الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

سعيد شكاك: محطات لافتة لقوة الدبلوماسية المغربية

سعيد شكاك: محطات لافتة  لقوة الدبلوماسية المغربية سعيد شكاك
تعد الدبلوماسية علما وفنا للمفاوضات وعملية سياسية تستخدمها الدولة في التدبير الجيد لسياساتها الخارجية من خلال تعاملها مع أشخاص القانون الدولي وإدارة علاقاتها الرسمية ضمن النظام الدولي. وتتجلى قوة الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس في اعتمادها على مجموعة من الأسس الصلبة يمكن ترتيب أبرزها كما يلي:
- وضوح الرؤيا والاتزان.
- الواقعية ودعم الشركاء.
- التأني والحذر وعدم التسرع في اتخاذ القرارات.
- الاحترام المتبادل والشفافية.
 
ويعتبر ملف الصحراء المغربية بالنسبة للمغاربة حقيقة ثابتة، يلزم إحاطته بكل المجهودات الدبلوماسية وعلى كل المستويات، إن مجرد إعتبارها حقيقة ثابتة لكل المغاربة، يسمح بوضع الجميع أمام إختبار حقيقي للوطنية وللمثل العليا. كما أن الإقتراح الشجاع والمسؤول المتعلق بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي في ظل إحترام السيادة الوطنية المقدمة سنة 2007  يعد بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية.
ويستحضر المغرب في دفاعه ومرافعته على قضية الصحراء المغربية الشرعية الوطنية (المشروعية التاريخية، والمشروعية الدينية والشرعية الدستورية)، والشرعية الدولية.

وفي هذا الإطار، خاضت المملكة المغربية رهانا سياسيا مؤسسياودبلوماسيا وقانونيا في ملف الصحراء المغربية، وكسبت حضورا قويا ضمن قنوات وشبكات تصديق القرار الأممي بالأمم المتحدة. كما ربحت الدبلوماسية المغربية العديد من المعارك الكبرى الحجة في ذلك:
- اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.
- فتح العديد من القنصليات لمجموعة من الدول بالصحراء المغربية.
- اعتراف ألمانيا وإسبانيا وفرنسا بالمبادرة الواقعية والجادة للحكم الذاتي.
إن الوضع الراهن العالمي فرض على كل الدول أن تتميز بالمرونة وأن تطبع قراراتها النسبية اللازمة، بحيث أن العالم اليوم يعيش برمته في مرحلة مخاض، لا يمكن مواكبته إلا بالترقب والإنتظار والحذر. كما أن التغيرات العالمية الراهنية تفرض على منظمة الأمم المتحدة التقدم في ملف الصحراء المغربية، بالإحتكام إلى تغليب كفة التغيرات الدولية والإقليمية غير المتحكم فيها، ومنح آفاق تسوية سياسية مبنية على مبادرة الحكم الذاتي القائمة على مراجع القانون الدولي والمعقولة والعقلانية والدبلوماسية.
 
ويأتي استقبال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز من قبل الملك محمد السادس في هذا السياق؛ حيث صدر بيان مشترك عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أكد أن هذه الزيارة تأتي في إطارمرحلة جديدة من الشراكة بين المملكتين المغربية والإسبانية، مع فتح مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، قائمة علىالإحترام، والثقة المتبادلة والتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق. علاوة على تأكيد إسبانيا أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تعد بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية. كما تطرق البيان المشترك إلى مختلف المجالات التي تهم البلدين في جوانبها السياسية والإقتصادية والأمنية والثقافية.
 
وتأسيسا على ما سبق، فإن المغرب ليس لديه ما يجعله مجبرا على تقديم أية فرصة لأي طرف كيف ما كان، ليبث أو يتحقق من هوية مواطنيه.
 
الدكتور سعيد شكاك/ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية  جامعة شعيب الدكالي