الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

وحيد مبارك: 10 دجنبر .. "اليوم العالمي" للحق في الحلم والفرح

وحيد مبارك: 10 دجنبر .. "اليوم العالمي" للحق في الحلم والفرح وحيد مبارك

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ذكّر المنتخب الوطني لكرة القدم العالم بأسره، كيف أنه من حقّنا أن نحلم وأن نفرح، وكيف أننا نتوفر على القدرة لكي نقارع الكبار وننتصر عليهم، وكيف يمكن أن نكون أندادا للأقوياء، لأننا نحن أيضا نمتلك القوة، ونتسلح باليقين، ولنا كل الثقة و"النيّة" في إمكانياتنا وطموحنا المشروع، وهي الوصفة التي جعلتنا نتواجد في المربع الذهبي في حدث المونديال.

 

في هذا اليوم برمزيته ودلالاته الحقوقية انتصر المغرب وارتقى في ترتيب سبورة الفوز، ضدا عن الإحصائيات ومنطق الرياضيات، مكذبا ما تم تداوله من خوارزميات، محققا حلم العرب والأفارقة وكل الحالمين والرومانسيين، معلنا عن مواصلة مسيرة الانتصارات، بعد أن أطاح مرة أخرى بمنتخب ليس بالهيّن ينضاف إلى قائمة من ذاقوا الهزيمة الكروية على أيدي أسود الأطلس من المنتخبات، مسجلا بمداد من الفخر، للتاريخ وللمستقبل، من خلال الانتقال إلى المحطة المقبلة إنجازا غير مسبوق للمنتخبات الإفريقية والعربية في مسار ومحطات كل المونديالات.

 

اليوم العالمي لحقوق الإنسان كان يوما عالميا للفرح، في المغرب وعبر العالم، ففيه خرج المغاربة وخرجت معه شعوب عربية وإفريقية إلى جانب أفراد الجالية المغربية في أوروبا وأمريكا وغيرهما، للتعبير عن الفرح والسعادة، وللتنويه بالمنتخب البطل الذي جاء متسلحا بالأمل وآمن بحلمه فحقّق أكثر مما كان منتظرا ومرجوا، وجعل الجميع يحلمون بأن يكون التتويج مغربيا، عربيا، إفريقيا، ما دام الكلّ؛ ممن لا يؤمنون بالاستعلاء؛ يتفقون ويجمعون، بكل اللغات وباختلاف اللهجات ومن كل الوجهات، على أن المستحيل ليس مغربيا.

 

نعم في هذا اليوم وما بعده، لنا الحق في الحلم وفي ترجمته وتحقيقه على أرض الواقع، وفي الفرح. لنا كل الحق في أن نفتخر بوطننا، بمنتخبنا، بشعبنا، وبعلمنا الوطني الذي يرفرف عاليا خفّاقا ويتوشّح به الصغير والكبير، الغني والفقير، يجمعهم فخر الانتماء لوطن سجّل بالأمس ويدوّن اليوم أيضا، الملاحم تلو الأخرى، ولنا كل الحق في أن نعتز بكمّ ومنسوب الحب الذي يسكن أفئدتنا وحجم الأمل الممتد الذي في أعيننا، ونحن نهتف جميعا "سير سير سير" نحو الحلم الذي حلمناه وصوب الفرح الذي أردناه.

 

انطلاقا من اليوم، يحقّ لغيرنا أن يحلم بملحمة مماثلة، فقد منحنا الجميع الأمل وزرعنا في قلوبهم الثقة، وأكدنا لهم أن المستحيل ليس مغربيا، ويحقّ للعرب وللأفارقة أن يرتووا ويشربوا من كأس الفرح الذي تقاسمناه جميعا في قطر. يقول تولستوي " السعادة أن يكون لديك ثلاثة أشياء: شيء تعمله، وشيء تحبه، وشيء تطمح إليه"، وأسودنا بقيادة الناخب الوطني وليد الركراكي توفرت لديهم هاته المفاتيح الثلاثة، فقد جاؤوا للمونديال لكي يعملوا شيئا مشتركا، وهو لعب كرة القدم بكل شغف في محطة عالمية، ويحملون معهم ما يحبونه في قلوبهم، وهو الوطن بكافة تفاصيله، ويسعون لتحقيق طموح تشريفه وتمثيل العرب والأفارقة من خلال التوقيع على إنجازات وانتصارات غير مسبوقة في السابق من النسخ والتظاهرات.

 

اليوم، وصل المنتخب الوطني المغربي لنصف نهاية المونديال، للمربع الذهبي، لكي يقول للجميع ومعهم برنارد شو "لست كالذين يرون الأشياء كما هي ويتساءل لماذا"، فأنا جئت إلى قطر "وأنا أحلم بأشياء لم تكن أبدا، لكن أتساءل لما لا"، وها أنا انتقلت من الشك والسؤال إلى اليقين والاحتفال، وينتقل لمخاطبة درويش بكل فخر واعتزاز قائلا ها أنذا "أقف على ناصية الحلم وأقاتل"، ثم ليؤكد لبابلو كويلو بأنه "لن يتوقف عن الحلم" أبدا وبأنه عبّد الطريق أمام كل الأجيال القادمة لكي تحلم وتؤمن بأحلامها وأن تبذل ما في وسعها لكي تنتصر ولتفرح، ولترفع علم المغرب خفّاقا في كل المحافل والمناسبات.