الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد بنطلحة: شر البلية ما يضحك.. حين حولت الجزائر انتصارا صغيرا لملحمة بطولية

محمد بنطلحة: شر البلية ما يضحك.. حين حولت الجزائر انتصارا صغيرا لملحمة بطولية محمد بنطلحة الدكالي

طوال التاريخ، ومنذ الحضارة الإغريقية التي عرفت ألعاب أثينا، ظلت الرياضة عنوانا للفرجة والتآخي والتعارف بين الشعوب لما تمثله من قيم إنسانية نبيلة، إنها تنشر السلام وتشجع على التسامح والاحترام وسمو الأخلاق..

 

والرياضة بمعناها الصحيح ترفض أن تكون وسيلة لغاية أخرى لأنها منبع القيم السامية المثلى، حيث تنتصر الروح الرياضية التي تعد أحد عناصر الأخلاق الرياضية...

 

ويقسم الملتزمون بالروح الرياضية إلى قسمين، الخاسر السيء والفائز السيء، حيث يعمد مثلا هذا الأخير إلى استغلال الانتصار لتحقيق مكاسب إضافية خارجة عن نطاق التنافس الشريف، خاصة حينما تتقاطع السياسة مع الرياضة أحيانا، وهذا ما دفع بجيراننا شافاهم الله إلى اعتبار انتصار صغير في كرة القدم عن طريق ضربات الحظ، عيدا وطنيا وملحمة بطولية، محاولين تهدئة الشارع الذي يعرف حراكا شعبيا، حيث ضاق الشعب الشقيق درعا من ضيق العيش ومحنة الطوابير والرعب اليومي الجاثم على النفوس...

 

لقد وصل الأمر بعراب ديبلوماسيتهم، وفي كلمة له خلال افتتاح فعاليات منتدى الأعمال الجزائري الكرواتي، حيث يحضر في هذه المناسبات الحديث عن الاقتصاد وإمكانيات البلد وتوقعاته المستقبلية، إلا أن العراب أبى إلا أن يؤكد "أن تاريخ اليوم صادف الانتصار الكبير الذي حققه المنتخب الوطني الجزائري على نظيره المغربي".. مضيفا "أن فريقه كان قويا ويستحق النصر"..

 

وشر البلية ما يضحك حينما نشر كبيرهم تغريدة على "تويتر" حيث كتب: "مليون ونصف مليون مبروك يا أبطال" في إشارة إلى رقم لعدد من الشهداء كما يتصورون...!!

 

لقد انخرطوا في هذيان جماعي متوهمين أنهم قد قبضوا على الشمس... وليعلموا أننا ننتصر عليهم كل يوم في التنمية والبنية التحتية والمعمار والسياحة والصناعة والاقتصاد والتجارة والديبلوماسية... ورغم ذلك لم ننجر في صخب طفولي... وتلك هي شيم الكبار...