الأربعاء 8 مايو 2024
كتاب الرأي

بولخير: أيتوسى خط أحمر.. وماذا بعد؟

بولخير: أيتوسى خط أحمر.. وماذا بعد؟ سعيد بولخير
ما يناهز أكثر من أربعة أشهر، والكل مجمع على سقف المطالب في قضية تحفيظ أراضي مكون قبيلة آيتوسى، وهو أن شعار أرض "أيتوسى خط أحمر"، لا يكفي بعيدا عن العواطف، لكنه مهم لتعبئة الناس وتوعيتهم بأهمية وأحقية ملف الأرض للرفع من منسوب الوعي الجمعي وتعبئة مختلف شرائح المجتمع. 
لكن الحراك اليوم يجب أن يمر لمراحل أخرى أكثر نجاعة ونتائج، مرورا بالمسار القانوني للملف ليصبح الملف بين أيدي صانعي القرار المركزي.
فمؤسسة المنتخبين أصبح مفروض عليها تبني مطالب الساكنة، والترافع عنها، ولعب دور الوساطة باعتبارها مؤسسة تم فرزها في إطار الديموقراطية التمثيلية. 
واليوم هي أمام امتحان حقيقي لقياس مشروعيتها وشرعيتها أمام الساكنة، بحكم أنها تعبير خرج عبر صناديق الاقتراع كيفما كانت طريقة فرزها، لكنها تبقى مؤسسة لها اعتماد الصندوق، ولها أدوار دستورية ممنوحة لها في إطار القوانين المنظمة للعمل البرلماني والمجالس المنتخبة، وجب تفعيلها والعمل على تسخير كل الإمكانيات لتوحيد الجهود نحو حل للملف.
هناك أدوار مكملة ومهمة للفاعل المدني، عن طريق آليات الديموقراطية التشاركية الممنوحة لها في إطار الدستور، عبر تقديم ملتمسات وعرائض للدفع بالملف، فإيقاع المجتمع اليون مرتفع عن إيقاع المنتخبين في هذا الملف، لذلك وجب مواكبة هذا الإيقاع من طرف مؤسسة المنتخب وتوحيد الخطط للوصول لنتائج تخدم المكون.
اليوم نحن على مشارف الدخول السياسي لهذه السنة، لذى نلتمس من الإخوة في التنسيقية وكذا لجان الأرض، وكذا المنتخبين الجلوس لتوحيد المجهود وإخراج خارطة طريق للضغط قصد حل هذا المشكل، والتوجه نحو عقد لقاءات مع الهيئات الحزبية والنقابية والحقوقية لتبني الملف عبر لقاءات تواصلية للتعريف بالملف والترافع عنه، وكذا عقد لقاءات مع الفرق البرلمانية للترافع عنه داخل قبة البرلمان، وكذا عقد لقاءات صحفية مع المواقع الإعلامية لبسط ملف الأرض، ليصبح قضية رأي عام وطني والرفع من نسبة الإحراج لدى المؤسسات المعنية بهذا الملف. 
اليوم الملف بلغ ذروته من ناحية التعبئة الداخلية للمكون عبر الاجتماعات والنقاشات وهذا الأمر مهم، لكن الأهم اليوم هو توجيه مطالب الملف  للعنوان الصحيح والطريق الأصح، وتخطي مرحلة التعبئة الداخلية باعتبارها مرحلة مهمة، شاكرين جميع من ساهم فيها، وعمل على لم الشمل وتوحيد الرؤى، لكن واجب الوقت تبادل الأدوار لمختلف الجبهات والعمل معا جنبا إلى جنب.
لابد من تسطير تكتيك ترافعي مع إبقاء مع التعبئة الداخلية والتواصل الداخلي مع المكون، غير أن عقد الجموع العامة والخطابات قد لا تفيد ملف الأرض في شيء، ولن تكون له نتيجة بالرغم من أهميته ولن يتخطى صداه “بلاكة 40” لإقليم آسا الزاك.
معا نستطيع شيبا وشباب نساء وأطفال “لي عندو صفة ولا ما عندو صفة” والصفة اليوم الجامعة، هي ملف الأرض جميعا تحت سقف واحد وملف واحد ومصير واحد. 
 
سعيد بولخير/ أحد المنتمين لقبيلة أيتوسى