تفتقد الجالية المغربية المقيمة بالخارج أجواء شهر رمضان رغم ما تبذله من مجهودات لخلقها بالإمكانيات المتوفرة ببلدان إقامتها، ولعل مغاربة إيطاليا من بين المغتربين الأكثر حظا، لكثرة عددهم خاصة في بعض مدن إيطاليا والتزامهم ببعض الطقوس الرمضانية كإقامة صلاة التراويح وتنظيم موائد الإفطار الجماعي، وكذا لتوفر المنتجات الأكثر استهلاكا في هذا الشهر من تمور وحلويات مغربية ومكونات الأطباق الرمضانية المغربية.
وهو ما أكده المهاجر المغربي يحيى، المقيم بمدينة ميلانو الإيطالية، في تصريح صحافي ل "أنفاس بريس"، مشيرا إلى حرص الجالية المغربية المقيمة بالديار الإيطالية على تعليم الأطفال أصول الدين الإسلامي وتحبيبهم وتحفيزهم للقيام بالعبادات من قبيل الصلاة والصوم، إلا أن هذا الأخير قد يضعهم مرات عدة في مواجهة مع السلطات الإيطالية، الرافضة لفكرة تدريب الأطفال على الصيام، معتبرة أن فيه تعذيب للطفل.
وأوضح المتحدث ذاته أن الأسر المسلمة بايطاليا، بما فيها الأسر المغربية، تواجه مشكلة كبيرة بسبب تدخل السلطات في حياتهم وفي تربيتهم لأطفالهم، خاصة فيما يتعلق بمسألة تدريبهم على الصيام، إذ غالبا ما ينتظرون عطلة نهاية الأسبوع للقيام بذلك بسرية تامة، إذ يطالبون أطفالهم بإخفاء الأمر عن زملائهم بالمدرسة لكي لا يصل الأمر إلى مسامع إدارة المؤسسة، لتفادي عرض فلذات كبدهم على المساعدين الاجتماعيين، الذين غالبا ما يهولون الأمر ويفتعلون مشاكل، الأسر في غنى عنها.