الثلاثاء 23 إبريل 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: قمة الجزائر.. قمة لتفريق الشمل

خليل البخاري: قمة الجزائر.. قمة لتفريق الشمل خليل البخاري
أن توقيت انعقاد القمة العربية بالجزائر مسألة مهمة ومناسبة لأنها تأتي في سياق صعب: الأزمات السياسية الداخلية  في عديد من البلدان كالسودان، ليبيا، لبنان، اليمن، العراق، الصومال، اتيوبيا، سوريا اضافة إلى الهجمات اليومية على القضية الفلسطينية والأزمات الدولية الطاقية والغذائية والأمنية والبيئية.. والوضع العالمي المضطرب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. كلها تحديات وظروف عالمية قاسية، تستوجب مضاعفة الجهود لانجاح قمة الجزائر وذلك من خلال لم شمل الفصائل الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية وتجاوز الخلافات بين الدول العربية.

أن نجاح القمة العربية بالجزائر مرهون بالقاعدة العرب وبارادتهم في القدرة على اتخاد مواقف موحدة نحو وحدة الصف العربي، ومنع التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية البلدان العربية والسعي إلى لم الشمل لمنع الانقسام  والخلاف.

من وجهة نظري، أرى بأن قمة الجزائر ينبغي أن تكون بداية حقيقية للعمل الموحد والمشاركة ولبناء تكثل اقتصادي عربي قوي  خلال المرحلة القادمة عبر تبادل الخبرات  وسياسات التكامل الاقتصادي  وتبني سياسة التبادل الحر التي سبق أن أعلن عنها عاهل البلاد الملك محمد السادس سنة 2001 خلال اعلان أكادير..
 
أن البلدان العربية تمتلك امكانات غنية وطاقة أحفورية ومتجددة وموارد طبيعية متنوعة  ومؤهلات بشرية، ما يمكنها من تشكيل تكامل اقتصادي حقيقي وتعزيز العمل المشترك المنشود والمأمول.

ما أحوجنا الى نموذج لتكامل اقتصادي عربي
أن اتخاد شعار قمة لم الشمل غير صحيح. لماذا؟ 
أولا: تغيب عديد من قادة الدول العربية: السعودية، لبنان، الاردن، المغرب، الكويت، الامارات.. وهذا يطرح سؤالا عريضا: هل ستنجح القمة العربية في تحقيق أهدافها في غياب تلث أعضائها؟
ثانيا: خروج الجزائر عن ضوابط العمل السياسي والأخلاقي. فقد تعمد حكام الجزائر بتر الصحراء المغربية من خريطة المغرب والمعترف بها من لدن محكمة العدل الدولية وباقي دول العالم. ما اقدمت عليه الجزائر يمثل مسا بأحد رموز ومقومات الدولة المغربية. فلماذا يتم التلاعب في خريطة المغرب في اليوم الاول من انطلاق أشغال القمة العربية؟.

قالها: ابعاد حوالي 40 صحفيا مغربيا دون مبرر وحرمانهم من تغطية اشغال القمة العربية علما بأنهم يتوفرون على كل الوثائق منها التأشيرات. ومثل هذا السلوك العدواني الغير مبرر يمثل خرقا سافرا من الدبلوماسية الجزائرية وسلوكا  عدوانية حقودا.
وصفوة القول. ما أقدمت عليه الجزائر من سلوكات قبيحة يجعلنا نقول وبالواضح: ان قمة الجزائر هي قمة لم الشمل كما يدعي الاعلان الجزائري الرسمي هو ادعاء مجانب للصواب،الواقع هو ان قمة الجزائر هي قمة لتفريق الشمل.

خليل البخاري/ أستاذ مادة الاجتماعيات