الكل يعلم دور الأحزاب في الحياة السياسية، ببساطة واختصار، من بين الأجهزة التي تسيير الدولة والمؤسسات، لتأكيد مفهوم الديمقراطية يجب أن تُحْتَرَم مجموعة من القواعد المنظمة، مثل التصويت عن المرشحين وبعدها فرز الأصوات ثم معرفة عدد المقاعد المحصل عليها... في الاخير تشكيل الاغلبية مع عدة أحزاب أو تسيير الحكومة من طرف حزب واحد في المقابل نجد أحزابا أخرى تمارس المعارضة إما بسبب ايدولوجي أو اختلافا مع الاغلبية ... وهذه الأخيرة تعتبر مزاولة سياسية ليست سهلة بل لديها دور كبير في المشهد الديمقراطي.
نجد في حكومة عزيز أخنوش الحالية، أن المعارضة أصبحت في خبر كان، هذه المعارضة التي كانت قبل سنوات - قبل 2011 - تقوم بشقلبة البرلمان وتلعب دائما دور * العصا في الرويضة *، معارضة شكلت توازن وفرضت رأيها على الحكومة و برز دورها في العديد من القضايا المحورية التي مست الطبقة الفقيرة المهمشة. الملك الحسن الثاني رحمه الله لعب دور كبير في محاولة خلق توازن بين الأغلبية والمعارضة داخل الإطار السياسي خوفا من أن تمارس أي جماعة المعارضة خارج البرلمان لتحدث فوضى وتهدد أمن الدولة وثوابتها.
اليوم نجد في معارضة حكومة 2021/2026، أحزابا ليست على وفاق أولا من الناحية الايديولوجية ( إسلامية ويسارية وعلمانية) ... بين بعضها البعض خصام وتاريخ ليس سهل من العتاب والاتهامات ، كل حزب يمارس معارضة بتراكماته الخاصة و بطريقة مشتتة وهشة وغير متناسقة، ولا يخفى عليكم ما تشاهدون الان في المشهد السياسي وسط البرلمان.
إذ لم تكن معارضة قوية ومتماسكة في المستوى، من سيراقب العمل الحكومي ؟؟؟ من سيعلق على القوانين ويقوم بنقدها ويناقشها في قبة البرلمان، القوانين التي تحدد مسار عيش كل مواطن مغربي !!! ، أين هي المعارضة التي يجب ان تناقش مع الحكومة كيفية رفع القدرة الاستهلاكية ودعم المواد الأولية والتخفيف عن المواطن الأزمة التي نعيشها الان ؟؟؟ أين هي المعارضة التي ستخلق التوازن وستدافع كما نقول * بالروح، بالدم * عن المواطن المغربي المغلوب.
كيف سنفعل دستور 2011 الذي منح مكانة كبيرة للمعارضة وخصص لها حيز لم يكن من قبل... أم أن معارضة اليوم تضم أشخاص مازالوا يحلمون بأن هناك سبيل لدخولهم في الأغلبية رغم الرفض والإقصاء ... وأمين عام لحزب يقمع الصحافة ويستثني صحفيين لا يريد التواصل معهم بطريقة غير مهنية كأن الصحفي * يسعاك *، بل إن ذلك الأمين العام يقوم بتصريحات إعلامية يتباهى بأنه كان أفضل رئيس حكومة والأحسن للمملكة المغربية، نعم صحيح كنتم الأحسن والأفضل في بيع الكلام والتهريج وكل الانجازات كانت أوراش ملكية.