محمد عبد الله الكوا إنها رواية نسائية بامتياز، ذلك أن جل سردها يروي عن ورطات نسائية، أو ما يرتبط بحياة المرأة العربية من مخاطر مجتمعية محدقة بحياتها، وأولها العنف الجنسي الذي كان بطل الرواية (صطوف) منتوجه غير الشرعي، إذ يقتحم نجار منزل صاحبه ليلا مستغلا غيابه لأيام، ويغتصب المرأة التي قاومت بكل ما أوتيت عنف النجار وما لبثت أن .. استسلمت ، فلا هي استطاعت ان تبوح بما وقع ،ولا هي أفلتت من الحمل المحقق رغم كل ما فعلت من حركات ومحاولات لإسقاط ما تأكدت أنه جنين ...وعند الولادة تكره المولود وتبعده حتى عن الرضاعة، وهو الذي ولد مختلفا وحاملا لتشوه على مستوى الوجه كوحم كبير ، ويعيش مهمشا من بين اخوته من أمه ...معاناة ستصحبه في الدراسة ،وفي المناسبات وحتى لما أراد الزواج كبيرا، لم يكن سوى مستغلا من أب كان يضاجع ابنته عنفا، زنى المحارم ، فيزوجه ابنته التي تفر بعد ان كانت مسجونة في قعر الدار، مستغلة حرية الزوجية التي لم تعرف منها حتى سنة الدخلة التي تعلن الزواج الفعلي .. وحتى لما اشتغل (صطوف) في مستشفى حارسا على ثلاجات الموتى، صادف امرأة تقاسمت معه حبه للقراءة والقصص والروايات، وكانت تأمل بالزواج منه لضعف جمالها وتشوه خلقته ولأنها تكبره سنا ...ولكن في آخر لحظة يتزوجها غيره فيمرض في حياته التي عاشها رجولة بلا حظ مع النساء ويختم الأمر بطرده من عمله المتواضع، على إثر اكتشاف رؤسائه مضاجعته لميتة قبل أن يدخلها مكانها في برادة الأموات ...
نهاية مأساوية، لابن لقيط ونساء عانين في مجتمع المتناقضات ...
هكذا هم سوداويو الحياة!!
