مر حوالي شهر على انسحاب شركة "ألستوم" (المزود الرئيسي لـ "طرامواي" الدار البيضاء بالقاطرات والمشرف على عملية صيانتها) من تعاقدها مع شركة "كازا طرام" المفوض إليها مهمة تدبير الطرامواي. فهل استطاعت هذه الأخيرة تدبير ما بعد المرحلة الانتقالية بسلاسة، والتغلب على هاجس توفير الموارد البشرية لقسم الصيانة، وتأمين صيانة ومرور الطرامواي في أحسن الظروف؟
ياسين ابن مبارك، المدير التجاري والتسويق والتواصل لشركة "كازا طرام" أوضح لـ "أنفاس بريس" أن "أسباب فسخ العقد يرجع إلى اختلافات في تأويل بعض نصوص العقد بين كازا طرام وألستوم، من بينها اختلافات مادية، مما أدى إلى صعوبة استمرار تعاقد الشركتين وبالتالي فسخ التعاون بينهما. مضيفا أن "الشركة توصلت بقرار انسحاب ألستوم من هذا المشروع يوم 5 غشت 2014، وانطلاقا من 6 غشت أجرينا اجتماعات مع ألستوم لتدبير فترة انتقالية إلى غاية 31 غشت من هذه السنة، حتى يتم نقل أنشطة الصيانة إلى "كازاطرام". مشيرا إلى أن مديرية الصيانة بهذه الأخيرة تضم 12 فردا مكلفة ببعض مهام الصيانة والتنسيق مع ألستوم، علما أن هذه الأخيرة تشغل 80 فردا، وعندما انسحبت توقفوا بالتالي عن العمل. "لهذا تم إطلاق عملية تعيين الموارد البشرية لشغل هذه المناصب، وقمنا بإعطاء الأسبقية لهؤلاء لأنهم خبروا أنشطة صيانة الطرامواي منذ انطلاقه في 12 دجنبر 2012".
وأضاف ياسين بن مبارك قائلا: "وصلنا اليوم إلى تشغيل 65 فردا أي 80 في المائة من حاجياتنا من الموارد البشرية بقسم الصيانة، كانت سابقا بألستوم، وفي نهاية السنة سنصل إلى 100 في المائة. وأشير إلى أن تدخل فرق الصيانة الحالية لـ "كازا طرام" هو أسرع من ما كان عليه الوضع لدى ألستوم وبتقنية تجعلنا نطمئن على السير العادي لأنشطة ما بعد المرحلة الانتقالية وعلى مراقبة جولان الطرامواي في أحسن الظروف. ويجب التأكيد على أن وكالة النقل الحضري بباريسRATP كمساهم في "كازاطرام" إلى جانب صندوق الإيداع والتدبير بنسبة 50 في المائة لكل منهما، لا تستغل أنشطة النقل فقط بل يدخل ضمن أنشطتها عمليات الصيانة. وتشرف أيضا على التكوين من طرف خبراء وأطر متخصصين في الصيانة، كما أن المدير الحالي للصيانة في إطار العقد الذي يربطه مع وكالة النقل الباريسية يقوم بتكوين مدير مغربي سيشغل مكانه".