الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

صفعة جديدة يتلقاها الرئيس الفرنسي علي يد خليلته التي عرته في كتاب

صفعة جديدة يتلقاها الرئيس الفرنسي علي يد خليلته التي عرته في كتاب

صدر، يومه الخميس، بفرنسا الكتاب الجديد  لفاليري تريرفيلر، نزيلة قصر الإليزي السابقة، المسمى "شكرا لهذه اللحظة" ( Merci pour ce moment )، والمخصص للفترة التي قضتها مع  الرئيس فرانسوا هولاند كسيدة فرنسا الأولى ( 18 شهرا)، ضمن علاقة معه عمرت تسع سنوات، وانتهت رسميا، في 25 يناير الماضي، إثر انكشاف العلاقة الغرامية السرية بين الرئيس والممثلة جولي غاييي.

صدور الكتاب (320 صفحة) لم يكن مفاجئا للرأي العام الفرنسي، بالنظر إلى تصريحات سابقة لفاليري تفيد اعتزامها الحديث عن تلك الرفقة الخاصة. لكن عنصر المفاجأة كان هو الطابع السري الذي أحاط بعملية الكتابة وظروف الطبع. وتعميقا لهذا الطابع، اختارت المؤلفة إحدى دور النشر المستقلة بألمانيا " Les Arènes "، بعيدا عن آليات الرصد الإعلامي، أو عن كل إمكانية محتملة لمنع الصدور، أو التشويش على تداوله. مثلما اختارت أن تخص حصريا مجلة "باري ماتش"، حيث تعمل هي، بمقاطع من الكتاب نشرتها المجلة أمس الأربعاء. وحسب الصحفية التي قرأت الكتاب وتكلفت بتقديمه للقراء، فهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها سيدة فرنسا الأولى لتقدم روايتها الخاصة لتاريخ العلاقة بين العاشقين، ولترسم بروفيلا لهولند الذي صار "شخصا آخر"، ولا علاقة له بالرئيس الذي يظهر رسميا مبتسما ومحبا للمزاح. كما فوجئت به لا يريد حضورها داخل الحياة السياسية الرسمية، ولذلك لاحظت أنه كان كلما حقق نجاحا ما صار بعيدا عنها. الأكثر من ذلك إشارتها إلى افتقادها داخل قصر الإليزي إلى تلك الحميمية المفترض قيامها بين عاشقين، فحتى الحمام صار مكانا لاجتماعات الرئيس ومستشاريه وأعوانه. بل إن فاليري تصرح باستغراب أنها فوجئت مرة بأحد وزراء وأعوان هولاند  يخبرها بوجوب أن تطلب منه الإذن كلما رغبت في قضاء أمسية مع الرئيس.

يركز الكتاب، كما هو واضح من المقاطع التي نشرتها "باري ماتش"، وكما أكدت ذلك قارئته الأولى، على تفاصيل العلاقة الشخصية الصرفة، ولا يتطرق  إطلاقا لأي جانب من قضايا تسيير الدولة، أو ما يهم علاقات فرنسا بالعالم. في هذا الإطار، تروي فاليري مثلا كيف تلقت لأول مرة خبر علاقة هولند-غاييي. بمجرد سماعها الخبر صباحا، حتى تعرضت للانهيار. توجهت إلى الحمام بحثا عن أقراص مهدئة. حاول هولاند ثنيها عن ذلك دون جدوى. ابتلعت ما أمكنها لأنها كانت تريد أن تنام، أن تهرب من الواقع وتتفادى عيش اللحظات القادمة. كما روت في مقاطع أخرى جانبا من علاقتها المتوترة بسيغولين روايال، رفيقة هولاند الأولى وأم أبنائه، ووزيرة  البيئة في الحكومة الحالية، وجوانب مختلفة من  نمط حياة هذا الثنائي اليومية، حيث تحول الحب إلى إبعاد، وإلى برودة وجفاء. مرة سألها هولاند، وهي تتهيأ للخروج معه في إحدى المناسبات "أن تكوني على هذا الجمال، فذلك يتطلب منك وقتا؟". ثم أضاف "على كل هذا كل ما هو مطلوب منك".

مجمل القول: فاليري  ترد الصفعة إلى هولاند. وهو ما اعتبرته بعض ردود الأفعال السريعة مجرد "انتقام شخصي من امرأة جريحة"، في حين يرى البعض الآخر أن من المؤكد أن الكتاب سيسيء لصورة الرئيس الفرنسي المتراجعة شعبيته، خاصة بعد التصدع الأخير الذي عرفه البيت الاشتراكي إثر إعلان وزيري الاقتصاد والتربية الوطنية عن رفضهما للتوجهات الاقتصادية الحالية للرئيس، ما أدى إلى انفراط العقد الحكومي، وإلى تشكيل حكومة جديدة.