السبت 14 ديسمبر 2024
رياضة

الموت الفجائي فـي ملاعب الكرة .. لاعبون اختطفهم الموت وتحولوا لقصص وداع مفاجئ

الموت الفجائي فـي ملاعب الكرة .. لاعبون اختطفهم الموت وتحولوا لقصص وداع مفاجئ يوسف‭ ‬بلخوجة (يمينا) وجواد‭ ‬أقدار
أعادت‭ ‬وفاة‭ ‬لاعب‭ ‬النادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي‭ ‬لورزازات‭ ‬أيوب‭ ‬آيت‭ ‬عيشت‭ ‬المفاجئة،‭ ‬إلى‭ ‬أذهان‭ ‬الرياضيين‭ ‬المغاربة،‭ ‬حوادث‭ ‬وفيات‭ ‬لاعبين‭ ‬سقطوا‭ ‬مغمى‭ ‬عليهم‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬الملاعب‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المباريات‭ ‬أو‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬انتهائها‭.   ‬
وشهدت‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغربية‭ ‬حوادث‭ ‬مماثلة،‭ ‬لوفاة‭ ‬مفاجئة‭ ‬للاعبين‭ ‬ومدربين‭ ‬وحكاما‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬الوطنية‭. ‬ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬حالات‭ ‬الموت‭ ‬المفاجئ‭ ‬حالة‭ ‬يوسف‭ ‬بلخوجة،‭ ‬لاعب‭ ‬نادي‭ ‬الوداد‭ ‬الرياضي،‭ ‬وجواد‭ ‬أقدار،‭ ‬لاعب‭ ‬حسنية‭ ‬أكادير،‭ ‬ثم‭ ‬عادل‭ ‬التكرادي‭ ‬لاعب‭ ‬أولمبيك‭ ‬خريبكة،‭ ‬وأسماء‭ ‬أخرى‭ ‬توقف‭ ‬نبض‭ ‬قلوبها‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬لياقتها‭ ‬البدنية‭. ‬
الظاهرة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬البطولات‭ ‬الاحترافية‭ ‬بل‭ ‬تضرب‭ ‬الدوريات‭ ‬الهاوية‭ ‬أيضا،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬كثيرا‭ ‬المباريات‭ ‬المصنفة‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬العالي‭ ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الموت‭ ‬الفجائي‭. ‬

‭"‬الوطن‭ ‬الآن"‭  ‬تستعرض‭ ‬أبرز‭ ‬الحالات‭ ‬الدرامية‭ ‬لنكبات‭ ‬الملاعب،‭ ‬وقصص‭ ‬حالات‭ ‬الوداع‭ ‬الأخير‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬مخلفين‭ ‬حزنا‭ ‬وحسرة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬عائلاتهم‭ ‬ومحبيهم‭.‬

 
لاعب‭ ‬بلدية‭ ‬ورزازات‭ ‬يلفظ‭ ‬أنفاسه‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ
شاءت‭ ‬الأقدار‭ ‬أن‭ ‬يلفظ‭ ‬الشاب‭ ‬أيوب‭ ‬أيت‭ ‬عيشت‭ ‬أنفاسه‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬عقب‭ ‬تعرضه‭ ‬لأزمة‭ ‬قلبية،‭ ‬مات‭  ‬لاعب‭ ‬النادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي‭ ‬لمدينة‭ ‬ورزازات،‭ ‬وعمره‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬25‭ ‬سنة‭. ‬

أعلن‭ ‬النادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي‭ ‬لورزازات،‭ ‬الذي‭ ‬يمارس‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الهواة،‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭ ‬الرسمي‭ ‬بموقع‭ ‬فيسبوك"،‭ ‬عن‭ ‬رحيل‭ ‬لاعبه‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬بـ‭ ‬"الخلوق"،‭ ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬البيان:‭ ‬"إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون،‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربه‭ ‬لاعبنا‭ ‬الخلوق‭ ‬أيوب‭ ‬أيت‭ ‬عيشت،‭ ‬تعازينا‭ ‬الحارة‭ ‬لأفراد‭ ‬عائلته‭ ‬ولجميع‭ ‬مكونات‭ ‬النادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي‭ ‬لورزازات‭ ‬وللجمهور‭ ‬الورزازي‭ ‬كافة"‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أرسلت‭ ‬"العصبة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬هواة"‭ ‬ممثلة‭ ‬بشخص‭ ‬رئيسها،‭ ‬جمال‭ ‬كعواشي،‭ ‬رسالة‭ ‬تعزية‭ ‬للنادي‭ ‬الرياضي‭ ‬البلدي،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬هيئات‭ ‬رياضية‭ ‬أخرى‭ ‬بتقديم‭ ‬التعازي‭ ‬في‭ ‬رحيل‭ ‬لاعب‭ ‬كان‭ ‬يتأبط‭ ‬أحلام‭ ‬النجومية‭. ‬

