السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

إدريس الأندلسي: لم تمت السياسة.. إنها تحتضر بفعل فاعل  

إدريس الأندلسي: لم تمت السياسة.. إنها تحتضر بفعل فاعل   إدريس الأندلسي
سؤال لعبد اللطيف وهبي.
بكثير من الاقتناع أشكك في وجود فاعل لهؤلاء الذين قادهم تيار ما بعد خريف عربي إلى الظهور بمظهر القياديين في الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية. نعم أتكلم عن الوجود بكثير من الاقتناع بمفهوم الغياب الإرادي لكثير من النخب. غاب المثقف أو تم تغييبه. غاب رجل السياسة الذي كنا نظنه متهاونا أو متراجعا عن موقف، كما غاب رجل المواقف وأكاد أقول بشيء من الاحتراز  الظني، رجل المبادئ. "اقترفت" إذاعة أصوات وموقع العمق دعوة عبد اللطيف وهبي لحوار وهما في كامل وعيهما وعلى صواب والواجب يقتضي بعض التفاعل. أركز على عنصر الوعي في إختيار المخاطب، وهذا  الوعي موجود، لأن هذا الضيف لا يخشى قوة الإعلام  ولا يبدي أي انزعاج من سؤال أو تناقض أو تنكر لموقف أو تصريح سابق.  الوزير "اليساري  سابقا " والله أعلم بالسرائر،  لا يتعبه كثيرا أو حتى قليلا قول الشيء ونقيضه. أقرب الأمثلة ما راكمه من تصريحات متناقضة حول مصفاة لا سامير..  صدى الكلام لم يحكم منطق تكوين حكومة لا زالت  تعيش لحظات ما بعد الولادة. 

وحتى لا نزايد على "المناضل  المحامي القيادي " اليميني اليساري" والوزير المحتفي بمنصبه دائما، أكاد ارتمي دون وعي في بحر غير الأبهيين بما مضى  والمهتمين بالحاضر في معناه لدى فلاسفة الوصفة السريعة والعجيبة للدخول إلى نادي القرار المربح ماليا و اجتماعيا. كل هؤلاء  الفلاسفة، ومن احتل منهم الفضاء الأزرق يقدمون دعوات للاهتمام باليوم  واللحظة،  بالطبع بملايين الدراهم التي سوف تزول في أجل مسمى. لم أكن أتصور أن يبرر " القائد الأصيل  والمعاصر " سقطات طوطو من سافل القول  واعتراف صريح في مجال التعاطي للمخدرات وغيرها، بأن متابعيه على عالمه الافتراضي يعدون بالملايين. لا حق لي في الحكم على "حرية" طوطو لأن هناك مؤسسات هي التي يمكن  تؤاخذه  بما اقترف، ولكن استغرب من موقف رجل سياسي.  ولا أظن أن العاقل فينا قد يغفل تأثير المشهد المباشر  ومن منصة مكلفة جدا على يافعين وشباب يسمعون التصريح الصريح بالنابي من الكلام.  لا أظن أن وزيرا هو قبل شيء رب أسرة قد لا ينزعج بفعل أثناء موغل في السفاهة  خلال حفل ممول بمال دافعي الضرائب. 

وفي ظل هذا الوضع الذي لا يعير للخطاب السياسي حتى لا أقول للثبات على المبدأ أية أهمية، يمكن القول أن ما سيأتي قد يكون أسوأ. نعرف أن الممارسة السياسية لم تعد، في الغالب، منافسة حول مبادىء وبرامج و محاسبة وإنجاز.  أصبحت، بعد زحف كائنات "سياسية " من نوع خاص ، صراعا حول مناصب  ومصالح.  نعم غلب المثقفون (بالضمة على حرف الغين) و المناضلون من كافة الاتجاهات أمام من يتقنون جميع اللغات التي لا يتم تدريسها في الجامعات وبالخصوص لغة الجسد وتلك التي تضم وصف هذا الجسد بأبشع النعوت.  

حين أعبر عن استياء من موقف الأستاذ عبد اللطيف وهبي من واقعة طوطو وهناك أشياء أخرى تستفز في مواقفه من بينها  التعامل مع مطالب المحامين  ومع المطالبين بدراسة قضية لاسامير بعيدا عن قراءة بعض التقنوقراط.  وهذا لا يعني أن الرجل لا يحمل نفسا إصلاحيا.  طالب المحامين بالالتزام  جميعهم بأداء واجب  الضرائب حسب ما فرضه الدستور على جميع المواطنين كما إقتراح اتخاذ جميع التدابير القانونية والإدارية لإجبار المخالفين على أداء غرامات مرتبطة بمخالفاتهم لقانون السير. ويجب عليه أن  لا يفرط في قضايا المرأة د وضرورة العمل، إن لم أقل النضال، من أجل إصلاح مدونة الأسرة التي أكد عليه ملك البلاد بكل قوة. هذا طبعا لا يغطي على  أهمية المشروع المتعلق  بإصلاح القانون الجنائي في شموليته لذلك،  ورغم ما يمكن أن نؤاخذ عليه هذا المسؤول السياسي، فيجب على المواطنين أن يضغطوا عليه بكل مسؤولية لكي يكون نصير المظلومين  وأن لا يضيع "زمنه" السياسي المحدود في مواقف ومعارك لن تفيدنا  و تفيده في شيء. وهذا يطلب كثيرا من  التروي رغم ضغط "ماكينة" اللحظة التدبيرية.