تفكّك خديجة أروهال عضو المكتب السياسي لحزب التّقدم والاشتراكية وعضو فريقها البرلماني بمجلس النواب طبيعة الاحتفاء والاحتفاء الذي ينبغي أن تباشره الحكومة الحالية التي يقودها الأمازيغي عزيز أخنوش".
وتنبه أروهال، المعروفة بدفاعها المستميت على الأمازيغية، في حوار مع "أنفاس بريس"، إلى أن إنصاف اللغة الأمازيغية تستلزم من حكومة عزيز أخنوش إنصاف المناطق الأمازيغية وتنميتها وتحسين ظروف عيشها، لا الاهتمام بالحرف الأمازيغي والاحتفال كل سنة، لأن الاحتفاء دأب إيمازيغن لعقود وسنوات خلت".
وفي ما يلي نص الحوار:
وتنبه أروهال، المعروفة بدفاعها المستميت على الأمازيغية، في حوار مع "أنفاس بريس"، إلى أن إنصاف اللغة الأمازيغية تستلزم من حكومة عزيز أخنوش إنصاف المناطق الأمازيغية وتنميتها وتحسين ظروف عيشها، لا الاهتمام بالحرف الأمازيغي والاحتفال كل سنة، لأن الاحتفاء دأب إيمازيغن لعقود وسنوات خلت".
وفي ما يلي نص الحوار:
مع قرب يوم 14 يناير 2024، ما رمزية الاحتفال ب"إيض ينّاير" لأول مرّة في تاريخ المغرب عطلة رسمية مؤدى عنها وعيدا وطنيا؟
أظن أن الإجابة التي سأدلي بها لن تختلف عن إجابة أيّ مناضلة أو مناضل أمازيغي ناضلا من أجل هذا المكسب منذ عقود. وهو ما يعني أنّ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية اليوم برسميتها وبجعلها عطلة رسمية مؤدى عنها و عيدا وطنيا لا يمكن إلا أن يكون مفخرة وتاجا على رؤوس جميع المناضلين الصّامدين الذي ناضلوا من أجل هذا المكسب منذ عقود كما قلت.
وهو ما يعني أيضا أن هذا المكسب الذي رغم أنه اليوم يتم فقط رسميا لأنه من ذي قبل كانت الجمعيات الأمازيغية والمناضلون يحتفلون به رغم عدم رسميّته فيرسّمونه من خلال احتفالاتهم في جميع ربوع المملكة وخارج المملكة. لكن اليوم سنحتفل به كعيد وطني بعد البلاغ الملكي الذي جاء ليقرّه عيدا وطنيا.
هذا المكسب لا يمكن إلا أن يكون فخرا لكل مناضلة ومناضل، وأن يكون مفخرة للوطن وتقديرا لكل المجهودات. وهنا أودّ أن أشكر صاحب الجلالة الملك محمد السّادس على الالتفاتة الحقيقية التي جاء بها ليعترف رسميا بهذا العيد، وأن أشكره على أنه الحامي الحقيقي لهذه الهوية وللأمازيغية كافة، لأن كل المكتسبات التي جاءت اليوم والتي نراها على أرض المغرب جاءت من قبل الملك منذ خطاب أجدير الى تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية واليوم يصل صداه أيضا إلى التعليم، وإلى ترسيمه عيدا وطنيا.
يمكن القول أن صاحب الجلالة المتجاوب الوحيد مع هذه القضية التي لم تكن في يد جميع الحكومات، رغم أن مجموعة من الأحزاب ومن ضمنها حزبنا "التقدم والاشتراكية"، كان أول حزب يعترف بحرف تيفيناغ ويدوّنه بجريدته "البيان" منذ السبعينات، ويعترف أيضا بهذه الهوية وبهذه القضية، وهي من بين مبادئه ومطالبه دائما.
ما أريد التأكيد عليه وأعتبره إنجازا حقيقيا وتصالحا حقيقيا مع جذور هذا الوطن وإعادة الاعتبار أفرحت وأثلجت صدر كل من هو أمازيغي، وكل من يفتخر بروافده الأمازيغية على هذه الأرض الطيّبة.
بعد مرور ستين على تبني الحكومة الحالية التي يقودها أمازيغي، وسط وعوده بالاهتمام باللغة الأمازيغية، كيف تقيمون ما باشرته حكومة أخنوش من أجل الأمازيغية وتنميتها؟
أظن أن هذه الحكومة لم تتعامل بتاتا بالجدّية مع ملف الأمازيغية رغم ترسيمها، ورغم أنها رسمت في دستور 2011 كلغة رسمية، ورغم أن صاحب الجلالة يبادر دائما بالتّفاعل معها إيجابيا، إلا أن الحكومة تسير بخطى بطيئة جدّا إن لم أقل أنّ هناك تراجعات خطيرة، خصوصا تعليم اللغة الأمازيغية إلى اليوم، حيث لم نشهد اليوم تعميم اللّغة الأمازيغية في المدارس العمومية كما جاءت به مخططات كثيرة عرقلت تعليم اللغة الامازيغية. كما رصدنا تراجع الدراسات الأمازيغية المتواجدة في بعض الجامعات المغربية، حتى الكثير من خريجي الدراسات الأمازيغية اليوم يعانون البطالة ويحرمون من اجتياز مباريات التوظيف في التعليم لأسباب عدّة، وحتى من يّدرسون الأمازيغية اليوم داخل المدارس العمومية المغربية يشكون الإقصاء والتّهميش ويواجهون الكثير من العراقيل والمتاريس، حيث يسدّ بهم الخصاص في العديد من المدارس.
