لم يكن عبثا اختيار إسبانيا ضيف شرف الدورة 16 للمعرض الدولي للفلاحة للمغرب ( من 22 إلى 28 أبريل 2024 بمكناس)، بالنظر لتجربتها الرائدة عالميا في مشاريع تحلية المياه. وباعتبارها شريك تاريخي للمغرب عبر اتفاقيات ثنائية متعددة، لا سيما في مجالات الفلاحة والموارد المائية والبيئة.
وقال محمد صديقي، وزير الفلاحة، خلال ندوة صحفية مخصصة للملتقى يوم الأربعاء 21 فبراير بالرباط، أن أول مشروع لتحلية المياه قامت به وزارة الفلاحة باشتوكة أنجز بشراكة مع الشركة الإسبانية "أبينغوا".
وتظهر إسبانيا التزامها بالممارسات الفلاحية المبتكرة والمستدامة في استخدام الموارد. ومن خلال هذه المشاركة، ستساهم إسبانيا بخبراتها وحلولها من أجل فلاحة أكثر استدامة ومرونة.
وفي معرض حديثه خلال الندوة أشار صديقي إلى أن هذه الدورة ستشكل فرصة للتعرف على الجهود المبذولة للتكيف مع التغير المناخي، فضلا عن الإجراءات المرتبطة بالسلاسل الفلاحية وسلاسل التوزيع والجودة والابتكار والحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز صمود القطاع.
وأورد أن الدورة الـ 16، التي ستنظم تحت شعار "المناخ والفلاحة من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود"، تندرج بعمق في السياق الراهن، المتسم بالأزمة المناخية والمتميزة على الخصوص، بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الموارد المائية، مما يدعو بشكل مستعجل إلى النهوض بالأنظمة الفلاحية المستدامة والقادرة على الصمود.
وأضاف أن نسخة 2024، التي تهدف أيضا إلى أن تكون موعدا للنقاش والتحسيس حول الموضوع المختار، ستسلط الضوء على المنظومة الفلاحية والاستراتيجية الفلاحية والابتكارات في القطاع والتكنولوجيات والممارسات الفضلى من أجل فلاحة أكثر قدرة على الصمود وأكثر استدامة واحتراما للبيئة.
ويعد الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب لسنة 2024، المنظم تحت الرعاية الملكية، موعدا مهما لمناقشة ورفع مستوى الوعي حول قضية تغير المناخ وتأثيره على القطاع الفلاحي. من خلال أقطابه الموضوعاتية الاثني عشر، سيسلط الملتقى الضوء على النظام البيئي الفلاحي والاستراتيجية الفلاحية والابتكارات في القطاع الفلاحي والتكنولوجيا والممارسات الجيدة من أجل فلاحة أكثر مرونة وأكثر استدامة وأكثر احتراما للبيئة.
وسيتم خلال الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب لسنة 2024 تنظيم سلسلة من الندوات واللقاءات والعروض حول الممارسات الفلاحية الجيدة والابتكارات التكنولوجية وغير ذلك. كما سيسمح للمشاركين باكتشاف ثروات الفلاحة المغربية والبلدان المشاركة، من خلال عروض وجلسات تذوق ولقاءات مع الفاعلين في القطاع.
من بين مستجدات هذه الدورة، توزيع جديد للفضاءات، سيمكن من تسليط الضوء على تنوع وثراء الفلاحة المغربية. ويجسد قطب الفلاحة الرقمية الجديد، التقاطع بين التكنولوجيا والفلاحة، بينما يستفيد قطب المنتجات المجالية من مساحة إضافية مهمة. بالإضافة إلى ذلك، من شأن اعتماد التذاكر الإلكترونية أن يسهل ولوج الزوار للمعرض، مما يعكس التزام الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب بالابتكار من أجل تحسين الخدمات المقدمة للزوار.
للإشارة ستعرف هذه الدورة مشاركة 70 دولة وتنظيم حوالي 40 ندوة واستقبال 1500 عارض وأزيد من 930 ألف زائر مرتقب.