الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي : دولة القانون؟ .. "VIP" يمرون بعظيم سلام والمحامون ممنوعون....

محمد الشمسي : دولة القانون؟ .. "VIP" يمرون بعظيم سلام والمحامون ممنوعون.... محمد الشمسي
إلى ذلك الذي غرد علينا منهم وقال إننا في دولة الحق والقانون والمؤسسات والمساواة، وإنه لا مجال لخرق القانون، نقول له  حبذا لو "تتواضع" وتقف بباب بعض المحاكم "وقفة رجل" لترى بنفسك وكفى بنفسك شهيدا،  كيف أن هناك "قومVIP" يخترقون بسياراتهم السدود الأمنية، ويدخلون المحاكم دخول الفاتحين بلا" جواز بلاتا ..."، بل و يهرع الكوميسير بفراشاته مهرولا لفتح لهم الباب وهو يقدم  عظيم سلام، يمر الVIP على "الباراج" كالبرق، ثم يغلق البوليس مدخل المحكمة ويعودون لتكشيرتهم وتجهمهم ويمنعون كل محام يحاول الدخول مثلما دخل الVIP، فالدخول ممنوع مالم يدل صاحبه بجوازه، وهذا قانون "واش نخرقو القانون؟"...
وآخرون حين انكشف شططهم "سلتوا" من أبواب خفية متناسين ان المحاكم تؤتى من مقدماتها وليس من مؤخراتها الخفية...وآخرون أوصوا مرؤوسيهم في قلب المحاكم بالتعامل مع الشياطين إن تطلب الأمر  لكن دون المحامين...
لهذا لم يغضب أي منهم ولا حتى "باطروناتهم" حين تحولت المحكمة الى ثكنات حاصرها كل ذي رتبة ونياشين متأهبين "سنانهم لوبيا" يواجهون محامين ومحاميات مسالمين سلاحهم حناجرهم وبذلاتهم السوداء سواد المشهد "القانوني" العنصري، وسواد واقع مهنة مع حكومات تريد أن تجعل للمحامين ذيولا يبصبصون بها، ويرتمون في حضن السلطة التنفيذية مهللين مزغردين، باصمين موقعين لها وعلى بياض...
 من خلال "الاثنين الأسود" و"الثلاثاء الأزرق"  من حياة "رسالة النحس" التي ثبت أنها كتبت لملاحقة المحامين وإذلالهم واستحقارهم أمام المواطنين،  لنقل رسالة أكثر نحسا تقول إن القانون قانون ال VIP ، مفصل على مقاسهم، فندرك ان هذا الوطن يجري تهريبه في مصلحة هذا ال VIP على حساب قوم "بني شعبون" أو " شعيبة" ( إسم تصغير للشعب)، ويتبين أننا كنا في أمس الحاجة لرسالة الشؤم لتصعقنا فنستفيق، لنتيقن أن  الأقوام "ماشي بحال بحال" أو على الأقل في نظر قلوب مريضة عليها أقفالها، تظن أن الجاه والنفوذ دائمين خالدين وهم لا يتعظون من سلطان وجاه إدريس البصري حين كان يجمع بين الداخلية والإعلام و.. و.. بل كان هو في حد ذاته مدونة قوانين ودساتير، فلينظروا كيف كانت العقبى..
ستفنى السلطة وستبقى مجرد "تعاويد"، وسيروي التاريخ ولو صبغوه مكائدهم وفضائحهم،  لذلك لا يجهل علينا الجاهلون بأسطورة دولة الحق والقانون والمؤسسات والمساواة، فهذه أغنية جميلة بإيقاع خفيف"ديال الشطيح" لو كانت دولة نصف قانون ونصف مؤسسات وثلث دستور، ما وضعتم "سيكيريتي" يمنع محاميا وموظفا من دخول المحكمة، ولما خلقتم ميزا عنصريا بسبب المنصب" واحد يدخل بالفور يا الشيفور وبلا جواز" وواحد "يمشي ي..."، إنها دولتنا جميعا لكن القانون قانونكم والمؤسسات مؤسساتكم ونحن مثل جموع الثائرين علينا تحرير القوانين والمؤسسات من احتلال الVIP، ولو أن المقاومين نالوا شرف الكفاح واستشهدوا بلا أكفان والجبناء حصلوا محلهم على" لكرايم وبطائق المقاومة" ..فقد كنا نتوهم أن مغرب  دستور 2011 قد جبّ ما سبقه، وأن "سنوات الحكرة" ولت بلا رجعة، شأنها شأن سنوات الرصاص، وأننا في مغرب يسعنا جميعا، لكن مع يومي الاثنين والثلاثاء 20 و 21 دجنبر  2021 بمداخل المحاكم انكشف الزيف و"طار الزواق" فلا زالت القضايا الخلافية يحلونها بالإنزالات الأمنية، ولا زال "اللي ما عندو سيدو عندو لالاه" بل هناك "اللي عند سيدو ولالاه بجوج كيدخلوه للمحكمة وبالتحية وبلا جواز"،  ليتأكد لنا أن طريق المنافحة والمدافعة لا زال طويلا، وأن تربة هذا الوطن في حاجة لأن تسقى ببعض من الدماء والعرق لتحريره من كل من ظن أنه هو " الفاعل والناهي والجازم والناصب" وغيره " ضمير مستتر لا محل له من الإعراب" ...
نقول للمغرد الذي غرد في الظلام، لا تسأل عن أشياء إن تبد لك تسؤك، وحري بك أن تخجل من قولك ونفسك ومن التاريخ، وحري بنا أن لا نستسلم حتى نشفي الوطن و القضاء والقانون والدستور من فيروس ال VIP.