أظن أن هذه الحكومة لم تتعامل بتاتا بالجدّية مع ملف الأمازيغية رغم ترسيمها، ورغم أنها رسمت في دستور 2011 كلغة رسمية، ورغم أن صاحب الجلالة يبادر دائما بالتّفاعل معها إيجابيا، إلا أن الحكومة تسير بخطى بطيئة جدّا إن لم أقل أنّ هناك تراجعات خطيرة، خصوصا تعليم اللغة الأمازيغية إلى اليوم، حيث لم نشهد اليوم تعميم اللّغة الأمازيغية في المدارس العمومية كما جاءت به مخططات كثيرة عرقلت تعليم اللغة الامازيغية. كما رصدنا تراجع الدراسات الأمازيغية المتواجدة في بعض الجامعات المغربية، حتى الكثير من خريجي الدراسات الأمازيغية اليوم يعانون البطالة ويحرمون من اجتياز مباريات التوظيف في التعليم لأسباب عدّة، وحتى من يّدرسون الأمازيغية اليوم داخل المدارس العمومية المغربية يشكون الإقصاء والتّهميش ويواجهون الكثير من العراقيل والمتاريس، حيث يسدّ بهم الخصاص في العديد من المدارس.
طبعا، هناك عوائق كثيرة تبرهن على أن هذه الحكومة تتعامل باستهتار مع الأمازيغية اليوم مع أن صاحب الجلالة رسّمها، إلاّ أنّنا نشهد أن تمّت تراجعا كبيرا. فكيف أن الحكومة الحالية خصّصت صندوقا ورصدت له خمسة ملايير درهم لتنمية هذه اللغة، غير أنها لم تصرف سوى 49 مليون درهم من أجل ذلك. هذا الرقم الهزيل أبان على أن هذه الحكومة ليست لها الإرادة الحقيقية في المضي قدما في ورش تنمية الأمازيغية وجعل المكتسبات الأخرى أكبر لصالحها .
صندوق اليوم لم تأخذ منه سوى بعض الملايين من الدراهم والتي خصصت لشقّ الرّقمنة التي لا أظن أنها ستنمّي الأمازيغية كنمط عيش. ما نرصده اليوم هو أنّ الحكومة ترى الأمازيغية كلغة فقط، ونحن نراها كنمط عيش.
هذه الأمازيغية مادامت مناطق المغاربة الناطقين باللّغة الأمازيغية لم تصلها التنمية اليوم، ومادام هناك انعدام في العدالة المجالية، ومادام هناك انعدام في تكافؤ الفرص سواء في الدعم المخصص للأعمال الأمازيغية وإنتاجاتها وتلفزتها وإعلامها ، وفي تنمية مناطقها. فلا يمكن أن نقول أن هناك إنجازات اليوم هناك تراجعات حقيقية، نتمنى صادقين أن تستدركها الحكومة، خصوصا أنها ستحتفل بهذا العيد يوم 13 يناير الجاري باحتفالات كبيرة كما يقولون إلا أننا اليوم الاحتفال ليس هو ما ينقصنا ، فإيمازيغن يحتفلون كلّ سنة، والحكومة مطالبة بعكس إرادتها في مشاريع حقيقية تنمّي هذه المناطق وتردّ الاعتبار للمكوّن الأمازيغي في جميع المجالات: ثقافية واقتصادية وتنموية..
بعد القرار الرّسمي ب،"إض ينّاير" ما المطلوب من الحكومة فعله لتدرس التأخر من إجل إنصاف الأمازيغية وأهلها "إيمازيغن"؟
أظن أن الإقرار الرّسمي أو رسمية هذه السنة كما قلت سابقا يعد مكتسبا لكن نتمنى من الدولة أو من الحكومة تفعيل ورش وتفعيل القانون التنظيمي للأمازيغية وتنزيله وتطبيقه، وتخصيص ميزانيات مهمة من أجله، لأن الأمازيغية اليوم إذا أردنا تفعيلها يجب أن نخصص لها ميزانية تتماشى مع متطلبات هذا المكون الكبير و العريق.
نتمنى من الدولة أن تكون التفاتتها التفاتة حقيقية، وأن لا تقتصر فقط على الاعتراف بالحرف الأمازيغي وبالاحتفال الأمازيغي.