يسابق المغرب الزمن، ويبذل كل جهوده ليصبح أحد أكبر منتجي بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، حسب ما نشرته الصحيفة الكتارية "إيل ديا".
وقالت الصحيفة إن المغرب يواجه، في الوقت الحالي، صعوبة في توريد جميع المعادن اللازمة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية بسبب خطة إزالة الكربون الطموحة التي فرضها الاتحاد الأوروبي، وهي مشكلة، يقول المصدر نفسه، تعتزم الرباط حلها بطريقتين: أولا، على المدى القصير والمتوسط، وذلك بإطلاق مشاريع تعدينية كبيرة تعقد من أجلها تحالفات مع بعض الشركات العملاقة في القطاع؛ وثانيا، على المدى الطويل، باستغلال الموارد المعدنية الهائلة التي تقع في قاع البحر جنوب غرب جزر الكناري.
وأكدت "إيل ديا" أن الموارد المقصودة هي سبب النزاع بين المغرب وإسبانيا حول السيادة على المياه. مضيفة المغرب لن يتخلى عن جهوده الرامية إلى المشاركة في استغلال مناجم الجبال البحرية القريبة من جزر الكناري في المستقبل. بل إن الرباط اتخدت "خطوات أكبر بشكل متزايد نحو هدف أن تصبح مصدرًا للبطاريات التي يأمل في المستقبل تصنيعها باستخدام المعادن الموجودة تحت الماء بالقرب من الأرخبيل، ثم بيعها إلى أوروبا، وبالتالي إلى الأرخبيل".
وأوردت الصحيفة أن شركة LG Chem الكيماوية (مقرها سيول، وهي التي تقوم بتصنيع وتوريد البطاريات لعلامات تجارية مثل فورد وشفروليه ورينو)، أنها ستقوم، بالتحالف مع شركة يوشان الصينية، وهي شركة تابعة لشركة هوايو العملاقة، ببناء مصنع ضخم لإنتاج البطاريات في المملكة المغربية. وتابعت أنه من المقرر أن يتم تشغيل هذا المصنع عام 2026، أي بعد أقل من عامين، كما من المتوقع أن ينتج حوالي 50 ألف طن سنويًا من مواد الليثيوم والفوسفات وكاثودات الحديد، وهو حجم كافٍ لتشغيل حوالي نصف مليون سيارة كهربائية.
ونقلت الصحيفة الكنارية أن الشركة الكورية المتخصصة سينمو الطلب على بطارياتها بشكل تدريجي في السنوات القادمة، خاصة أن البطاريات هي أغلى مكونات السيارات الكهربائية، لدرجة أنها تمثل 40% من التكلفة الإجمالية. بل ستعمل الشركة نفسها على الترويج لمنشأة لتحويل الليثيوم على الأراضي المغربية أيضا، وهو مصنع سيبدأ تشغيل المحركات في عام 2025، وهذا من شأنه أن يولد حوالي 52 ألف طن من هذا الليثيوم سنويا. وهو إنتاج من شأنه أن يسمح للرباط بأن تكون في الطليعة العالمية لهذه الصناعة وتغطي، إذا جاز التعبير، السنوات المتبقية إلى حين استخراج واستغلال المعادن التي توجد تحت الماء في جنوب غرب جزر الكناري، حيث رواسب الليثيوم والتيلوريوم، من الكوبالت والفاناديوم والنيكل، تبدو هائلة.
وأكدت "إيل ديا" أن مشروع "LG Chem" و"Huayou" ليس هو المشروع الوحيد الذي يتم تنفيذه في المغرب، بل إن شركة "Gotion High Tech" التي تعد إحدى أكبر الشركات الصينية المصنعة للبطاريات في العالم، وقعت بالفعل مذكرة تفاهم مع السلطات المغربية بهدف بناء أحد أكبر المصانع على هذا الكوكب لهذا المكون الكهربائي. وتصل ميزانية هذا المشروع حوالي 6000 مليون يورو. لكنه يظل مبلغا صغيرا مقارنة بمبلغ 20 مليار دولار (18 مليار يورو) المتوقع أن يحشد لتشييد البنية التحتية الكلية لشركتي إل جي شيم ويوشان هوايو، أي ذلك المصنع الكبير الذي سيتم بناؤه في منطقة العيون الساقية الحمراء.