الاثنين 6 مايو 2024
كتاب الرأي

يونس الثايب: أنيروا الطريق لا للتنمر

يونس الثايب: أنيروا الطريق لا للتنمر يونس الثايب
هنالك دروس كثيرة يجب أن نستخلصها من تجربة المنتخب الوطني في المونديال، سواء من سلوك المدرب وليد الركراكي، وما يقوله ويدافع عنه من قناعات، أو من طرف جميع اللاعبين بما تميزوا به من وحدة صف وأخوة و تضامن، وسلوكات إنسانية وعطاءات دون حساب فوق الميدان رغم الإصابات والأعطاب.
ستكون لي فرصة لأعود لمناقشة كل درس من تلك الدروس، بشكل هادئ وفي الوقت المناسب. لكن، هنالك درس لا يحتمل الانتظار و اسمحوا لي أن أذكره هنا لعل البعض ينتبهوا إليه، اليوم قبل الغد :
- نحن مطالبين بكثير من التواضع في المواقف التي نعبر عنها في تقييمنا للآخر/الآخرين. ومطالبين بكثير من الرحمة والتسامح في التعاطي مع ما نعتبره "أخطاء" يرتكبها أو يسقط فيها ذلك "الآخر". و حين نسمح لأنفسنا بالانتقاد، فليكن ذلك بموضوعية و حياد و أدب، بعيدا عن السفاهة في الكلام، والتسفيه و التحطيم النفسي للآخرين.
مناسبة هذا الحديث هو ما قرأته من تدوينات و تعليقات تحمل تنمرا مشينا من عدد من "الفوهاما" في حق اللاعب وليد شديرة، على إثر آدائه في مباراة أمس أمام البرتغال و كذلك مباراة إسبانيا.

أكيد أن انتقاد وليد شديرة، من الناحية التقنية جائز، وأنا شخصيا انفعلت كثيرا بسبب تضييعه لفرص حقيقية، لكنني أثق في المدرب الوطني و أعتبر أنه اختار أنسب تغيير يراه في تلك اللحظة من المباراة، بناء على ما لديه من لاعبين ومستوى جاهزيتهم.
أما التنمر على شديرة بكلام خاوي وقاسي ومسيء للاعب، فهو غير مفيد تقنيا، وأخلاقيا هو سقطة غير مقبولة في هذا الظرف. وأخشى أن يكون ذلك دليلا على أن رصيد القسوة و "قلة الرحمة" الذي تحمله أنفسنا و سلوكاتنا المجتمعية، كبير جدا و يتجاوز "جرعة الفرح" التي نعيشها وهذا أمر خطير يستدعي العلاج السريع.

للأسف، في كثير من الحالات، وفي كل المجالات، ما كاين غير "و يا ويل اللي طاح للأرض ... لأن الجناوا واجدين و ماضيين ...!!!".

- ألم نستفد الدرس من الحملة التي أقامها "الحياحة" على يوسف النصيري بسبب تراجع مستواه؟؟ 
- ألم نستفد الدرس من الحملة الظالمة التي أقامها "المرايقية" على حكيم زياش وطعنوا في وطنيته بلا حشمة بلا حياء ؟
- ماذا لو استمع وليد الركراكي لما كان هؤلاء يقولونه ولم يقم بإستدعاء زياش والنصيري إلى كأس العالم؟ كيف يا ترى كان الحال سيكون الآن ؟
- كيف يقول البعض أنهم يثقون في الركراكي، وفي نفس الوقت يجيزون لأنفسهم الحكم على أحقية شديرة في اللعب، بالنيابة عن المدرب الوطني؟ 
للأسف، منذ يوم أمس، بل منذ مباراة إسبانيا، نفس أولائك "الحياحة" و "المرايقية"، يتلونون و هم نازلين وطنية و تنويه بالمنتخب و بالمدرب (الذي حاربوه!!!) ، بشكل يؤكد تفاهة ما يحمله هؤلاء من قيم تدور على ذواتهم و على "الطمع/المرقة". 
دروس المونديال المغربي في قطر2022  كثيرة، و منها أن لا نصمت أمام العبث والقسوة الظالمة، خاصة ونحن في سياق يصنع التاريخ عناصر الفريق الوطني المغربي، ويعلون راية المغرب في كل دول العالم، و لا معنى لأن يأتي البعض "بوجههم القاصح" ليمارسوا التنمر على خلق الله و"يقهقهون" و كأنهم يريدون أن يستمر التطبيع مع سوء السلوك. لا... لا للتطبيع مع الرداءة !!!
رجاء لا تغلقوا الأبواب نهائيا، واتركوا دائما للناس مساحات للعودة والتصحيح. ولا تلعنوا المستقبل N'insultez pas l'avenir ، لأنه قد ياتي بأمور كثيرة قادرة على أن تفاجئ انفعالاتنا السلبية واندفاعاتنا المتسرعة.