الخميس 18 إبريل 2024
رياضة

أمشنوك: ما يقع من شغب رياضي يكشف "المكبوت" لهؤلاء القاصرين والشباب تجاه المجتمع

أمشنوك: ما يقع من شغب رياضي يكشف "المكبوت" لهؤلاء القاصرين والشباب تجاه المجتمع مشهد من الشغب وفي الإطار رشيد أمشنوك
تثار في كل مرة صدامات عقب مباريات كروية في لعبة كرة القدم بالبطولة الوطنية بين جماهير الأندية من جهة، وبين الجماهير الكروية وعناصر القوات العمومية، تسبقها أشكال احتجاج على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مدرجات الملاعب الكروية على خلفية تكريس وتحقيق الدينامية الاحتجاجية الجديدة، بعضها يترجم بشعارات تنم عن قضايا المواطنين ومشاكلهم الاجتماعية والسياسية، والتعبير عن وجودهم الاجتماعي، وأخرى تعكس وعيهم النقدي المتمرد.

وتتخذ هاته الأشكال الاحتجاجية والوقفات والاعتصامات المدنية وغيرها من أدوات الاحتجاج، بعدما خلقوا لأنفسهم مساحة جديدة الاحتجاج ٍ من افتراض مفاده؛ أن الفعل الاحتجاجي اختزاله في أشكاله التقليدية المعتادة كالمسيرات والمظاهرات الجماعية أو الفردية، كأغاني الإلتراس وأهازيج الملاعب والأغاني الشعبية الناقدة وشعارات المظاهرات وترانيم الثورة أو الفردية، إلى الكتابة على الجدران والكوميديا الساخرة، وغيرها من الأنماط التعبيرية المتعددة، وبعضها ينفلت فتقع مواجهات وصدامات بين الجماهير ومع القوات العمومية تلحق خسائر وضرار بالأشخاص والممتلكات، خاصة وأن من يقود ذلك قاصرون وشباب.

وإلى جانب ذلك، شكلت الحيطان وجنبات الطرقات وشوارع المدن  مجالا للاحتجاج والتمرد ضد المعياري والرسمي. وقد برزت هذه الظاهرة الفنية إلى الوجود بشكل مثير خلال السنوات الأخيرة. وهي احتجاجات تعكس أشكالا وتعابير تنبض بـ»روح التمرد» والسخط والرفض والامتعاض مما يحصل. كما تعبر عن الآمال والطموحات السياسية للشباب أحيانا، والتي تنتج عنها صدامات مع رجال الأمن، لتكشف «المكبوت» لهؤلاء الشباب تجاه مجتمعهم.

ولا تتوقف عند الصدامات فقط، بل تتعداه إلى التفوه بشعارات دعائية مختصرة مثيرة، تكرس أفكار ومكبوتات تسعى لنقلها بأبسط السبل والأشكال إلى جمهور الفريقين بغض النظر عن اختلاف ثقافتهم السياسية وتنوع قدراتهم التواصلية، لكن في الدرس اللساني يعتبره نادر سراج مدونة لغوية Corpus  قائمة بذاتها، أو بمعنى آخر رسالة مكتفية بذاتها وتعبير أو علامة بليغة المضمون، مكثفة الشكل، وسريعة الإبلاغ والايصال. وتتعرض الهتافات أحيانا لتغييرات وتعديلات بما يناسب السياق والمناسبة الاحتجاجية، وبهدف إثارة الانتباه والتفكه والنقد والسخرية أحيانا، وفي أحايين أخرى تؤدي إلى العنف والعنف المضاد فيقع ضحايا.

إن ما يقع يسائل الممارسة السياسية و"المناكفة المجتمعية"، ويدعو لإعادة التفكير في مظاهر الاستعباد الاجتماعي والانغلاق السياسي، بغاية إيقاظ الإرادات الخاملة من وهدتها، لتنخرط في مساءلة ذاتها ومحيطها والمنظومة السياسية المهترئة التي ترعاه.
 
د.رشيد أمشنوك/ باحث في علم الاجتماع