الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عزيز لعويسي: عين على أسود الأطلس

عزيز لعويسي: عين على أسود الأطلس عزيز لعويسي
بعد مدة من الترقب والانتظار، أعلن الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش عن اللائحة النهائية للاعبين الذين وجهت إليهم دعوة المشاركة في المباراة الأخيرة (ذهابا وإيابا) من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال قطر 2022، والتي من المرتقب أن تجمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، غضون شهر مارس 2022.
 
وبهذا الإعلان، يقطع الشك باليقين بخصوص الجدل الذي أحاط بخصوص عودة اللاعبين زياش ومزواري إلى عرين الأسود بعد طول غياب، بعد أن اختار اللاعبان طريق العناد والرفض والاعتذار، بعكس ما كانت تتطلع إليه الجماهير المغربية، وفي هذا الإطار وبعد الحسم في اللائحة النهائية، ليس المجال هنا للنبش في حفريات الأزمة القائمة بين اللاعبين والمنتخب والناخب الوطني بشكل خاص، أو الانغماس بشكل طوعي في تفاصيل القرار المتخذ من قبل اللاعبين، ولسنا معنيين في الخوض في أي نقاش عقيم قد لا يجدي نفعا، بعدما بات اللاعبان خارج قلعة المنتخب، وربما بشكل لا رجعة فيه.
 
لكن بالمقابل، نستطيع القول أن المنتخب الوطني المغربي هو فوق زياش ومزواري وفوق الجميع، وحمل قميصه هو تكليف وليس تشريف، بل أكثر من ذلك هو واجب من واجبات المواطنة التي تقتضي الاستجابة الفورية والإقبال الطوعي للدفاع عن ألوان الوطن وإشعاعه، بعيدا عن لغة الحسابات الضيقة التي يفترض أن يذوب جليدها لما يتعلق الأمر بنداء الوطن.
 
إذا كان الجنود المغاربة يرابطون في الحدود بكل جاهزية واستعداد دفاعا عن وحدة الأرض وسلامة التراب بكل تضحية ومسؤولية وعزة ووفاء ونكران للذات، فاللاعب، يفترض أن يكون جنديا على أتم الجاهزية والاستعداد، متى تمت المناداة عليه للدفاع عن ألوان الوطن الذي نتحمل جميعا أفرادا وجماعات ودولة ومؤسسات، مسؤولية خدمته والترافع عنه والسعي إلى خدمته والإسهام في إشعاعه، بمعزل عن مفردات الأنانية والنعرات وتصفية الحسابات ما ظهر منها وما بطن.
 
ومع ذلك، فقضية زياش ومزواري، تسائل واقع حال المنظومة الكروية الوطنية بدءا بالجامعة الوصية على الشأن الكروي مرورا بالمنتخبات الوطنية وانتهاء بالبطولة الوطنية التي تعاني أزمة مواهب ونجوم، كما تسائل شروط ومعايير انتقاء لاعبي المنتخب الوطني سواء من مغاربة الداخل أو مغاربة الخارج، وبين هذا وذاك، تسائل الميزانيات الضخمة التي ترصد للكرة الوطنية على مستوى المنتخبات الوطنية، دون أن تحقق الأهداف المرجوة، بدليل أن المغرب استعصى عليه الظفر بكأس قارية ثانية منذ سبعينيات القرن الماضي، ومهما قيل أو ما يمكن أن يقال، لايمكن إلا أن نتمنى أن يظفر الأسود بورقة التأهل إلى أول مونديال في التاريخ، تجرى تفاصيله في أرض عربية...في انتظار تطهير البيت الداخلي من كل شوائب العبث ما ظهر منها وما بطن، لأن أي عبث داخل المنتخب الوطني، لن يكون إلا عبثا بجسد الوطن بدون خجل أو حياء ...