الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد نورالدين: حول التوافق الذي توصل إليه أعضاء اللجنة المشتركة الليبية (6+6) بمدينة بوزنيقة..

أحمد نورالدين: حول التوافق الذي توصل إليه أعضاء اللجنة المشتركة الليبية (6+6) بمدينة بوزنيقة.. احمد نور الدين
توصل أعضاء اللجنة المشتركة الليبية (6+6) بمدينة بوزنيقة، يوم الأربعاء يونيو 2023، إلى توافق بشأن القوانين المنظمة للانتخابات التشريعية والبرلمانية، وهي اعتقد خطوة مهمة في الطريق الصحيح لإنهاء حالة الانقسام وعدم الإستقرار التي تعيشها ليبيا، ولا يمكن إلا أن نهنىء الفرقاء الليبيين على التوصل إلى هذا الإتفاق، ونهنىء أنفسنا ايضا في المغرب الذي اصبح بحق بلد التوافقات الليبية، ففيه تم توقيع الاتفاق السياسي بالصخيرات 2015 واتفاق بوزنيقة 2020 بخصوص المناصب السيادية، والإتفاق بين رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية، خالد المشري في أكتوبر 2022 على تنفيذ مخرجات مسار بوزنيقة المتعلق بالمناصب السيادية وتوحيد السلطة التنفيذية. ثم هذا الإتفاق -بوزنيقة 2023 - بخصوص القوانين الإنتخابية.
 
وهذا النجاح راجع إلى ثقة الأطراف الليبية في المملكة المغربية ودورها البناء وعدم اصطفافها مع طرف ضد الآخر. وراجع ايضا إلى حرص العاهل المغربي شخصيا على مسار المصالحة وعلى سيادة ليبيا ووحدتها وأمنها.
ولكن الوصول إلى الإتفاق شيء وتنفيذ مضامينه شيء آخر، فقد سبق وأن تم الإتفاق على تنظيم الإنتخابات وتم تحديد موعد 24 دجنبر 2021 لإجرائها، ولكن اجهضت في آخر لحظة بتدخل اليد الخفية. لذلك تبقى الإرادة السياسية وصدق النوايا لدى الأطراف الليبية أولا، وكف الدول الأجنبيةوالإقليمية عن صب الزيت على النار في الأزمة الليبية ثانيا، هما الضمانتان الأساسيتان للخروج من النفق.وتنظيم الإنتخابات هو الطريق السريع للخروج من الأزمة المتشعبة في ليبيا والتي زاد من تعقيدها تدخل أطراف دولية واقليمية لها مصالح متضاربة تمنع من وصول الفرقاء الليبيين إلى توافق.
وأهمية تنظيم الإنتخابات تكمن في إنهاء الإنقسام بين مؤسسات الدولة وانهاء تعدد الشرعيات، وبالتالي استعادة وحدة الدولة ووحدة شرعيتها التي هي موزعة في الوضع الراهن ين شرق البلاد وغربها.
 
وكلما قل التدخل الخارجي كلما زادت حظوظ النجاح في الوصول إلى الحل الأنسب، ولذلك يحرص المغرب على احتضان هذه اللقاءات لتوفير المناخ الأخوي بعيدا عن العراقيل والضغوط الأجنبية. فالمغرب ليس منحازا لطرف ليبي ضد آخر، وإنما هو منحاز لمصلحة الشعب الليبي التي تمر حتما عبر المصالحة بين أبناء ليبيا. ومصلحة المغرب الوحيدة تكمن في استقرار ليبيا واستعادتها لوحدتها وامنها واستقرارها، لان استقرار ليبيا هو دعامة لإستقرار المغرب والمنطقة المغاربية كلها.
أحمد نورالدين.. خبير العلاقات الدولية