الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

الشِّيخَةْ سهام العبدية توجه مدفعيتها صوب الفقيه ياسين العمري وتلقنه درسا في الأخلاق

الشِّيخَةْ سهام العبدية توجه مدفعيتها صوب الفقيه ياسين العمري وتلقنه درسا في الأخلاق المتطرف ياسين العمري و سهام العبدية
سال مداد كثير، على هامش خرجة الفقيه المتطرف ياسين العمري والتي تهجم فيها على الممثلة دنيا بوطازوت بعد أن لعبت دور "الشِّيخَةْ" في مسلسل "لْمَكْتُوبْ"، اتصلت جريدة "أنفاس بريس" بالفنانة الشِّيخَةْ سهام الْمَسْفِيوِيَةْ قصد معرفة رأيها وتنوير الرأي العام بموقفها من القضية.
 
في بداية تعليقها عن سؤالنا أوضحت ضيفة الجريدة قائلة: "اَلِّلي بْغَ يَتْكَلَّمْ عْلَى اَلشِّيخَةْ خَاصًّو يْفَرَّقْ بِينْ (شِيخَةْ لَكْلَامْ وُشِيخْةْ لَحْزَامْ)". وأضافت موضحة "أنا كَنَتْكَلَّمْ عْلَى شِيخَةْ اَلنّْظَمْ وُلَكْلَامْ. (اَلشِّيخَةْ اَلطَّبَّاعَةْ). مَا شِي "اَلشَطَّاحَةْ".
 
وأكدت الشِّيخَةْ سهام بأن أول شرط من شروط المشيخة يتعلق بضرورة احترام الضوابط الأخلاقية والإنسانية التي تحكمها قيم تامغربيت أثناء عمل "اَلشِّيخَةْ"، والتي ورثناها أبا عن جد، و تعلمناها من رواد فن العيطة سواء الشْيُوخْ أو الشِّيخَاتْ الطَّبَّعَاتْ.
 
بالنسبة لسهام اَلْمَسْفِيوِيَّةْ فإن شخصية اَلشِّيخَةْ التي ترسخت في ذهنها منذ طفولتها، وتشبعت بغنائها الراقي وصوتها الرخيم وحركاتها الصارمة وسلوكها القويم، واقتفت آثارها الفنية فهي الشِّيخَةْ أيقونة فن العيطة المرحومة فاطنة بنت الحسين، حيث تتمثل في شخصيتها صورة الشِّيخَةْ (خربوشة) التي قاومت وتصدت وتعذبت بسبب انحيازها للقبيلة ورفضها لظلم القائد عيسى بن عمر البحتري.
 
وأكدت الفنانة سهام بأن هدف وغرض الشِّيخَةْ كان واضحا وجليا، ويتمثل في "بَاشْ لَقْبِيلَةْ تَتْحَرَّرْ مَنْ الظُّلْمْ وَالطُّغْيَانْ. بَاشْ اَلنَّاسْ تْعِيشْ فِي سِلْمْ وأَمْنْ وأَمَانْ". لكنها تعود لطرح سؤال إنحياز الفقيه في صف القائد بقولها: "ألم يكن الفقيه دائما بجانب السلطة والنفوذ والقوة لإضفاء نوع من القداسة على سلوك وشطط القائد؟ ألم يكن يعتبر الفقيه بأن صوت الشيخة وجسدها وصوتها (مدنس وحرام)؟ وهي التي لم تكن تمتلك من القوة إلا سلاح فن النظم والقول بلسان حالها لفضح كل أنواع القهرة والحكرة التي تعرض لها الناس؟
في هذا السياق ترافعت ضيفة الجريدة بالقول على أن "اَلشِّيخَةْ هي التي رفعت صوت العيطة و النداء في وجه القمع و ضد سلطة ونفوذ القايد". وقالت له بحكمة لسانها وإحساسها وعبر رسائلها الفنية "أنت ظالم وطاغي ومتجبر". في الوقت الذي كان السي لفقيه الحامل لكتاب الله وسنة رسوله في صف القائد المتجبر، ويأكل من طعامه بنفس الطبق، ويتشاور معه في أحكام الشرع والقانون، ويفتي باسمه ويسهر معه الليالي الملاح.
وجددت التأكيد على أن الشِّيخَةْ هي المرأة الفنانة الملتزمة التي قاومت وكافحت وحرّضت بأشعارها ضد المستعمر الغاشم والمغتصب للعرض والأرض، وهي التي حرست القبيلة في أيام السيبة بحماسة أشعارها ونظمها الموجه لفرسان القبيلة. واستمر عطاء الشيخة وموهبتها الفنية التي سخرتها في مواضيع كثيرة أثمرت كنزا ثمينا من تراث فن العيطة.
وردا على الفقيه ياسين العمري قالت الشِّيخَةْ سهام بكبرياء بأن "الله وحده لا شريك له هو الذي يحاسب ويعاقب الإنسان، لأنه الله وحده من يعلم الغيب وما بالصدور". وترافعت بثقة في النفس عن شخصية الشِّيخَةْ بالقول على أنها امرأة محترمة وشريفة، وقد تكون زوجة وأم تكافح ليل نهار من أجل بيتها وأفراد أسرتها وأبنائها، وأضافت بأن الشيخة سهرت على تربية وتعليم أبنائها وأوصلتهم إلى مراتب و وظائف ومناصب عليا والأمثلة عديدة.
وعن سؤال للجريدة استغربت سهام اَلْمَسْفِيوِيَةْ لنوع التدوينات والتعاليق التي انساقت وراء ما روج له الفقيه المتعصب حيث تسابق الذباب الإليكتروني لجلد اَلشِّيخَةْ والحكم عليها بأحكام جاهزة. في هذا السياق أوضحت قائلة: "في الحقيقة اعتبرت العديد من التدوينات والتعاليق بأن أصحابها منافقين (كيف ما قال الباحث حسن نجمي) لأنهم تهجموا على الشيخة واتهموها بأشياء لا علاقة لها بها، في حين أنهم يأتون بالشيخة في أعراسهم ومناسبتهم الاحتفالية. ويرقصون ويمرحون".
وأنهت تصريحها للجريدة بالقول: "أنا احترم الناس، وأقدرهم، وأطلب منهم أن يعاملوني بالمثل خلال عملي وأثناء تقديم عروضي الفنية، أرفض كل أشكال الذل والمهانة والاستعباد. لأنني شيخة بكرامتي وشخصيتي وأنا صارمة في تعاملي داخل مجموعتي التي من المفروض على كل أعضائها الالتزام بالأخلاق والاحترام سواء في مهرجان أو في حفل أو عرس أو مناسبة عائلية"