‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬ولا‭ ‬وجود‭ ‬لأي‭ ‬حل‭ ‬خارج‭ ‬سيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أراضيه‭.‬
 
ثالثا:‬‭‬فضح‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الجزائر،‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للمغرب،‭ ‬ومن‭ ‬عرقلة‭ ‬لأي‭ ‬مخطط‭ ‬لتنزيل‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬الأممية‭..‬
 
رابعا‭:‬‭‬ كشف‭ ‬الوجه‭ ‬الإرهابي‭ ‬للجزائر‭ ‬عبر‭ ‬إيواء‭ ‬وتسليح‭ ‬جماعة‭ ‬انفصالية‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬لها‭ ‬صلات‭ ‬مثبتة‭ ‬بالتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الاستعانة‭ ‬بدول‭ ‬وجماعات‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬مع‭ ‬الإرهاب‭ ‬والسلاح،‭ ‬مثل‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭. ‬وقد‭ ‬أظهر‭ ‬المغرب‭ ‬دائما‭ ‬أنه‭ ‬بالمرصاد‭ ‬للإرهاب‭ ‬وأن‭ ‬يده‭ ‬ممدودة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولجميع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬اصطفت‭ ‬ضد‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فض‭ ‬الاشتباك‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬الانفصال‭ ‬والإرهاب‭. ‬
 
خامسا‭:‬ إماطة‭ ‬اللثام‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬ليست‭ ‬دولة‭ ‬تستضيف‭ ‬لاجئين،‭ ‬وإيضاح‭ ‬بالدليل‭ ‬والبرهان‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬تحتجز‭ ‬سكانا‭ ‬ينحدرون‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬ومن‭ ‬دول‭ ‬مجاورة،‭ ‬تحت‭ ‬طائل‭ ‬التهديد‭ ‬بالإعدام»،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬مخيمات‭ ‬الاحتجاز‭ ‬بتندوف‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬منطقة‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬ومسرحا‭ ‬لانتهاكات‭ ‬خطيرة‭ ‬وواسعة‭ ‬النطاق‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬تحميل‭ ‬المسؤولية‭ ‬«الثابتة»‭ ‬للسلطات‭ ‬الجزائرية‭.‬
 
سادسا‭ :‬التنديد‭ ‬بتجنيد‭ ‬أطفال‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬ميليشيات‭ ‬«البوليساريو»،‭ ‬مما‭ ‬يمنح‭ ‬لهذه‭ ‬الممارسة‭ ‬صفة‭ ‬«جريمة‭ ‬حرب»‭ ‬وفقا‭ ‬لنظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬
 
سابعا‭ :‬إبراز‭ ‬إقدام‭ ‬العسكر‭ ‬الجزائري،‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬زعماء‭ ‬البوليساريو،‭ ‬على‭ ‬سرقة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬والتلاعب‭ ‬بها،‭ ‬واقتسام‭ ‬عائداتها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬وجهتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬«السكان‭ ‬المحتجزون»،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بينما‭ ‬«تكتفي»‭ ‬الجزائر‭ ‬بتوفير‭ ‬«منطقة‭ ‬العمليات‭ ‬الحربية»‭ ‬وتخصيص‭ ‬ملايير‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬لتسليح‭ ‬جماعة‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬وضمان‭ ‬الدعم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭..‬
 
ثامنا‭:‬‭‬ فضح‭ ‬انتصار‭ ‬الجزائر‭ ‬لما‭ ‬تسميه‭ ‬«مبدأ‭ ‬تقرير‭ ‬المصير»‭ ‬بخصوص‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وغض‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬المبدأ‭ ‬نفسه‭ ‬بخصوص‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬القبايلي‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره،‭ ‬وهو‭ ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يطالب‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬إنشاء‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1962،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬تعداد‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬أي‭ ‬ثلث‭ ‬ساكنة‭ ‬الجزائر‭.‬
 
تاسعا‭ :‬إدانة‭ ‬رفض‭ ‬الجزائر‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬اجتماعات‭ ‬الموائد‭ ‬المستديرة،‭ ‬وتسجيل‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يشكل‭ ‬انتهاكا‭ ‬صارخا‭ ‬لقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وشرعية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬
 
