السبت 20 إبريل 2024
اقتصاد

أخطر من كورونا: "لارام" ترسل 130 طيارا شابا إلى الجحيم وظلمات الزنازن (مع فيديو)

أخطر من كورونا: "لارام" ترسل 130 طيارا شابا إلى الجحيم وظلمات الزنازن (مع فيديو) عبد الحميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية
فاجعة وصدمة أخرى تنضاف للصدمات التي يتلقاها شباب المغرب وعائلاته التي تكافح من أجل أن يضمن أبنائها وظيفة ومستقبلا مهنيا، يقيهم شر البطالة والتيه بعد سنوات من الجد والدراسة وتحمل النفقات المالية الباهضة.

الكارثة التي وقعت، تهم 105 من الشباب الذين وجدوا أنفسهم بجرة مزاج إداري، خارج الوظيفة التي اجتهدوا وكدوا ليزاولوها. والنموذج هو الشاب "كريم" ( وهو مجرد نموذج)، الذي يعمل والده كمعلم وأمه ربة بيت، والذي كان من نجباء القسم ومنكب على التحصيل الدراسي لتحقيق حلمه المهني المتعلق بربان طائرة.
بعد أن نجح "كريم" وحصل على شهادة البكالوريا بميزة حسن جدا، تسجل في الأقسام التحضيرية، إلا أنه فوجئ بإغلاق المدرسة الوطنية لربابنة الطائرات، فقرر إكمال مشواره الدراسي تخصص هندسة، حيث تخرج مهندس دولة خولت له أن يحصل على وظيفة لرد الجميل والعرفان لأسرته و والديه.

ومع مرور الوقت علم المهندس "كريم" بأن شركة الخطوط الملكية "لارام"، قد أعلنت عن مباراة لتوظيف ربابنة، وهذا ما حصل فعلا بعد نجاحه. وتم اختياره من بين الآلاف من المترشحين. إلا أنه يوم توقيعه لعقد الشغل أخبرته شركة "لارام" بأن تكوينه يساوي 130 مليون سنتيم بفرنسا. وأن شركة "لارام" ستضمنه لدى إحدى الأبناك من أجل أن تتكلف بمصاريف التكوين، على أساس أن يرجع الأقساط للبنك طوال مدة 10 سنوات بعد تخرجه.
لم يتردد المهندس "كريم" في الإنصياع لهذا الشرط، على اعتبار أن تحقيق حلمه كربان طائرة لم يعد صعب المنال خصوصا أن الشركة التزمت بضمانه لدى البنك. واعتبرها فرصة العمر لإدخال الفرحة على بيت الأسرة التي ضحت سنوات بالغالي والنفيس.
التحق "كريم" بالتكوين في فرنسا في أحسن مدرسة للطيران في أوروبا، وتجاوز كل المحن بالجهد والمثابرة، وانتقل من التعليم النظري إلى التطبيقي في قيادة الطائرة واستطاع أن يجتاز الإمتحانات بنجاح ويعود إلى المغرب لتحقيق حلمه وآماله.
هكذا سيوقع "كريم" مع شركة "لارام" عقد يسمى بـ (contrat de stage) لمدة 9 أشهر، مثل جميع الربابنة، وبدأ عمله كربان عادي لكن مقابل منحة متواضعة. وفي انتظار إنهائه لفترة التمرين، سيوقع عقد (contrat CDI ) مع ذات الشركة. لكن لسوء حظه حلت جائحة كورونا وهو داخل مدة التمرين (9 أشهر). حيث تم إغلاق المجال الجوي لمدة طويلة خارج وداخل المغرب.

في سياق متصل راسلت شركة الطيران "لارام" الشاب كريم وأعلمته بتوقيف مؤقت بسبب فيروس كورونا، وأكدت الشركة من خلال وعد كتابي، بأنها تلتزم بأن "كريم" سيكمل مع نفس الشركة وبنفس العقد حين يفتح المجال الجوي من جديد.
الأنكى والأخطر من ذلك، أن شركة "لارام" أوقفت منحة "كريم" المتواضعة، إضافة لمصاريف التغطية الصحية والضمان الاجتماعي فوجد نفسه بين عشية وضحاها خاوي الوفاض في عز الجائحة. ومع ذلك اعتبر أن الأمر له علاقة بأزمة كورونا وما عليه إلا الصبر والإنتظار.
قصة كريم تختزل مأساة العشرات من الشباب وأسرهم المكلومة... هي قصته تدمي القلب بعد أن وجد نفسه عالة على والديه بعد أن كانا يحلمان ويعولان على وظيفته كربان طائرة، بعد جهد وكفاح وتضحية امتد لسنوات.

و خلال فترة عملية مرحبا في صيف 2021، تم فتح المجال الجوي، وانطلقت شركة "لارام" في عملها، لكن "كريم" لم يتوصل بأي دعوة للعودة للعمل، بل على العكس أقدمت الشركة على جلب ربابنة من خارج المغرب! فكانت الصدمة كبيرة في وسط أسرة كريم وأسر الشبان الآخرين.
الخطير في الأمر أن "كريم" حين لبى دعوة شركة "لارام" من خلال دعوة وجههتا له، فوجئ بالإدارة تخبره بأنها لا ترغب في توظيفه مرة أخرى رغم الوعود الكتابية، والعقود التي وقعها مع نفس الإدارة. ونبهته بأن يسارع بتقديم طلب لشركة أخرى لكن بشروط ملغومة ومغايرة للشروط السابقة. فأحس من جديد بالحكرة والظلم بعد أن ضيع خمس سنوات من عمره من أجل أن يصبح ربان طائرة.
أم المصائب التي حلت بـ "كريم" جراء سلوك إدارة شركة "لارام"، ترتبط بالضغط والاستفزاز الذي يمارسه البنك الذي تكلف بمصاريف التكوين (130 مليون سنتيم) حيث تلقى إشعارا بالأداء أو مواجهة القضاء.
قصة كريم هي قصة 105 شاب مغربي تعرضوا للظلم والحكرة من طرف شركة "لارام" التي نقضت عهدها وتراجعت عن التزاماتها، دون أن تفكر في مصير شباب كابدوا واجتهدوا من أجل "الحق في الحلم".
فاجعة هؤلاء الشباب تنظر تدخلا عاجلا من حكومة أخنوش، حماية لحقوقهم من جهة كشباب لا ذنب لهم في هذه الفظاعات وصونا لسمعة المرفق العمومي ببلادنا حتى لاتشير الأصابع للمغرب بأنه دولة اللاقانون ودولة المزاج من جهة ثانية!!