كان‭ ‬أيوب‭ ‬مهووس‭ ‬بالكرة‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬مساره‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سلا‭ ‬حيث‭ ‬حمل‭ ‬قميص‭ ‬الجمعية‭ ‬السلاوية‭ ‬والصفاء‭ ‬السلاوي،‭ ‬وخاض‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬فرق‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عبوره‭ ‬في‭ ‬الفئات‭ ‬الصغرى‭ ‬للمنتخب‭ ‬الوطني‭. ‬
 
في‭ ‬ملعب‭ ‬ابن‭ ‬سليمان‭ ‬توقف‭ ‬نبض‭ ‬لاعب‭ ‬نجم‭ ‬الشباب‭ ‬
توفي‭ ‬لاعب‭ ‬نجم‭ ‬الشباب‭ ‬البيضاوي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬رضا‭ ‬الساقي،‭ ‬أثناء‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬جمع،‭ ‬الأحد‭ ‬11‭ ‬أبريل‭ ‬2021،‭ ‬فريقه‭ ‬بمضيفه‭ ‬حسنية‭ ‬بن‭ ‬سليمان،‭ ‬برسم‭ ‬منافسات‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬لبطولة‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬هواة‭ ‬(شطر‭ ‬الشمال)‭. ‬ما‭ ‬اضطر‭ ‬معه‭ ‬حكم‭ ‬المباراة‭ ‬إلى‭ ‬توقيف‭ ‬المباراة‭.‬

‭ ‬شارك‭ ‬رضا‭ ‬الساقي‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬كلاعب‭ ‬أساسي،‭ ‬وسقط‭ ‬مغميا‭ ‬عليه‭ ‬فوق‭ ‬أرض‭ ‬الملعب،‭ ‬وتدخل‭ ‬الجهاز‭ ‬الطبي‭ ‬لإسعافه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬حيث‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تغادر‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬الملعب‭. ‬

حسب‭ ‬المعطيات‭ ‬المتوفرة،‭ ‬فإن‭ ‬حافلة‭ ‬الفريق‭ ‬البيضاوي‭ ‬قد‭ ‬عرجت‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬المحمدية،‭ ‬حيث‭ ‬يقطن‭ ‬اللاعب‭ ‬رضا‭ ‬وتم‭ ‬تناول‭ ‬الإفطار‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي،‭ ‬قبل‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬بن‭ ‬سليمان‭. ‬كانت‭ ‬الأمور‭ ‬طبيعية‭ ‬فلا‭ ‬أعراض‭ ‬تبدو‭ ‬على‭ ‬اللاعب‭ ‬الساقي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬حالات‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المباراة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬نهايته‭ ‬وشيكة‭. ‬

توقفت‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬الدقائق‭ ‬الأخيرة‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬المسجلة‭ ‬ميدانيا‭ ‬هي‭ ‬التعادل‭ ‬السلبي‭ ‬(0/0). وبعد‭ ‬أيام‭ ‬أعادت‭ ‬العصبة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬هواة‭ ‬المباراة،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬توقفها،‭ ‬قبل‭ ‬أربعينية‭ ‬الفقيد‭ ‬الساقي‭.‬
‭ ‬
أزمة‭ ‬قلبية‭ ‬تنهي‭ ‬حياة‭ ‬حكم‭ ‬مغربي‭ ‬شاب‭ ‬وسط‭ ‬الملعب‭ ‬بالمحمدية
توفي‭ ‬الحكم‭ ‬المغربي‭ ‬الشاب‭ ‬أسامة‭ ‬الشعيبي‭ ‬بعد‭ ‬تعرضه‭ ‬لأزمة‭ ‬قلبية،‭ ‬الأحد‭ ‬31‭ ‬يناير‭ ‬2023،‭ ‬أثناء‭ ‬إدارته‭ ‬لمباراة‭ ‬نادي‭ ‬لانوريا‭ ‬بن‭ ‬يخلف‭ ‬وسيدي‭ ‬مومن‭ ‬لفئة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬ضمن‭ ‬منافسات‭ ‬عصبة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬بمدينة‭ ‬المحمدية‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬تلفظ‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬أنفاسها،‭ ‬سيلفظ‭ ‬الحكم‭ ‬الشاب‭ ‬أسامة‭ ‬أنفاسه‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬بضواحي‭ ‬المحمدية،‭ ‬حين‭ ‬سقط‭ ‬الحكم‭ ‬أرضا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تلفظ‭ ‬المباراة‭ ‬دقائقها،‭ ‬فعاش‭ ‬اللاعبون‭ ‬والمدربون‭ ‬والمتفرجون‭ ‬حالة‭ ‬ذهول،‭ ‬فقد‭ ‬فوجئ‭ ‬الجميع‭ ‬بسقطة‭ ‬الحكم‭ ‬المذكور‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬اعتاد‭ ‬فيه‭ ‬الجمهور‭ ‬سقوط‭ ‬اللاعبين‭. ‬وقال‭ ‬شاهد‭ ‬عيان‭ ‬إن‭ ‬الحكم‭ ‬الشاب‭ ‬كان‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬ساعته‭ ‬وكأنه‭ ‬يعد‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬دقائق‭.‬

ورغم‭ ‬نقل‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬عبر‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬بالمحمدية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لفظ‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة‭ ‬هناك،‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬عصبة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬الكبرى‭.‬
 
يوسف‭ ‬بلخوجة‭.. ‬فاجعة‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الديربي‭ ‬
لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الثمانين‭ ‬ألف‭ ‬متفرج‭ ‬الذين‭ ‬تابعوا‭ ‬مباراة‭ ‬الوداد‭ ‬والرجاء‭ ‬البيضاويين‭ ‬من‭ ‬مدرجات‭ ‬مركب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬وملايين‭ ‬المتتبعين‭ ‬أمام‭ ‬التلفاز،‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬السقوط‭ ‬المفاجئ‭ ‬لمدافع‭ ‬الوداد‭ ‬البيضاوي‭ ‬على‭ ‬رقعة‭ ‬الملعب،‭ ‬بعد‭ ‬زوال‭ ‬يوم‭ ‬29‭ ‬شتنبر‭ ‬2001،‭ ‬سيتحول‭ ‬إلى‭ ‬فاجعة‭ ‬حقيقية،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أفراد‭ ‬الطاقم‭ ‬التقني‭ ‬للوداد‭ ‬والرجاء‭ ‬يظنون‭ ‬أن‭ ‬انهيار‭ ‬جسد‭ ‬بلخوجة‭ ‬سيأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬كثيرا‭ ‬بل‭ ‬وسيتحول‭ ‬إلى‭ ‬مأساة،‭ ‬حتى‭ ‬أكبر‭ ‬المتشائمين‭ ‬لم‭ ‬يعتقد‭ ‬بأن‭ ‬تتحول‭ ‬المباراة‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬بين‭ ‬الغريمين‭ ‬التقليديين‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬بلا‭ ‬طعم‭ ‬ولا‭ ‬رائحة‭ ‬إلا‭ ‬رائحة‭ ‬الموت‭.‬

أوقف‭ ‬سعيد‭ ‬الطاهري،‭ ‬الحكم‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬المباراة،‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الرزاق‭ ‬هيفتي،‭ ‬طبيب‭ ‬الوداد،‭ ‬التدخل‭ ‬العاجل‭ ‬لإسعاف‭ ‬لاعب‭ ‬كان‭ ‬أشبه‭ ‬بشخص‭ ‬مصاب‭ ‬بالصرع،‭ ‬لاحظ‭ ‬اللاعبون‭ ‬أن‭ ‬زميلهم‭ ‬ابتلع‭ ‬لسانه‭ ‬وأن‭ ‬عينيه‭ ‬جاحظتان‭ ‬بشكل‭ ‬غريب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استنفر‭ ‬أيضا‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬للرجاء‭ ‬البيضاوي‭ ‬وطبيبا‭ ‬مختصا‭ ‬كان‭ ‬يتابع‭ ‬المباراة‭ ‬من‭ ‬المنصة‭ ‬الشرفية‭.‬

تبين‭ ‬لطبيب‭ ‬الوداد،‭ ‬بعد‭ ‬المعاينة‭ ‬الأولية،‭ ‬أن‭ ‬الحالة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الخطورة،‭ ‬مما‭ ‬اضطره‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بسيارة‭ ‬إسعاف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نقل‭ ‬المصاب،‭ ‬الغارق‭ ‬في‭ ‬غيبوبته،‭ ‬إلى‭ ‬مصحة‭ ‬لا‭ ‬تبعد‭ ‬عن‭ ‬الملعب‭ ‬إلا‭ ‬بمائتي‭ ‬متر،‭ ‬فور‭ ‬وصول‭ ‬اللاعب،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ممددا‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬بقميص‭ ‬الوداد،‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬لفظ‭ ‬آخر‭ ‬أنفاسه،‭ ‬أمام‭ ‬ذهول‭ ‬الجميع‭. ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬أعد‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬تقريرا‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬سكتة‭ ‬قلبية‭.‬

استغرب‭ ‬والد‭ ‬يوسف‭ ‬وتساءل‭ ‬كيف‭ ‬للاعب‭ ‬أشرف‭ ‬عليه‭ ‬أربعة‭ ‬أطباء:‭ ‬طبيب‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني،‭ ‬طبيب‭ ‬الوداد،‭ ‬طبيب‭ ‬الأهلي‭ ‬القطري،‭ ‬طبيب‭ ‬الكاك،‭ ‬أن‭ ‬يعاني‭ ‬فعلا‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬القلب،‭ ‬"لقد‭ ‬انتهى‭ ‬الأجل"‭.‬
 
التكرادي‭.. ‬إسم‭ ‬على‭ ‬ملعب‭ ‬للتداريب‭ ‬وعلى‭ ‬شاهد‭ ‬قبر
أصل‭ ‬النكبة‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬صبيحة‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬5‭ ‬نونبر‭ ‬سنة‭ ‬1997،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬عناصر‭ ‬الفريق‭ ‬الخريبكي‭ ‬تجري‭ ‬حصة‭ ‬تدريبية‭ ‬عادية‭ ‬رفقة‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬مصطفى‭ ‬مديح،‭ ‬فجأة‭ ‬انهار‭ ‬عادل،‭ ‬واعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بحالة‭ ‬مغص،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكتشف‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬التكرادي‭ ‬أصبح‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬كان‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سقط‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬دون‭ ‬حراك،‭ ‬ولأن‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬لا‭ ‬تحضر‭ ‬في‭ ‬الحصص‭ ‬التدريبية‭ ‬فقد‭ ‬توقف‭ ‬نبض‭ ‬اللاعب‭ ‬قبل‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يصدق‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬عادل‭ ‬التكرادي،‭ ‬حسب‭ ‬إفادات‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته،‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مرض‭ ‬أو‭ ‬أعراض‭ ‬جانبية،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬خضع‭ ‬قبل‭ ‬التحاقه‭ ‬بمعهد‭ ‬مولاي‭ ‬رشيد،‭ ‬لفحوصات‭ ‬طبية‭ ‬أكدت‭ ‬سلامته،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬بلياقة‭ ‬بدنية‭ ‬قوية‭ ‬وبقامة‭ ‬نموذجية‭ ‬وبسرعة‭ ‬خارقة،‭ ‬لكن‭ ‬النادي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬ملفات‭ ‬طبية‭ ‬مرافقة‭ ‬للاعبين‭ ‬تضبط‭ ‬أدق‭ ‬تفاصيل‭ ‬حالاتهم‭ ‬الصحية‭.‬

نفى‭ ‬التشريح‭ ‬الأولي‭ ‬الذي‭ ‬خضع‭ ‬له‭ ‬اللاعب‭ ‬قبل‭ ‬دفن‭ ‬جثمانه،‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬أو‭ ‬إصابة‭ ‬خلال‭ ‬الحصة‭ ‬التدريبية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬الرجل‭ ‬إلى‭ ‬جثة‭ ‬هامدة،‭ ‬وسجل‭ ‬التقرير‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬وفاة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬توقف‭ ‬نبضات‭ ‬القلب‭.‬
 
جواد‭ ‬أقدار‭.. ‬الثواني‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬لاعب‭ ‬هداف
حين‭ ‬انتهت‭ ‬مباراة‭ ‬فريق‭ ‬حسنية‭ ‬أكادير‭ ‬بالنادي‭ ‬القنيطري‭ ‬بالتعادل‭ ‬السلبي‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬أكتوبر‭ ‬2012،‭ ‬تفرق‭ ‬الجمع‭ ‬والحزن‭ ‬يجتم‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬جمهور‭ ‬سوسي‭ ‬يعتبر‭ ‬التعادل‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬الدار‭ ‬هزيمة‭ ‬مقنعة‭. ‬كان‭ ‬اللاعب‭ ‬جواد‭ ‬أقدار‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬غادر‭ ‬الملعب‭ ‬رفقة‭ ‬زميله‭ ‬حيسا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدى‭ ‬صلاة‭ ‬المغرب،‭ ‬التحق‭ ‬اللاعبان‭ ‬بالفندق‭ ‬حيث‭ ‬امتطيا‭ ‬سيارة‭ ‬جواد،‭ ‬وفي‭ ‬شارع‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬لاحظ‭ ‬حيسا‭ ‬ارتباكا‭ ‬في‭ ‬القيادة،‭ ‬فأوقف‭ ‬السيارة‭ ‬تفاديا‭ ‬لما‭ ‬لا‭ ‬تحمد‭ ‬عقباه‭. ‬ثم‭ ‬اتصل‭ ‬هاتفيا‭ ‬بطبيب‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬أقدار‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬المصحات‭ ‬الخصوصية،‭ ‬وبعد‭ ‬لحظات‭ ‬صدر‭ ‬البيان‭ ‬الصادم،‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬وفاة‭ ‬اللاعب‭ ‬"بسبب‭ ‬سكتة‭ ‬قلبية‭ ‬وهو‭ ‬يسوق‭ ‬سيارته"‭. ‬باءت‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬إسعافه‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬طاقم‭ ‬طبي‭ ‬بإحدى‭ ‬عيادات‭ ‬أكادير‭  ‬بالفشل،‭ ‬وأسلم‭ ‬جواد‭ ‬أقدار‭ ‬الروح‭ ‬إلى‭ ‬باريها‭ ‬وعمره‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬28‭ ‬سنة‭.‬

لعب‭ ‬جواد‭ ‬الثمانية‭ ‬دقائق‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬المباراة‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬الحسنية‭ ‬بالكاك،‭ ‬ومن‭ ‬عمره‭ ‬الذي‭ ‬قضاه‭ ‬راكضا‭ ‬وراء‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬ملاعب‭ ‬خريبكة‭ ‬والرباط‭ ‬وتطوان‭ ‬وجدة‭ ‬ثم‭ ‬أكادير،‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬نقل‭ ‬الجثمان‭ ‬إلى‭ ‬مسقط‭ ‬رأسه‭ ‬بخريبكة‭ ‬حيث‭ ‬ووري‭ ‬الثرى‭ ‬في‭ ‬موكب‭ ‬جنائزي‭ ‬كبير،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬والده‭ ‬تشريح‭ ‬الجثة،‭ ‬تاركا‭ ‬عشرات‭ ‬الأسئلة‭ ‬المقلقة‭ ‬حول‭ ‬أسرار‭ ‬دفنت‭ ‬مع‭ ‬الراحل،‭ ‬الذي‭ ‬تعتبر‭ ‬وفاته‭ ‬نسخة‭ ‬منقحة‭ ‬من‭ ‬وفاة‭ ‬مماثلة‭ ‬ليوسف‭ ‬بلخوجة‭ ‬ولعادل‭ ‬التكرادي،‭ ‬ولكثير‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬الذين‭ ‬ماتوا‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬بعد‭ ‬ومضة‭ ‬تألق‭ ‬قصيرة‭.‬