الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: رؤية سياسية.. حول أزمة غزو أوكرانيا

خليل البخاري: رؤية سياسية.. حول أزمة غزو أوكرانيا خليل البخاري
إن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، تمثل قفزة من نظام دولي متعالم تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية دركي العالم إلى نظام دولي جديد لكنه مجهول إلى حد الٱن. وهي لحظة تاريخية متميزة في تاريخ القرن 21. لقد بات بالواضح استدعاء بوتين تاريخ روسيا القيصرية والسوفيتية من أوسع أبوابه في الكلمة التي وجهها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عند بدء العملية العسكرية، هو زمن الخيارات الاستراتيجية.
إن غزو روسيا لأوكرانيا نسف إتفاقية يالطا 1945 التي على أساسها أنشئ النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، نسف إتفاقية يالطا، يستدعي البحث عن مصير النظام العالمي الفاقد للتوازن.متذ تلاتة عقود من الزمن لمصلحة أحادية قطبية، هي معركة بينروسيا من جهة وأمريكا ومعها دول الناتو من جهة أخرى. أوكرانيا مجرد ساحة للقتال والموت والدينار. في ساحة الاقتصاد، تتشابك خطوط الطاقة ومن بعدها النفوذ، تمثل مصالح معقدة و متشابكة أصلا. تداعيات الحرب الروسية تتخطى حدود الأمن الأوربي والروس مجتمعين في الأمن الغذائي. تعد أوكرانيا من أكبر مصدري القمح في العالم، تعطل الامدادات قد يؤدي الى إرتفاع أسعار المواد الغذائية المرتفعة أساسا جراء التضخم العالمي..
ان ما يحدث حاليا بأوكرانيا، أعاد تشكيل عقارب التجربة الماضية. فالمجتنع الدولي حاليا يراقب ولا يستطيع التدخل ضد روسيا. كما أن كل المؤسسات الدولية المنبثقة من رحم النظام الدولي من بعد الحرب العالمية الثانية، تقف اليوم عاجزة أمانن نا يقع في أوكرانيا مت سفك للدماء وتدمير شامل البنى التحتية وتهجير للسكان. الأمم المتحدة تقف على أرجل من ورق وعاجزة عن مواجهة تعنث وجبروت روسيا وهذا يذكرنا بفشل عصبة الأمم التي تأسست بعد نهاية الحرب العالمية الأولى حيث وقفت عاجزة عن إيقاف توسعات واعتداءات الأنظمة الشمولية.. كما أن خلف الناتو يقف على أعصابه، وألمانيا تبحت عن دور جديد في قيادة دول أوربا حائرة ومترددة.
أن القوة هي وحدها  تحسم الصراع على النظام الدولي المزمع ولادته سواء بالتوازن أو الهيمنة. ولا يمكن التكهن بمصير مستقبل النظام الدولي نت دون فحص حدود القوة الأمريكية، محدداتعا، مركباتها.
الفيدرالية الروسية مناكفة والصين قوة صاعدة لابد من تفحص قدرة الصين وروسيا على مواجهة الامبراطورية. هل يستطيعان امتلاك مطبعة جديدة للعملة تخرجها ومعها كل من يقول  لابد من المدار الأمريكي في النهاية.لابد من لغة مصالح قابلة لن تتحول الى طاقة قادرة على صنع مصالح قابلة لأن تتحول إلى طاقة قادرة على صنع نظام دولي جديد. أنه زمن الاختيارات الاستراتيجيات.
هل تنتهي أزمة غزو أوكرانيا على نفس النحو الذي انتهت له أزمة الصواريخ الكوبية في 1962. فبعد فشل الغزو الأمريكي لكوبا في معركة خليج الخنازير, كان الرئيس الامريكي جون كينيدي في وضع استراتيجي يمكن تخيله وخاصة بعد فشل محادثات كينيدي مع القائد السوفياتي خروتشوف في فيينا..