عاشرا‭ :‬توضيح‭ ‬أن‭ ‬السياق‭ ‬الذي‭ ‬عُرضت‭ ‬فيه‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬انتهى‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬مبرر‭ ‬لاستمرار‭ ‬إدراجها‭ ‬في‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة،‭ ‬لأن‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬تصفية‭ ‬الاستعمار‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه،‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬استرجع‭ ‬ترابه‭ ‬وقدم‭ ‬مقترحا‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬وهو‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬به‭ ‬لتسوية‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭.‬
 
لقد‭ ‬ركز‭ ‬المغرب‭ ‬«عبر‭ ‬سفيره‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة»‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬المغاربة‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬هموم‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وأنهم‭ ‬الملتزمون‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وليس‭ ‬بالمزايدات‭ ‬والشعارات‭ ‬واعتماد‭ ‬الانتهازية‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬أمام‭ ‬أشقائه‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الإجماع‭ ‬العربي‭ ‬الإسلامي‭ ‬على‭ ‬عدالة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭.‬
 
لقد‭ ‬أدرك‭ ‬المغرب‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬كابرانات‭ ‬الجزائر‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يستمدوا‭ ‬من‭ ‬ذواتهم‭ ‬قرار‭  ‬«إسكات‭ ‬طبول‭ ‬الحرب»‭ ‬مع‭ ‬المغرب،‭ ‬أولا:‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬القيام‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬خارج‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬أسبابها،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬اقتضى‭ ‬الأمر‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬الزعماء‭ ‬السياسيين‭ ‬الأحرار‭ ‬«ولنا‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬بوضياف‭ ‬خير‭ ‬مثال»؛‭ ‬وثانيا:‭ ‬لأن‭ ‬العسكر‭ ‬يقوم‭ ‬بحرب‭ ‬بالمناولة‭ ‬لصالح‭ ‬قوى‭ ‬أخرى،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬بفرنسا‭ ‬«صانعة‭ ‬«الدولة‭ ‬الجزائرية»‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬شؤونها‭ ‬الاستراتيجية»،‭ ‬ولن‭ ‬يجرؤ‭ ‬أي‭ ‬«شنقريحي»‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الصف،‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬المنطق‭ ‬الحربي‭ ‬يجر‭ ‬معه‭ ‬صفقات‭ ‬بملايير‭ ‬الدولارات؛‭ ‬وثالثا:‭ ‬لأن‭ ‬النخبة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية‭ ‬ترعرعت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفعل‭ ‬السياسي‭ ‬يولد‭ ‬في‭ ‬الثكنات‭ ‬ومراكز‭ ‬الاستخبارات،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬خارج‭ ‬الهيجان‭ ‬اللفظي‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬«أقوى‭ ‬جيش‭ ‬في‭ ‬العالم»‭ ‬«أين‭ ‬ذهبت‭ ‬جيوش‭ ‬الحلف‭ ‬الأطلسي؟‭ ‬وأين‭ ‬ذهب‭ ‬جيش‭ ‬الصين‭ ‬والجيش‭ ‬الروسي‭ ‬والجيش‭ ‬الهندي؟‭.. ‬إلخ»‭.‬

من‭ ‬الواضح،‭ ‬إذن،‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التمادي‭ ‬ليس‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬الإحساس‭ ‬بالنقص،‭ ‬بل‭ ‬يتخطى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجية‭ ‬متكاملة‭ ‬الأركان،‭ ‬تطمح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دائمة‭ ‬الوجود،‭ ‬وليس‭ ‬للمغرب‭ ‬والحالة‭ ‬هذه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الإقناع‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬لحيازة‭ ‬اعتراف‭ ‬باقي‭ ‬القوى‭ ‬العظمى‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وفي‭ ‬تقوية‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وفي‭ ‬تطوير‭ ‬سلاح‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬وترسيخ‭ ‬مهنيتها‭ ‬وتحديث‭ ‬آلياتها،‭ ‬وفي‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬عوض‭ ‬الانشغال‭ ‬بإبطال‭ ‬المؤامرات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تنطلي‭ ‬على‭ ‬أحد‭. ‬لقد‭ ‬تغير‭ ‬العالم،‭ ‬والعسكر‭ ‬الجزائري‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ثكناته،‭ ‬ويستبسل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬احتكاره‭ ‬للثروة‭ ‬والسلطة،‭ ‬وإفساد‭ ‬أي‭ ‬تفاهمات‭ ‬إقليمية‭ ‬ممكنة،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭..