الأحد 28 إبريل 2024
اقتصاد

الجدل حول منع تجول "الرموكات" وسط الدار البيضاء يعود من جديد

الجدل حول منع تجول "الرموكات" وسط الدار البيضاء يعود من جديد المناطق الصناعية بالدار البيضاء تستقبل يوميا المئات من شاحنات الوزن الثقيل
عاد النقاش من جديد حول ضرورة منع شاحنات الوزن الثقيل من التجول وسط مدينة الدار البيضاء للتخفيف من حدة أزمة الاكتظاظ التي أصبحت تعرفها جل المقاطعات البيضاوية، حيث لم يعد الازدحام مقتصرا كما كان عليه الحال في سنوات القرن العشرين على وسط المدينة، بل انتقلت العدوى مع بداية القرن 21 إلى مجموعة من المقاطعات المحيطية.
 
منع " الرموكات" من التجول وسط الدار البيضاء ليست بالقضية المحسومة، بل تحدث ردود فعل متباينة بين من يؤيد هذه العملية ومن يعارضها.  المدافعون عن منع تجول شاحنات الوزن الثقيل من التجول وسط الدار البيضاء إلى كون شوارع الدار البيضاء لم تعد تحتمل مثل هذه الوسائل، خاصة في السنوات الأخيرة، مع مشاريع "الطرامواي" و"الباصواي"، حيث تقلصت بشكل كبير مساحة الشوارع التي أنجزت فيها هده المشاريع، فضلا عن ذلك فمشروع الطريق الساحلي سيرى النور قريبا ولن يكون لأصحاب شاحنات الوزن الثقيل أي مبرر لدخول وسط الدار البيضاء.

الرافضون لأي قرار يحول دون تجول شاحنات الوزن الثقيل بالدار البيضاء يرون أن ربط الاكتظاظ بهذه الشاحنات "حق يراد به باطل"، لأن العديد منها لا يدخل إلى وسط المدينة، كما أنه لا يمكن مقارنة العاصمة الاقتصادية بأي مدينة أخرى، بحكم النشاط الصناعي الذي تتميز به  المدينة، والذي يفرض دخول المئات من الشاحنات إلى المناطق الصناعية. ويؤكد أصحاب هذا الرأي أنه بدل اتخاذ قرار بمنع تجول الحافلات،  لابد من التفكير في تحويل المناطق الصناعية نحو خارج الدارالبيضاء، لأن بقاء هذه المناطق سيجعل أي قرار بمنع تجول الشاحنات صعب التنزيل في السنوات المقبلة، سواء مع وجود الطريق الساحلي أو بدونها.

وأكد مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة مدينة البيضاء، أن الجميع يعرف جيدا حجم الاكتظاظ الذي تعرفه شوارع مدينة الدارالبيضاء خلال أوقات الذروة، وخاصة في وسط المدينة. وقال مولاي أحمد أفيلال: "هناك طريق ساحلية التي أنجزت بحوالي مليار درهم، لكنها لم يتم حلها، وكان هذه الطريق من المشاريع التي قمنا بزيارتها بعد انتخاب المجلس الحالي. ومباشرة بعد بداية الاستعمال الرسمي للطريق الساحلي سيتم اتخاذ قرار بمنع دخول للشاحنات من الوزن الثقيل وسط المدينة. علما أن العديد من مدن دول العالم لا تسمح للشحانات من الوزن الثقيل بالتجول وسطها بما فيها الرباط، إلا من خلال الحصول على رخص استثنائية وفي أوقات استثنائية.  أكد أن العديد من المهنيين عبروا عن ارتياحهم لهذه الخطوة، لأنهم بدورهم يعانون كثيرا وسط المدينة.
 
من جهة أخرى اعتبر الغليمي عسيلة، الكاتب الوطني لنقل البضائع، أن هناك من يخلط بين الطريق الساحلي ومنع الشاحنات من الوزن الثقيل بالتجول وسط البيضاء.وأوضح محدثنا، أن الطريق الساحلية تأخر إنجازها، علما أنه، حسب رأيه، مع قدوم الوالي الجديد تحرك هذا الملف من جديد.  وأضاف أنه لحد الساعة الأشغال جارية فقط على مستوى المحمدية.

وقال الغليمي عسيلة: "  لم يتم مراعاة مجموعة من الأمور التقنية في هذا المشروع الذي لا أحد يجادل في أهميته. وبالعودة إلى قضية منح شاحنات الوزن الثقيل وسط مدينة البيضاء، فإن لا أحد ينكر حجم الاكتظاظ الذي تعرفه العاصمة الاقتصادية، لكن أن يتم ربط ذلك بالشاحنات فهذا "حق يراد به باطل"، لأنه يجب أن يعرف الجميع أن شاحنات الوزن الثقيل لا تدخل إلى وسط المدينة باستثناء حالات خاصة.

وأكد محدثنا أنه لا يمكن وضع الرباط والبيضاء في كفة واحدة، وذلك بسبب اختلاف الأنشطة بين المدينتين، فالدارالبيضاء مدينة اقتصادية، ولا يمكن منح الترخيص للحالات العامة فهناك الكثير من المناطق الصناعية بالدار البيضاء التي تستقبل المئات من شاحنات الوزن الثقيل، علما أن الضحية الأول من الدخول إلى مدينة الدارالبيضاء هو السائق بحكم الاكتظاظ الكبير.